ظروف عملي حكمت بزيارتي للعديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية إضافة للولايات المتحدة الأمريكية، وهناك التقيت بالأقليات المسلمة، وخرجت بقناعة بأن (العَرَب) سريعو التأثّر (سَلباً) بسلوك وحضارة غيرهم!! ففي حين يُحَافِظ المسلمون من الهند وباكستان والشرق الآسيوي عموماً على خصوصيتهم، ويلتزمون بأصولهم، ويحرصون على ربط أبنائهم بدينهم وثقافتهم مهما تعاقبت الأجيال المهاجرة؛ فإن (العَرب) يذوبون عاجلاً بثقافة غيرهم! فخلال سنوات محدودة من الهجرة والعيش في بلاد الغربة يظهر التأثر السلبي على الآباء، أما الأبناء أو الجيل الثاني، فأولئك في الغالب يخلعون ثقافتهم، وينسون حتى لغتهم الأمّ!! وبالمناسبة أذكر حكاية سمعتها في (باريس)، وفي مسجد عمر بن الخطاب تحديداً، فإحدى الأُسَر العربية المهاجرة التزم أبوها دينياً (إنْ صَحّ التعبير)، في تَوَجّه مخالِف لزوجته وأبنائه المنغمسين في حضارة وعادات الآخَر، وفي إحدى محاولاته وأوامره ونواهِيه طالبهم بإبعاد (الكَلْب) الذي تُدلّـلـه الأُسْرة، باعتبار أن بقاءه مخالف للدِّين! وهنا حَضَر العِنَاد بين الطّرفين، فكان حَلّ القضية عند الجهات الرسمية التصويت على البقاء في البيت بين (الكَلْب والأبّ)، فكان الانتصار لذلك الكَلب المُدلّل، أما الأبّ فعاش في المسجد خادماً له حتى مات!! واليوم ومع عودة عشرات الألوف من أبنائنا المُبَتَعَثين لمختلف الدول الغربية والشرقية، (ومع التقدير لهم والثقة بهم) إلا أن طائفة منهم عاشت هناك سنوات طويلة، ربما تأثّرت فيها، وأصيبت بما يُسمى بصدمة الحضارة! ولذا فكما تَمّ إخضاع أولئك الطلاب لدورات قبل سفرهم ليتكيفوا مع أنظمة وأسلوب الحياة هناك؛ فمن المهمّ والأهمّ إلحاقهم بدورات تَوعَوية وتربوية واختبارات بعد عودتهم (هُنَا)؛ تَكْشِف وتَغْسِلُ، وتُزيل ما قَد يكون سَاكناً في عقول ونفوس بعضهم من تَرسُّبَات وسلوكيات وأفكار مخالفة للدِّين والثابت من ثقافة المجتمع؛ ولاسيما وأن الكثير منهم قُد أعِدوا ليكونوا قياديين! أخيراً .. أتمنى من الجهات المعنية المسارعة بتنفيذ تلك الدورات؛ حماية لأبنائنا الخريجين، وللوطن والمجتمع الذي فيه يعيشون، فهل نحن فَاعلون؟!. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :