دبي:فاروق فياض أكد إيفن بورفيلد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لحاضنة الابتكار العالمية 1776 أن دبي وبحكم مركزها الإقليمي المتقدم وبرؤية ثاقبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تخطو الخطوات الأساسية في تأسيس البنى التحتية المتطورة والجاذبة للاستثمار في مجال التكنولوجيا، وهذا يشكل بيئة مناسبة لرواد الأعمال، وللشركات الناشئة بهدف النمو والنجاح. وقال إيفن بورفيلد، إن حجم الاستثمار في هذا المجال مازال في طور النمو، وليس من العدل مقارنته بدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية، إلا أننا نقدر أن المستقبل القريب واعد جداً، وحاضنات الأعمال باستطاعتها العمل مع حاضنة للابتكار مثل 1776 من أجل دعم شركائهم من الشركات الناشئة؛ كي يحصلوا على فرص الاستثمار المحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء، إضافة إلى تزويدهم بالأدوات العملية؛ لتسريع أعمالهم وربطهم بمئات رواد الأعمال العالميين. وتطرق إيفن في حوار مع الخليج إلى أهم المزايا والحوافز التي شجعت 1776 على الاستثمار في الإمارات ودبي خصوصاً، والمشاريع التي أجرتها الشركة وستطبقها مع عدد من المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية الإماراتية. وفيما يلي نص الحوار: لماذا أسستم مكتباً فرعياً للشركة في دبي؟ ــ تأسست حاضنة الابتكار العالمية 1776 في العام 2013 في واشنطن كمؤسسة نفع عام. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بافتتاح مقر الشركة الإقليمي الأول الموازي لمسرعات دبي للمستقبل في أبراج الإمارات، وهو الأول من نوعه لحاضنة ابتكار عالمية تتخذ من دبي مركزاً لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط. لقد سبق الافتتاح الرسمي لمقرنا في دبي توقيعنا مذكرة تفاهم في شهر إبريل/ نيسان الماضي مع مؤسسة دبي للمستقبل، والتي تهدف إلى تقديم الخدمات المتخصصة لمؤسسة دبي للمستقبل وللجهات الحكومية الأعضاء فيها، إضافة إلى الشركات الابتكارية العاملة ضمن برنامج مسرعات دبي المستقبل، كما نعمل على جذب أفضل الشركات الناشئة العالمية إلى دبي، وتقديم الدعم اللازم لنجاحها وتقدمها. ونحن نرى في دولة الإمارات عامة وفي دبي خاصة، منصة واعدة في دعم الابتكار وصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية للدولة، ونحن من خلال تواجدنا في دبي وشراكتنا مع مؤسسة دبي للمستقبل، فإننا نسعى إلى تقديم الدعم المباشر للحاضنات المتواجدة في المنطقة والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، من أجل دعمها في التوسع إلى الأسواق العالمية، ووصلها بالمستثمرين المحتملين. حلول مثلى ما هي طبيعة المشاريع والأفكار التي تستهدفونها؟ ــ تسعى حاضنة الابتكار العالمي 1776 إلى توفير الحلول المثلى للتحديات المهمة، في مجالات التعليم والصحة والطاقة والنقل والمدن الذكية والأمن والخدمات المالية، ومن شأن هذه القطاعات أن تساهم بشكل أساسي في تقدم الأمم، وهي تشكل مجتمعةً نقطة الارتكاز لاقتصاد المستقبل. إننا نتشارك مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تصب في دعم هذه القطاعات، وتشجيع الابتكار فيها كي تنمو وتتقدم، ليس فقط محلياً، بل إقليمياً وعالمياً. إن تواجدنا المباشر في دبي سوف يقدم الخدمات الأساسية، مثل فرص الدعم المباشر والتعاون للقطاعات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة. كما نقوم بربط الشركات الناشئة بنظرائهم حول العالم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهذه الشركات؛ كي تصبحوا أعضاء في الحاضنة والاستفادة من منصتها الإلكترونية يونيون وشبكة عالمية من المدربين والخبراء والمستثمرين والمؤسسات، إلى جانب أكثر من 250 برنامجاً افتراضياً وفعلياً؛ لتسهيل ودعم مختلف مجالات الأعمال للشركات الناشئة وللمؤسسات الحكومية والخاصة. ولكونها أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد الشركات الناشئة (Startup Federation) والتي أطلقت على هامش القمة العالمية لريادة الأعمال 2016 في وادي السيليكون المعروف حول العالم، تقوم 1776 بالتواصل مع الحاضنات ومسرعات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ للانضمام إلى العشرات من نظرائهم العالميين، والذين هم أعضاء في هذا الاتحاد. ويتيح هذا التواصل تشكيل شبكة عالمية واحدة للشركات الناشئة والمؤسسات والمستثمرين في مجال التكنولوجيا؛ كي يتواصلوا ويتعاونوا مع بعضهم. 