رفض مسؤولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض دعوات تلقوها للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، في موسكو، وفق ما أكد مسؤولان لوكالة فرانس برس، الخميس 27 يناير/كانون الثاني. وقال رياض نعسان، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية: "وصلت دعوة شخصية للدكتور رياض حجاب (المنسق العام للهيئة)، لكنه اعتذر عنها". وأشار نعسان آغا الى أنه "لم توجّه دعوة للهيئة العليا للمفاوضات بحد ذاتها". وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان أن كلاً من رئيس الائتلاف الحالي أنس العبدة ونائبه عبدالحكيم بشار ورئيس الائتلاف السابق هادي البحرة "اعتذروا عن عدم الحضور". ووصف رمضان الدعوات بأنها "شخصية وشفهية وغير واضحة أو محددة". وليس واضحاً حتى الآن من هي الجهات المعارضة الأخرى التي ستشارك في اللقاء. ولم توجّه موسكو دعوة الى الفصائل المسلحة المعارضة مكتفية بإرسال دعوات الى ممثلين عن المعارضة السياسية لإطلاعهم على نتائج محادثات أستانا برعاية روسية تركية إيرانية. انتهاء المحادثات وغداة انتهاء لقاء أستانا، أعلن لافروف، أمس الأربعاء، أن موسكو دعت "كل المعارضين الذي يرغبون في المجيء، المعارضة السياسية. سنبلغهم بما جرى في أستانا ورؤيتنا لتطوير إيجابي لعملية أستانا في المستقبل". وشهدت عاصمة كازاخستان يومي الاثنين والثلاثاء محادثات هي الأولى بين الحكومة السورية وفصائل معارضة مسلحة، من المفترض أن تشكل قاعدة لحوار سياسي بين النظام والمعارضة خلال المفاوضات المرتقبة في جنيف برعاية الأمم المتحدة في الثامن من شباط/فبراير. وأفضت محادثات أستانا إلى الإعلان عن الاتفاق بشأن آلية "ثلاثية" لمراقبة اتفاقية وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتأكيد على عدد من الثواب في مقدمتها التأكيد على أنه لا حل عسكري للأزمة السورية. هذا فضلًا عن التأكيد على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وكذا "وحدة الأراضي السورية كدولة متعددة الأديان"، وأيضًا التأكيد على دعم المسار السياسي لحلحلة الأزمة السورية، مع دعم بدء مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية الأمم المتحدة في جنيف. بريطانيا تعيد النظر من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2016، أن بلاده قد "تعيد النظر" في سياستها تجاه سوريا، عبر التحالف مع روسيا والقبول ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم. وقال جونسون أمام مجلس اللوردات: "أقر بسلبيات وأخطار انقلاب كامل يقضي بدعم الروس والأسد. ولكن عليَّ أيضاً أن أكون واقعياً، لجهة أن الوضع تبدل، وقد يكون علينا أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا" مع النزاع السوري. وأضاف: "نطالب، من دون كلل، بتنحي الأسد من دون أن نتمكن من تحقيق ذلك"، لافتاً إلى أن إجراء انتخابات جديدة في سوريا "بإشراف الأمم المتحدة" سيكون "طريقة جديدة لإحراز تقدم". وعما إذا كان هذا الأمر يعني إمكان ترشح الأسد، أجاب جونسون: "نعم". وحتى الآن، أصرت لندن على المطالبة بتنحي الأسد كشرط غير قابل للتفاوض لتسوية النزاع السوري، الذي أسفر منذ 2011 عن أكثر من 310 آلاف قتيل وشرَّد الملايين. إلى ذلك، فتح جونسون الباب أمام اتفاق مع روسيا حول مكافحة منسقة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا، في وقت توجهت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى الولايات المتحدة؛ للقاء الرئيس دونالد ترامب الجمعة.
مشاركة :