بعد أن قدمت كتاباً تعريفياً عنها وعن برنامج رحلة التغيير، توقّع الإماراتية، هالة كاظم، كتابها الثاني، اليوم، بعنوان «تأملات في الذات والمجتمع»، الذي يختلف عن الكتاب الأول بكونه يقدم أفكارها وخبراتها وتجاربها التي تجدها تحتمل التغيير أيضاً. وأكدت كاظم في حديثها لـ«الإمارات اليوم» أن الحقيقة الكونية تبين أن الأفكار تتغير باستمرار، لهذا قررت أن تعرض بين طيات الكتاب ما يبرز للناس كيف يمكن أن يتعرفوا إلى الذات وكذلك الآخر والمجتمع. تتطرق كاظم، في كتابها إلى الذات البشرية، إلى مجموعة من الأمور التي تأتي من داخل الإنسان، ومنها حب الذات والقلق، والوحدة، لكن بعد هذه الأمور يتم الدخول في المجتمعات، موضحة أن كتابة القسم الخاص بالذات استندت فيه إلى ما تعلمته من الحياة، ومنوهة بأن فهم الذات هو الذي يقود إلى فهم الحياة بكامل تفاصيلها، لأن البشر يلومون بالعادة الناس والمجتمع على كل ما يحدث معهم، فيما فعلياً لابد من البدء بالداخل. وشددت على أنها على المستوى الشخصي تتعلم بشكل يومي وتتغير كثيراً، فمن رحلة التغيير وكتابها الأول، تبدل لديها الكثير من الأفكار، وتعلمت الكثير من الناس. الأكثر مبيعاً أكدت هالة كاظم أن كتابها الأول كان الأكثر مبيعاً لفترة، متوقعةً أن يحصد كتابها الثاني نجاحاً أكبر، ومشيرة إلى أنها تقدم الكتاب في عدد قليل من الصفحات، لأنه عصر السرعة، حيث يجب أن يكون الكتاب سهل القراءة، وخفيفاً وبسيطاً، لذا حرصت على تقديم النصوص التي يمكن أن تُقرأ في كل وقت. ولفتت إلى أن القارئ سيدرك كيف تبدلت بين الكتابين، مشيرة إلى أنها بجانب الرحلات تقوم بتقديم المحاضرات، وجلسة قهوة مع هالة، إذ يحجزون معها جلسة لساعة أو ساعتين، متمنية أن تكون تجربتها وما تقدمه مفيدين للناس. تعمل كاظم على تغيير فكر الناس إلى طريقة إيجابية، وترى أن المناداة بالتغيير الإيجابي الذي تقوم به، تجعلها تفكر بأنه ينبغي لها أن تتغير إيجاباً بالدرجة الأولى قبل تغيير الناس، مشيرة إلى أن السنوات والزمن بدّلا فيها الكثير من الأمور، وتعلمت الصبر، وأن الفروق المتعلقة باللون والدين والجنسية لا أهمية لها، فالكائن البشري هو المهم. أما هذا النوع من التغيير، الذي ينبع من الذات، فرأت كاظم أنه ينبع من قرار داخلي ينادي بالتغيير، موضحة أن التجربة هي السبيل الأول للتعلم، على أن تكون هناك إرادة واختيار ثم قرار ثم فعل. تؤكد كاظم أنها مدينة للاكتئاب، الذي أصابها منذ 20 سنة، بالتغيير، فمن خلاله عرفت أنها لا تستحق الحزن ولا الألم، مشيرة إلى أنها أصيبت بالاكتئاب الوضعي، وعانته كثيراً، وضاعت وتشتت، ولم يكن لديها أمل في الحياة، ثم ذهبت إلى مستشارة نفسية، أسهمت في تغييرها، وعرّفتها أنها تستحق السعادة، منوهة بأنه عندما نطلب الأفضل سنحصل على الأفضل. وشددت كاظم على أن حب الذات لا يكون من خلال الأشياء المادية، بل من خلال الاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية والفكرية والجسمية، وأن البذخ المادي على النفس يكون دليلاً على وجود نقص أو فراغ، فالمبالغة، والمغالاة في الصرف، والبذخ أو هوس الشراء، تدل على فراغ، وهو يشبه المسكن الذي لا يمكن أن يشبع الذات. تتوجه كاظم للمجتمع من خلال الكتاب بالحديث عن الشخصيات المزدوجة، منوهة بأن الجميع تكون لديه حياة مزدوجة، وهذا عادي إن كان ضمن الحدود، لكنه يصبح ازدواجية مفرطة في حال كان يعبر عن حالات فيها تناقض تام، ولفتت إلى بعض العناوين الموجودة في الكتاب، ومنها «الضحك قمة الأدب»، منوهة بأن الضحك هو الفرح، ولماذا نمنع الفرح، إلى جانب «المنطقة الآمنة»، و«السموم البشرية»، بالإضافة إلى الحديث عن أنواع العلاقات، و«اختيار المعارك»، القسم الذي تراه مهماً، لأنه لابد من التعرف على كيفية اختيار المعارك الصحيحة والمجدية، كما يوجد في الكتاب قسم عن كيفية فهم الرجل، الذي تبين فيه أن الرجال عمليون جداً، ومريحون في التعامل، في المقابل وصفت المرأة بأنها أكثر تعقيداً، وتفصيلية، ولهذا خلقت النساء أمهات، فالمرأة متعددة المهام، لكن هذا لا يعني أن هناك من هو على صواب ومن هو على خطأ. شددت كاظم على أن العناوين التي تضعها في الكتاب أبعد ما تكون عن المثالية، مشيرة إلى أنها لا تؤمن بها، بل على العكس ترى أن الإنسان لديه الكثير من العيوب، ومن الصعب الوصول إلى الرضا التام، بل هناك سعي إلى العيش بأحسن حال. ولفتت إلى أن العالم العربي تعب من الأشياء المثالية وغير العملية، مشددة على أنها تنادي بالسعادة والإيجابية الحقيقية، وأن يتم احتواء الحزن والألم، وأن طلب الناس لرحلة التغيير هو الذي يجعلها تتابع وتستمر. وأكدت أن الأوضاع المتأزمة في الوطن العربي تجعل مهنتها أسهل، فتقبّل الإيجابية بات أفضل من السابق، كما أنها ليست بطولة أن تعيش المرأة دور الضحية، إذ يجب أن تعيش حياتها بطريقة صحيحة. لدى كاظم أربعة أولاد، مشددة على أنها قدمت لهم التربية التي جعلتهم في غاية الاستقلال، موضحة أنها أمّ بالدرجة الأولى ثم صديقة، إذ علّمت أولادها أنهم يمكن أن يخبروها بأي موضوع من دون أن تحكم عليهم.
مشاركة :