عواصم - وكالات - أعربت كل من قطر وتركيا عن ترحيبها بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في سورية، في حين حذرت روسيا من عواقب خطة أميركية لإقامة مثل هذه المنطقة. وقال مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، السفير أحمد بن سعيد الرميحي، إن الوزارة ترحب باعتزام الولايات المتحدة توقيع قرار تنفيذي لوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سورية. وجدد التأكيد على ضرورة توفير ملاذات آمنة في سورية وفرض مناطق حظر جوي، بما يضمن سلامة المدنيين وفق القرارات الدولية، ويحمي الشعب السوري من آلة الدمار والتشريد. وفي أنقرة قال اناطق باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، أمس، إن بلاده تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة في سورية لحماية النازحين، وأضاف خلال مؤتمر صحافي «رأينا طلب الرئيس الأميركي إجراء دراسة (في شأن المنطقة الآمنة)، المهم هو نتائج هذه الدراسة وما نوع التوصية التي ستخرج بها». وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إقناع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بفرض منطقة آمنة شمال سورية لمنع هجمات النظام الجوية، لكن واشنطن وعواصم غربية أخرى لم تبد حماسا لهذه الفكرة. من جهتها حذرت روسيا ترامب من عواقب خطته لإقامة مناطق آمنة للمدنيين في سورية. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن الحكومة الأميركية لم تشاور روسيا قبل أن تعلن نيتها إقامة مناطق آمنة في سورية، وأضاف أن على واشنطن أن تفكر في العواقب المحتملة لتنفيذ هذه الخطة، وقال إن من المهم ألا تفاقم أوضاع النازحين. أضاف أن من الواضح مسبقا أن روسيا لن تقبل بسهولة مثل هذه المشاريع، مشيرا إلى أن فرض مناطق آمنة يعني فرض حظر للطيران فيها، في حين أن الأجواء السورية تحت سيطرة الروس. وأعلن الرئيس الأميركي أول من أمس اعتزامه إقامة مناطق آمنة في سورية لحماية الأشخاص الفارين من العنف، لكنه لم يَخُضْ في التفاصيل. وقال ترامب في مقابلة مع قناة «أي بي سي نيوز» الليلة قبل الماضية «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة للمدنيين في سورية، وأعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسميا باستقبالها ملايين اللاجئين والسماح بدخولهم إلى ألمانيا وغيرها من الدول. ما جرى هناك كان كارثة، ولا أريد حدوث ذلك هنا». وطبقا لوثيقة اطلعت عليها «رويترز» أول من أمس، فمن المتوقع أن يأمر ترامب وزارتي الدفاع والخارجية في الأيام المقبلة بوضع خطة لإقامة «المناطق الآمنة» في تحرك قد يخاطر بزيادة التدخل العسكري الأميركي في الصراع السوري. وتشير مسودة الأمر التنفيذي التي تنتظر توقيع ترامب إلى أن الإدارة الجديدة تقدم على خطوة عارضها طويلا الرئيس السابق باراك أوباما خشية الانجرار في شكل أكبر في الصراع وخطر اندلاع اشتباكات بين الطائرات الحربية الأميركية والروسية فوق سورية.
مشاركة :