2000 شركة كم تقدر حجم استثماراتكم من وراء الشراكات وحاضنات الأعمال التي تسعون إلى تبنيها وتنفيذها في دبي؟ ــ نحن نسعى منذ انطلاقة عملياتنا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى وضع أسس للشراكة مع الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة الفاعلة في الدولة والمنطقة بشكل عام، وذلك بهدف تقديم الخدمات المتخصصة لمساندتهم في التفكير مثل الشركات الناشئة، وتنمية قدراتهم الإبداعية، إضافة إلى ربطهم مع أفضل الشركات الناشئة حول العالم المنضوية في شبكة 1776. وتقوم 1776 بتنظيم كأس التحدي، والذي يقام سنوياً من خلال إشراك أكثر من 2000 شركة ناشئة في 60 مدينة حول العالم، حيث يجري الاستماع وتقييم الابتكارات الجديدة المشاركة في المسابقة، إضافة إلى تقديم الاستشارات لهم من أجل تقدم ابتكاراتهم وإيصالهم إلى الجهات المستثمرة لتثبيت نجاحهم. إن تواجدنا المباشر في دبي سوف يتيح الفرصة لعدد أكبر من الشركات الناشئة المحلية والإقليمية؛ كي تخوض مضمار المسابقة، والتي نأمل أن يكون للمؤسسات المحلية النصيب الأكبر للفوز بكأس التحدي. الجدير ذكره أن الفائز هذا العام في كأس 1776 للتحدي هي إحدى الشركات الناشئة وهي مورجينسي والتي تتخذ من دبي مقراً لها، كما أننا نسعى من خلال صندوق الاستثمار التابع لنا أن نستثمر في الشركات الناشئة الواعدة في دولة الإمارات والشرق الأوسط. مساهمة كيف ستساهم الأفكار وحاضنات الأعمال في النهوض بواقع الاقتصاد المحلي وتحصينه من مختلف الظروف العالمية؟ ــ إن الاقتصاد المحلي يعتمد بشكل كبير على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، والتي تساهم في دفع العجلة الاقتصادية من خلال مرونة هيكليتها. أما الشركات الناشئة فهي المستقبل الواعد والداعم الأساسي للمؤسسات الحكومية والخاصة، من خلال عملهم الدؤوب في تطوير الأفكار الريادية لما فيه مصلحة الاقتصاد المحلي. وعند النظر إلى حاضنات الأعمال سنجد أن دورها لا يقل أهمية، بل هو الأهم؛ لأنها المطور الأساسي للاقتصاد الجديد المتمثل بالشركات الناشئة والمرشد لها في أية قطاعات حيوية يجب أن تركز عليهم. قد نصل إلى حد القول بأن حاضنات الأعمال هي بالفعل العمود الفقري للمؤسسات الناشئة، والتي من خلالهم يتحصن الاقتصاد المحلي وينمو. 7.2 مليون دولار كم يبلغ رأس مال الشركة الخاص بكم؟ وفيما ستتركز مشاريعكم المستقبلية؟ ــ منذ تأسيسها في العام 2013، نجحت 1776 في تعزيز موقعها الريادي كإحدى أسرع حاضنات الابتكار نمواً في الولايات المتحدة والعالم. وقد نجح مركزنا الريادي في جذب أنظار العديد من المستثمرين، حيث أعلنا في إبريل/ نيسان من العام الماضي أن مؤسس شركة AOL اي أو ال ستيف كايس قد استثمر في 1776 بقيمة 7،2 مليون دولار، وسيساهم هذا الاستثمار في دعم خططنا للتوسع حول العالم ومنها دبي، إضافة إلى المساعدة على تطوير خدماتنا ومنتجاتنا كمنصة يونيون وتقديم الدعم اللازم لشركائنا في القطاع الحكومي والخاص وللشركات الناشئة كذلك من أجل ضمان نجاهم واستمراريتهم. خطط طموحة ما هي أبرز الخطط التي تنوون تنفيذها والقيام بها في الفترة القادمة في دبي؟ ـــــ لقد بدأنا العمل على إبرام عدد من اتفاقات الشراكة مع الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة في دولة الإمارات والمنطقة، وذلك من أجل تقديم الخدمات الابتكارية والتدريب وربطهم بشبكة من أفضل الشركات الناشئة العالمية وتقديم الاستشارات لنمو العديد من القطاعات التي نركز عليها، مثل الطاقة والتعليم والمدن الذكية والمواصلات والصحة. وقد أبرمنا أول شراكة مع إحدى الحاضنات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ــ يو كي ليبانون تيك هب التي تعمل في المملكة المتحدة ولبنان، والتي سوف تجلب الشركات الناشئة لديها للعمل ضمن 1776 في دبي، مما يتيح الفرصة لهذه الشركات لبناء علاقات عمل قوية مع العملاء المحتملين والمستثمرين في الإمارات والمنطقة وحول العالم. كما أننا