كاريبا (زيمبابوي) لندن: «الشرق الأوسط» التماسيح من أشرس الزواحف في أفريقيا ويعرف عنها أنها تمزق فريستها إربا قبل أن تبتلع قطعا من اللحم، لكن في مزرعة التماسيح في نيانيانا على شواطئ بحيرة كاريبا بزيمبابوي اختلف الغذاء. تقضم التماسيح في كسل كرات نباتية موضوعة أمامها. وبالإضافة إلى كونها أرخص من اللحم إلا أنه من المعتقد أيضا أن هذه الحمية الغنية بالبروتين والمعادن والفيتامينات والماء تزيد من جمال جلد التمساح الذي سيتحول إلى حقائب أو أحذية على منصات عروض الأزياء في نيويورك أو باريس أو لندن أو ميلانو. يقول أوليفر كامونديمو، المدير المالي للمزرعة المملوكة لشركة «بادينغا هولدينغز»: «لا نطعمهم لحما الآن». وأضاف عن الحمية الجديدة: «إنها تحسن الجودة لأننا نقيس الآن كل العناصر الغذائية التي نضعها والتي يمكن ألا يحصل عليها التمساح من تناوله للحم فقط». وتقع نيانيانا على بعد 400 كيلومتر من شمال غربي العاصمة هاراري وتضم 50 ألفا من تماسيح النيل وهي واحدة من ثلاث مزارع تماسيح تملكها «بادينغا» في كاريبا أكبر بحيرة صناعية في أفريقيا. وتملك الشركة إجمالي 164 ألف تمساح وبدأت في تغذية التماسيح بالكريات النباتية عام 2006 في ذروة أزمة اقتصادية في زيمبابوي جعلت اللحم نادرا وباهظ الثمن. وفي البداية كانت هذه الكريات تحتوي على 50 في المائة لحما، ولكن جرى خفض هذه النسبة تدريجيا إلى أن أصبحت نباتية محضة. ومع توفر الغذاء أمامها كل ثانية خلال اليوم ترقد التماسيح متكاسلة بينما ينظف العمال المخلفات من حولها من وقت لآخر. وتذبح التماسيح عندما تبلغ عامين ونصف العام ويصل طولها إلى نحو 1.5 متر ويكون جلدها ناعما ولينا. وباعت شركة «بادينغا» العام الماضي 42 ألفا من جلود التماسيح لمدابغ في أوروبا، خاصة فرنسا، حيث يجلب الجلد الواحد في المتوسط 550 دولارا. وقال كامونديمو، إن 90 في المائة من الجلود تحولت على يد بعض من أشهر بيوت الموضة إلى حقائب في حين تحولت النسبة الباقية إلى أحزمة وأحذية وسوار ساعات يد.
مشاركة :