الشوارع في المغرب خالية من الحصى المتطاير المخرب !!

  • 1/27/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

قال أمير الشعراء احمد شوقي : اتقنوا يحببكم الله ويرفعكم جنابا إن للمتقن عند الله والناس ثوابا الفيلسوف أفلاطون له عبارة تقول (محك الرجال صغائر الأعمال) ونعتقد أن رصف الشوارع والاهتمام بها بحيث أن تكون آمنة لمرتادي الطريق من الأعمال الصغيرة لأننا لانتكلم هنا عن شق أنفاق وبناء جسور وكباري وإذا فشلنا في الأعمال الصغيرة فقطعا سوف يكون الفشل أكبر في الأعمال والمشاريع الكبيرة. مادفعني لكتابة هذا المقال هو الحكم الذي أصدرته محكمة كويتية لصالح إحدى المواطنات يلزم وزارة الأشغال بتعويضها بـ 5000 دينار عن الأضرار الذي نتجت عن الحصى المتطاير من شوارع الكويت والذي للأسف تحول إلى ظاهرة وقد كان من أهم محاور استجواب وزير الأشغال السابق المهندس عبدالعزيز الإبراهيم في المجلس المنحل السابق وانتهى الاستجواب بتوصيات لم ينفذ منها شيئا فلا زال الحصى يتطاير في الشوارع ولازال الوضع على طمأم المرحوم . الأكيد أن هذا الحكم سوف يفتح الباب على مصراعيه لسيل من قضايا التعويض بسبب أضرار الحصى المتطاير وهناك قضايا مرفوعة على الوزارة منها قضية لصاحب سيارة فراري تسبب الحصي في ارتكابه حادث مع سيارات أخرى بمعنى أن وزارة الأشغال سوف تدفع عشرات الملايين تعويضا لمواطنين ومقيمين بسبب الحصى المتطاير وطبعا المقاول المنفذ لم يتحمل أي التزامات مالية ولهذا ينبغي محاسبة المسؤولين في وزارة الأشغال عن خسارة الملايين من المال العام لأن المشكلة لازالت قائمة ولم يتم حلها . لايخفى على أحد أن المملكة المغربية لديها موارد مالية محدودة وهي تتلقى مساعدات من دول أخرى من أهمها دول الخليج ولعل الصندوق الكويتي لديه مشاريع كثيرة في المغرب من بينها إنشاء شبكة للطرق وقد تنقلت بين عدة مدن في المغرب وكذلك في المدينة التي أقيم بها كازابلانكا ولكني لم أصادف في كل الشوارع والطرق حصى متطاير رغم أن الطرق في المغرب تمتد إلى مئات إن لم يكن آلاف الكيلومترات فهي طرق آمنة ويبدو أن ظاهرة الحصى المتطاير هي ظاهرة كويتية بامتياز لأنها غير موجودة إلا في شوارع الكويت . إن ما لفت نظري في شوارع المغرب عامة وكازابلانكا خاصة هي النظافة فليس هناك زبالة أو أوساخ وعندما سألت عن هذه الظاهرة التي تستحق الاهتمام وتثير الإعجاب كان الجواب أن هناك عقود مع شركات نظافة عالمية ولكن العاملين من المغاربة والشركة ملزمة بدفع رواتب مجزية بالنسبة للمستوى المعيشي في المغرب حيث راتب العامل يصل إلى 2000 درهم مغربي وبشكل منتظم ولهذا يتم تنظيف الشوارع يوميا صباحا ومساء وطبعا الحال يختلف في الكويت حيث عقود النظافة تكلف البلدية عشرات إن لم يكن مئات الملايين ولكن ليس هناك رقابة على هذه الشركات فهي تدفع رواتب متدنية علاوة أنها تدفعها كل 3 أو 6 شهور ولذلك عامل النظافة يعمل ساعة فقط في تنظيف الشارع وبشكل عشوائي وبعدها يعمل في مكان آخر حتى يستطيع أن يعيش. إن الكلمة السحرية المفقودة هنا هي الإتقان في العمل كما جاء في الحديث الشريف (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) فهناك غش من المقاول الذي يرصف الشوارع والطرق فهو يغش في الخلطة الاسمنتية والتي اكتشف المسؤولون في وزارة الأشغال أنها السبب في تطاير الحصى وأن هناك خلطة جديدة سوف يتم استخدامها ولكن ظاهرة تطاير الحصى تحتاج 3 سنوات حتى تختفي وحقيقة لا ندري لماذا يستغرق حل المشكلة كل هذا الوقت طبعا إذا عرف السبب بطل العجب فهناك تنفيع للمقاولين وهناك غياب للرقابة والطاسة ضايعة في وزارة الأشغال العامة وفي البلدية. ختاما أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للعاملين في السفارة الكويتية في المغرب في مدينة الرباط وفي مقدمتهم المسؤول عن الشؤون القنصلية علي صالح عليان الظفيري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ولقد لفت نظري في مدينة الرباط شارع السفارات الذي يتميز بالنظافة و الاتساع وجمال المنظر حيث الأشجار والمزروعات على جانبي الشارع وياحبذا أن يكون في الكويت منطقة تشمل كل السفارات فهناك سفارات في الكويت موزعة على المدن رغم وجود منطقة للسفارات ولكنها لاتتسع لكل السفارات حتى يسهل حمايتها . أحمد بودستور

مشاركة :