نناقش حالياً مع عدد من الحاضنات والمسرعات في خارج الدولة سبل التعاون على المدى القريب. إضافة إلى ذلك، نحن نعمل في الوقت الحالي مع عدد من الحاضنات والمسرعات والمؤسسات الاستثمارية في الدولة، من أجل تقديم الدعم اللازم لمحفظة شركاتهم الناشئة على شكل التدريب، والولوج إلى شبكتنا العالمية ومنصة يونيون التي تتضمن المختصين والمدربين والمستثمرين. آفاق استثمارية وأكد إيفن بورفيلد أن الاستثمارات متوافرة إقليمياً وعالمياً، وهناك العديد من المستثمرين الذين يبحثون عن مشاريع خلاّقة، ولكن هؤلاء ينظرون إلى الأفكار المستدامة والتي باستطاعة أصحابها أن يثبتوا بأن مشروعهم سوف يقدم شيئاً جديداً للمجتمع، ويضمن الاستمرارية والنجاح. باستطاعة أي كان أن يضع أفكاره على الورق، لكن المستثمر يبحث عن فكرة مميزة تضمن له عائداً لاستثماره، وتشكل نقلة نوعية في القطاع الذي يتخصص به. نحن في 1776 لدينا منصة يونيون الإلكترونية، والتي تضم شبكة عالمية من المدربين والخبراء والمستثمرين والمؤسسات، إلى جانب أكثر من 250 برنامجاً افتراضياً وفعلياً لتسهيل ودعم مختلف مجالات الأعمال للشركات الناشئة. إن برامج الدعم والتدريب Mentorship التي نقدمها في 1776 تهدف إلى توجيه أصحاب المؤسسات الناشئة في المنطقة والعالم نحو القواعد الأساسية التي عليهم اتباعها من أجل النجاح وجذب المستثمرين. كما أن لدينا صندوقاً للاستثمار ينظر إلى الأفكار الخلاّقة بهدف الاستثمار بها، كما أننا نعمل مع عدد كبير من المستثمرين في المنطقة وحول العالم؛ لربطهم بالشركات الناشئة. أرضية خصبة قال إيفن بورفيلد إننا رأينا في السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية من قبل رواد الأعمال الذي باتوا يبحثون عن طرق عملية لتحقيق أفكارهم وابتكاراتهم في قطاع التكنولوجيا، متسلحين بذلك بعلمهم وانفتاحهم على ما هو جديد في الأسواق العالمية. ومع تزايد هذه الظاهرة الإيجابية وجدت الحاضنات في المنطقة، وخاصة في دولة الإمارات كي تقدم الدعم العملي والإرشادي لهؤلاء الرواد كي ينجحوا في تحقيق مبتغاهم وتطلعاتهم نحو النجاح والاستمرارية. وأضاف أن عمل الحاضنات في دبي يرتكز في الأساس على توفير الدعم في المراحل الأولى من تأسيس الشركات الناشئة، وتقديم الخبرات التي تساعدهم على الانطلاق بثقة وبشكل عملي من أجل إنجاح عملهم، إضافة إلى ضمهم إلى شبكة من الخبراء والمستثمرين؛ كي ينطلقوا بخطى ثابتة نحو المستقبل الناجح، مؤكدا أن المجال واسع، ولكن على الحاضنات في دبي مسؤولية كبيرة لا تقتصر على الدعم اللوجستي، بل تتعداه إلى تقديم الإرشادات بخصوص الأفكار المبتكرة. نحن في 1776 وكوننا أول حاضنة أعمال عالمية تتخذ من دبي مقراً لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط، نرى أن المنطقة بأكملها قادمة على نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا، وخاصة التي تقدم منفعة للقطاعات الحيوية مثل التربية والصحة والطاقة. أبرز أفكار المشاريع أوضح إيفن بورفيلد أنه منذ انطلاقتنا في أكتوبر الماضي، قمنا كبداية في اختيار ثلاثة شركات ناشئة عن طريق 1776 للمرحلة الأولى من برنامج مسرعات دبي للمستقبل وهي: شركة سيفيل مابس وشركة أليسكا لايف وشركة إيكوزم، على أن يكون عملهم المباشر مع شرطة دبي وبلدية دبي وهيئة مياه وكهرباء دبي. وسوف تكون مهمة هذه الشركات تقديم الخدمات المطلوبة والمساعدة في حل التحديات التي تواجهها هذه الهيئات الحكومية. كما سيتاح لجميع الشركات الناشئة التي تعمل ضمن برنامج مسرعات دبي المستقبل فرصة الاستفادة من برامج 1776 في دبي. دعم الشركات الناشئة قال إيفن بورفيلد إنه يجب أن يكون هناك إطار للعمل يتم من خلاله دعم الشركات الناشئة الهادفة إلى مواكبة استراتيجية دبي ودولة الإمارات في صناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية. وقال إننا نرى أن حاضنات الأعمال باستطاعتها تعزيز ودعم المسار الاستراتيجي المتكامل للدولة، من خلال السير وفق منهاج واضح ومتكامل، ركيزته دعم الابتكار واستشراف المستقبل، بما يواكب كافة مبادرات حكومة دبي، وللعمل مع مؤسسات القطاع الحكومي والخاص من أجل إيصال الحلول الابتكارية الهادفة إلى تحقيق أهداف خطة دبي 2021.
مشاركة :