70 % من المرضى لا يجدون متبرعاً من العائلة

  • 1/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تقنية الخلايا الجذعية واستخداماتها الطبية الناجحة في علاج الكثير من الاعتلالات الطبية والأمراض المختلفة ومنها أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز العصبي والكبد والسكري والعقم.. وفتحت بإذن الله أبواباً واسعة لمعالجة أمراض كانت تعتبر مستعصية.. هذه القضية المهمة بكل تشعباتها نتناولها في هذا اللقاء مع الدكتور محسن سعدي الزهراني رئيس السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية واستشاري أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. أنواع الزراعة r ما الخلايا الجذعية وكيف يتم زراعتها؟ وما وظيفة النخاع العظمي؟ - هي علاج طبي يتم فيه نقل الخلايا الجذعية أما من المريض نفسه أو من متبرع آخر لعلاج عدد من الأمراض مثل سرطان الدم وبعض الأمراض الوراثية أو المناعية وتستخدم أيضاً بشكل تجريبي في عدد آخر من الأمراض ولكن لم تثبت فعاليتها في معالجتها بعد. وخلافاً للانطباع السائد فزراعة النخاع العظمي ليست عملية جراحية وتتم بطريقة مشابهة لعملية نقل الدم ولكن مع احتمال أعلى في المضاعفات التي قد تكون خطيرة أحياناً. وأما النخاع العظمي فهو نسيج موجود داخل العظم توجد فيه الخلايا الجذعية التي تقوم بتقسيم نفسها وتكوين خلايا الدم المهمة ومنها خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. وتلعب كل من هذه الخلايا دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم فالخلايا البيضاء مهمة لمكافحة الالتهابات ومناعة الجسم والصفائح الدموية تساعد في تخثر الدم والكريات الحمراء تمد الجسم بالأكسجين. r ما أنواع زرع الخلايا الجذعية؟ - تقسم زراعة الخلايا الجذعية إلى نوعين اعتماداً على نوع المتبرع بالخلايا الجذعية: فهناك زراعة الخلايا الجذعية الذاتية وفي هذه الحالة يتم تجميع الخلايا الجذعية من المريض مثل حالات سرطان الغدد الليمفاوية. والنوع الآخر هو زراعة الخلايا الجذعية من متبرع آخر مطابق للمريض في نسيج التطابق الجيني(HLA). ويتم الحصول على الخلايا إما من متبرع قريب، أو متبرع غير قريب أو من الحبل السري. - زراعة النخاع العظمي من قريب: يتلقى المريض خلايا سليمة من أحد الأشقاء أو الشقيقات وذلك بعد تحليل نسيج التطابق الجيني(HLA). ومن المهم معرفة أنه من النادر وجود مطابقة في الأنسجة لدى غير الأشقاء والشقيقات. - زراعة النخاع العظمي من متبرع غير قريب: يتلقى المريض الخلايا السليمة من متبرع غير قريب تم البحث عنه عن طريق سجل المتبرعين بالخلايا الجذعية الوطني أو السجلات العالمية. - زراعة الحبل السري: يتم فيها أخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري الغني بالخلايا الجذعية بعد الولادة وحفظها في بنك الخلايا الجذعية حتى يتم نقلها لمريض محتاج. مراحل الزراعة r توجد عدة مراحل لزراعة الخلايا الجذعية نود التعرف عليها لو تكرمت؟ - الخطوة الأولى للتبرع بالخلايا الجذعية هو أن يتم البحث عن متبرع مطابق في العائلة بين الإخوان والأخوات. ونسبة وجود متبرع في العائلة بين 25% إلى 30%، وإذا لم يكن هناك متبرع مطابق في العائلة يتم البحث في سجلات المتبرعين. - مرحلة التحضير للزراعة: قبل الدخول في زراعة نخاع العظم يتم الشرح الكامل والمفصل عن سبب الحاجة إلى الزراعة ونوع الزراعة والعلاج التحضيري الذي سوف يتم استخدامه. وأيضاً يتم شرح المضاعفات التي قد تحصل على المدى القريب والبعيد بالتفصيل. إضافة إلى تقييم حالة المريض بفحص سريري عام وإجراء فحوصات عامة تشمل الكلى والكبد والخلايا الدموية والرئتين والقلب. تجرى هذه الفحوص لمعرفة ما إذا كانت حالة المريض الصحية تسمح بإجراء زراعة نخاع العظم، لكي يكون لدى الطبيب فكرة عن الوضع الصحي العام قبل البدء في العلاج. فقد تؤثر بعض العلاجات التي سوف يتلقاها المريض على وظائف الكلى، والكبد، والقدرة السمعية، والرؤية، والرئتين. - القسطره الوريدية المركزية: قبل إجراء زراعة نخاع العظم للمريض يتم إدخال قسطرة وريدية مركزية تسمح بإدخال الأدوية والعلاج الكيميائي ومنتجات الدم والغذاء مباشرة إلى مجرى الدم، كما أنها تسمح بسحب الدم من غير استخدام إبرة. إن إدخال القسطرة إجراء بسيط يقوم به طبيب الجراحة أو الأشعة في غرفة العمليات أو غرفة خاصة مجهزة للتدخل الجراحي. - مرحلة ما قبل الزراعة و العلاج التحضيري: خلال التنويم وقبل نقل الخلايا الجذعية يتم إعطاء المريض علاجاً تحضيرياً وهو في العادة علاج كيميائي يضاف إليه أحياناً علاج إشعاعي بحسب حاجة المريض، والهدف الأساسي من العلاج التحضيري إيجاد مكان في نخاع العظم للخلايا الجديدة إضافة لتثبيط الجهاز المناعي لتخفيض فرص حدوث رفض للخلايا الجذعية المزروعة وتدمير الخلايا السرطانية إن وجدت. - مرحلة الزراعة: بعد تجميع الخلايا الجذعية يتم نقلها للمريض عن طريق القسطرة الوريدية الرئيسة في عملية مشابهة لنقل الدم وتستغرق نحو ساعتين. بعدها تتوزع الخلايا في الجسم وتنتقل إلى النخاع، حيث تبدأ الخلايا الجذعية هناك بتكوين خلايا جديدة سليمة تنتشر بعد ذلك في جميع أنحاء الجسم. - مرحلة ما بعد الزراعة: بعد نقل الخلايا الجذعية لن يكون جسم المريض قادراً على إنتاج خلايا الدم (الكريات البيضاء، الحمراء والصفائح) مباشرة. وتحتاج الخلايا الجديدة إلى مدة من الوقت حتى تنمو داخل جسمه، وهي تختلف من مريض إلى آخر لكنها تستغرق في العادة ما بين 14 إلى 21 يوماً. خلال هذه الفترة يشعر المريض بالتعب والضعف ويكون عرضة للالتهابات. ويتم يومياً سحب الدم لفحص عدد الخلايا فيه وعند الحاجة يتم نقل الكريات الحمراء والصفائح للمريض. وإذا أصيب بالتهابات تضاف مضادات حيوية. ومن المهم في هذه الفترة تناول السوائل والتغذية المناسبة قدر المستطاع لأنها تعتبر جزءاً مهماً من العلاج والمساعدة في الشفاء. لا بد من تحقق الشروط r ما الإجراءات التي تتخذونها قبل الشروع في الزراعة؟ - قبل عملية زراعة الخلايا الجذعية لا بد من تحقق الشروط التالية: - التأكد من استجابة المرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي ما قبل الزراعة، حيث إنه إذا كان المريض يعاني من أحد أمراض السرطان فمن شروط عمل الزراعة السيطرة على المرض والقضاء عليه أو الوصول إلى أقل مستوى للمرض قبل الشروع في عملية الزراعة. - التأكد من سلامة المريض وقدرته على تحمل الزراعة والعلاج التحضيري ما قبل الزراعة. - التأكد من التطابق النسيجي بين المريض والمتبرع. - إجراء فحوصات شاملة للمتبرع والتأكد من سلامته من أي أمراض وراثية أو فيروسية وأيضاً التأكد من سلامته وقدرته على التبرع وألا يتأثر بعملية التبرع. - يتم إعطاء بعض العقاقير والعلاجات الوقائية لتهيئة المريض وذلك حسب نوع المرض الذي استدعى عملية الزراعة. r ما الفرق بين الخلايا الجذعية الجنينية والخلايا الجذعية البالغة؟ - تُصنف الخلايا الجذعية بناء على طريقة الحصول عليها إلى خلايا جذعية جنينية وخلايا جذعية بالغة. - الخلايا الجذعية الجنينة تكون موجودة في الكتلة الخلوية الداخلية في بدايات تكون الجنين، وهي خلايا جذعية وافرة القدرة على التخصص لأي نوع من الخلايا البشرية عدا خلايا المشيمة والأغشية المحيطة بالجنين. - الخلايا الجذعية البالغة توجد في الأطفال والبالغين على حد سواء، وتتوزع في جميع أنحاء الجسم، وهي مهمة لتعويضه عن الخلايا التي تموت بشكل طبيعي بعد انتهاء عمرها المحدد، ويقل عدد هذه الخلايا مع تقدم الإنسان في العمر. والخلايا الجذعية البالغة تستطيع تجديد خلايا العضو الذي توجد فيه فقط. مثال ذلك الخلايا الجذعية في نخاع العظم تقوم بتجديد خلايا الدم فقط وليس لها القدرة على إنتاج خلايا عضو آخر مثل الخلايا العصبية أو غيرها. أمراض استجابت r هل يمكننا التعرف على الأمراض التي استجابت لزراعة الخلايا الجذعية؟ - هناك أمراض كثيرة يتم معالجتها بزراعة الخلايا الجذعية وهي طريقة علاجية معترف بها وتعمل في الكثير من المراكز الطبية العالمية. ومن أمثلة هذه الأمراض: - أمراض سرطانية مثل سرطان الدم الحاد أو المزمن، وسرطان الغدد الليمفاوية. - مرضى فشل نخاع العظم الوراثي أو المكتسب. - أمراض وراثية مثل: أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا، الأنيميا المنجلية وغيرها. - الأمراض المناعية: كنقص المناعة الوراثي. - من المهم أيضاً معرفة أنه يوجد عدد كبير من المراكز التجارية خارج الوطن العربي تقوم بالترويج لزراعة الخلايا الجذعية كعلاج لعدد من الأمراض كداء السكري وجلطات الدماغ وأنواع الشلل المختلفة وغيرها، وهذا كله نوع من التجارب ولا توجد دراسات علمية تثبت فائدتها في المجالات الطبية المعتبرة. الزراعة للأطفال r زراعة الخلايا الجذعية في الأطفال كيف يتم ذلك؟ - زراعة الخلايا الجذعية للأطفال تعمل بالطريقة نفسها للكبار لكنها تختلف من حيث دواعي الزراعة. وتتم الزراعة للأمراض الوراثية في الأطفال أكثر منها للكبار. وفي معظم حالات التبرع يكون تجميع الخلايا الجذعية من المتبرع عن طريق عملية نخاع العظم. وتتم زراعة الخلايا الجذعية من دم الحبل السري بشكل أكبر منها للكبار. الحصول على الخلايا r كيف يتم استخلاص الخلايا الجذعية؟ وهل بإمكاننا التبرع بالخلايا الجذعية وكيف يتم ذلك؟ - توجد طريقتان للتبرع بالخلايا الجذعية: 1 - أولاهما عن طريق تجميعها من الدم، وفيها يعطى المريض يومياً حقنة تحت الجلد من الدواء المحفز للخلايا الجذعية لمدة خمسة أيام قبل التجميع لزيادة الخلايا الجذعية في مجرى الدم. في اليوم الخامس توضع إبرة وريدية في الذراعين، أو يتم عمل قسطرة وريدية مركزية، في قسم الأشعة التداخلية، ويتم وصل المتبرع بجهاز فصل الدم، ليفصل الخلايا الجذعية التي تكونت في مجرى الدم في كيس منفصل، وتعود باقي مكونات الدم عبر القسطرة الوريدية إلى مجرى الدم، ويستغرق هذا الإجراء عادة من 3 إلى 5 ساعات. ولا يحتاج المتبرع في هذه الطريقة للتنويم في المستشفى ولا للتخدير العام كما لا تؤثر كمية الخلايا الجذعية المأخوذة على المتبرع فسريعاً ما يعوضها الجسم. 2 - أما الطريقة الثانية، فهي التبرع بالخلايا الجذعية عن طريق النخاع العظمي ويتم ذلك عبر عملية جراحية بإشراف كادر طبي متخصص، ويخضع المتبرع للتخدير الكامل، ومن ثم يقوم الطبيب بإدخال إبرة خاصة، إلى عظمة الحوض الخلفية، من الجهتين اليمنى واليسرى، ليسحب سائل النخاع من عظم الحوض الكمية المناسبة للتبرع. تستغرق هذه العملية من ساعة إلى ساعتين تقريباً، ويمكن للمتبرع الخروج للبيت في اليوم نفسه، على أن يعطى بعض الأدوية المسكنة للألم وأدوية أخرى مدعمة لإنتاج وتجديد الدم. - هناك ما يقارب من 70 % من المرضى لا يجدون متبرعين في العائلة وبالتالي يتم البحث عن متبرع في سجلات المتبرعين بالخلايا الجذعية. ويتم تسجيل المتبرعين في السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية، حيث لا يوجد سجل في الدول العربية ماعدا في المملكة العربية السعودية. عند التسجيل يتم عمل فحص مطابقة الأنسجة عن طريق تحليل دم بسيط ولا يتم أخذ أي خلايا. التسجيل في السجل الوطني للمتبرعين ليس ملزماً للتبرع. في حال وجد مريض متطابق بالأنسجة بحاجة إلى زراعة يتم الاتصال بالمتبرع وسؤاله إن كان ما زال يرغب في التبرع، وفي حال الموافقة يتم توضيح خطوات التبرع وما بعدها بشكل تفصيلي للمتبرع. r هل يوجد مضاعفات جانبية بعد التبرع بالخلايا الجذعية؟ - غالباً لا يترتب على التبرع أي مضاعفات خطيرة للمتبرع، لكن من المحتمل أن يشعر المتبرع ببعض الأعراض الجانبية الخفيفة الناتجة عن الدواء المحفز كالصداع أو آلام في العظام والعضلات، ويمكن تخفيفها بأخذ أدوية مسكنة يصرفها الطبيب المعالج فيعود المتبرع إلى أعماله اليومية في غضون يوم أو يومين بعد التبرع. العلاقة مع الاستنساخ r ما وجه الخلاف بين الخلايا الجذعية والاستنساخ؟ - الاستنساخ عملية يتم فيها إنتاج نسخة مطابقة جينياً من خلية أو نسيج أو كائن حي، ويطلق على النسخة الجديدة مصطلح «مُستنسَخ». وتعتبر النعجة الأسكتلندية «دوللي» أشهر المستنسَخات. ويعوّل العلماء على تقنية الاستنساخ في تطوير أنسجة وأعضاء لعلاج الأنسجة أو الأعضاء المصابة أو التالفة في الجسم البشري. وبالمقارنة بزراعة الخلايا الجذعية فإن عملية الاستنساخ لا تزال في بداياتها البحثية وتعد عملاً غير أخلاقي من الناحية الطبية في الوقت الراهن. r هل يمكننا معرفة الأمراض التي يتم الدراسة عليها في المستقبل؟ -هناك تطورات عديدة في مجال زراعة الخلايا الجذعية من ناحية الأمراض المعالجة بالزراعة أو اكتشافات في تطوير وطريقة عمل الزراعة لزيادة نسبة نجاح الزراعة والتقليل من نسب المضاعفات أو حدوث انتكاسات أو رجوع للأمراض المعالجة بعد الزراعة. من هذه الاكتشافات عمل الزراعة من المتبرع نصف المتطابق في النسيج الوراثي (haploidentical transplant) حيث إنه بهذه الطريقة يمكن إيجاد متبرع لكل مريض. وأيضاً من النجاحات الحديثة في مجال الزراعة هو في علاج الأمراض المناعية وأيضاً علاج أمراض فقر الدم الوراثي مثل الأنيميا المنجلية.

مشاركة :