نال الوزير سلمان الحمود ثقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وهذه الثقة لها دلالة دستورية خاصة يعلم أثرها على الممارسة الدستورية الخبراء الدستوريون. وفي 15 يناير الجاري، قُدم استجواب إلى الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب والذي سيناقش في جلسة 30 يناير، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن دستوريته من عدمه، حسب عرض الخبير الدستوري المستشار شفيق إمام، في مقال له نشر في 22 يناير. يقول المستشار إمام٬ إن محاور الاستجواب سابقة على ثقة الأمير وأنه يفترض أن يتم تقديم الاستجواب بعد تقديم الحكومة برنامجها إلى مجلس الأمة إعمالا للمادة 98 من الدستور... وأؤكد في هذا الصدد ان الاستجواب غير دستوري... يعني نحن أمام مأزق دستوري لابد من بحث جوانبه. هنا تعود بي الذاكرة إلى 28 أكتوبر 2000 حين قدم النواب السابقون وليد الجري ومسلم البراك ومرزوق الحبيني، استجوابا لوزير الكهرباء والاسكان آنذاك د. عادل الصبيح، وكان محوره خاصا بالقضية الإسكانية... لاحظ فقط عن القضية الاسكانية ولم يتضمن أي محور عن الحقيبة الثانية الكهرباء. وللتأكيد، فقد جاء في المادة 137 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة أنه «تضم الاستجوابات ذات الموضوع الواحد أو المرتبطة ارتباطا وثيقاً...». فأين الارتباط الوثيق بين محاور الإعلام والشباب والرياضة؟ وهنا نتساءل عما إذا كان الاستجواب غير مقبول شكلا لأنه تضمن محاور وزارتين مختلفتين؟ وزد على ذلك مخالفته للمادة 58 من الدستور حيث ذكر لفظ وزارة وليس وزارتين. وقد بعث الوزير الحمود قبل أيام بطلب استيضاحات من النواب المستجوبين. ونحن في هذه الجزئية نستغرب من عدم دعم المحاور بالمستندات عند تقديم الاستجواب. لذلك٬ فالتساؤل المستحق هنا ينحصر في جانبين: الجانب الشكلي إجرائي وهو استجواب موجه عن أعمال وزارتين ولوزير نال ثقة سمو الأمير. والجانب الدستوري الذي ذكره المستشار شفيق إمام في مخالفته للمادة 98. ومما تقدم٬ نوجه تساؤلنا المشروع للمستشار الأستاذ الدكتور محمد المقاطع، الخبير الدستوري، والذي غالبا ما يبدو لنا رأيه في الاستجوابات المقدمة وهو موجه أيضا لكل خبير دستوري من باب توضيح الأمر لنا. هذا استجواب... وهو أخطر الأدوات الدستورية التي قد تؤدي إلى طرح الثقة أو طرح عدم التعاون مع رئيس الحكومة، وعليه يحق لنا رفع هذا التساؤل لعل المستشار المقاطع والخبراء الدستوريين يبدون رأيهم في ما جاء أعلاه قبل صعود الوزير الحمود إلى المنصة... والله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :