انتحار فرقة عبده مشتاق!

  • 1/27/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

معلوم أن القرضاوى كإسلامى يعتبر العلمانية كفرًا، حسب كتابه «الإسلام والعلمانية وجهًا لوجه» رحم الله الإعلامى الكبير أحمد رجب صاحب فكرة فرقة عبده مشتاق والتى جسدها الراحل الإعلامى الكبير أيضا مصطفى حسين برسوماته الكاريكاتيرية قبل ٢٥ يناير، وخلال مرحلة كان الكثيرون لديهم اشتياق كثير لتولى المناصب الوزارية ومع إعلان قرب إجراء تعديل وزارى ينشط أعضاء فرقة عبده مشتاق انتظارًا لتلقى اتصالات تليفونية لاختيارهم ضمن الوزراء الجدد حتى يتمتعوا بالمنصب الوزارى. ولعل من القصص المثيرة التى قد لا يعرفها الكثيرون عن أعضاء فرقة عبده مشتاق أن أحد أعضاء هذه الفرقة انتظر كثيرًا لتولى منصب وزارى وفى تعديل وزارى طلب من صحفى بالأهرام صديق له نشر اسمه ضمن التكهنات والتوقعات وذهب لمقر رئاسة الجمهورية يوم أداء اليمين الدستورية حاملًا معه جريدة الأهرام. وأمام بوابة القصر الجمهورى اكتشف حرس الرئاسة أن اسمه ليس من بين الوزراء الذين سوف يؤدون اليمين الدستورية، ولكنه أصر على عدم المغادرة وأخرج جريدة الأهرام لحرس الرئاسة وجرى اتصال بأمين عام الرئاسة الدكتور زكريا عزمى، فأبلغ الحرس أن يطلبوا منه أن يذهب للأهرام لأداء اليمين الدستورية هناك. وهذه القصة فى معناها ومدلولها تجسد حقيقة رغبة الكثيرين فى تولى المناصب الوزارية، وأن عدد أعضاء فرقة عبده مشتاق كان يتزايد وربما كان عددهم أكبر من عدد جماهير الأهلى والزمالك معًا، وكان من الصعب بل من المستحيل أن يعتذر أى مرشح عن تولى المنصب الوزارى، وكان لدى رئيس الوزراء وفرة فى عدد المرشحين. وتغيرت وتبدلت الأحوال الآن، وأصبح رئيس الوزراء فى حيرة من أمره لاختيار المرشحين للمنصب الوزارى، بسبب كثرة الاعتذارات من جانب الأشخاص الذين يقع عليهم الاختيار، لأن المنصب الوزارى لم يعد كما كان من قبل والأوضاع الصعبة التى تواجه سيادة الوزير تجعل المرشحين يعتذرون ويؤثرون السلامة. ولعل هذه الأوضاع هى السبب فى قبول البعض ممن لا يملكون الكفاءة والقدرة الكافية للمنصب الوزارى، وتنكشف الحقيقة مع تولى العمل داخل الوزارة من خلال قرارات متضاربة وسياسات فاشلة وعدم القدرة على استيعاب طبيعة المرحلة، وسوء اختيار المعاونين والمستشارين مما يجعل الأصوات ترتفع للمطالبة بإبعاد هؤلاء الوزراء. وقديمًا كان بعض أعضاء فرقة عبده مشتاق يقدمون السير الذاتية لهم لعدد من نواب البرلمان المقربين منهم، لتقديمها لرئيس الوزراء لاختيارهم وحدث ذلك وأنا شاهد عيان عليه عندما تم اختيار الدكتور عاطف عبيد فى أول مرة لتولى رئاسة الوزارة، واختار وزراء بناء على توصية ووساطة من قيادات برلمانية بالحزب الحاكم وقتها. ولكن الوضع الآن اختلف أيضًا، حيث من الصعب بل من المستحيل أن يعرف نواب البرلمان وخاصة قيادات ائتلاف الأغلبية أسماء الوزراء الراحلين أو المرشحين، ويعتمدون على متابعة التكهنات والتوقعات الإعلامية والصحفية للتعرف على هذه المعلومات، مما يؤكد تغير الصورة كاملة بالنسبة لاختيار الوزراء. فرئيس الوزراء الحالى ليست لدية مساحة كافية لاختيار الوزراء الجدد لأن المنصب الوزارى لم يعد جاذبًا للقيادات، ولكنه طارد لهم بل أصبح جاذبًا لأنصاف القيادات وفاقدى الكفاءة والقدرة على الإبداع وتصحيح الأوضاع، والدليل أن الرأى العام يطالب بتغيير أكثر من نصف عدد أعضاء مجلس الوزراء حتى يرضى بالتعديل المرتقب. ويبدو أن انتحار أعضاء فرقة عبده مشتاق، سبب مشكلة كبرى تواجه رئيس الوزراء الحالى فى اختيار الوزراء الجدد، وهذا سر تأخير إعلان التعديل الوزارى، لأن هناك حالة من العزوف والزهد فى الحصول على لقب سيادة الوزير ومعالى الوزير، ومن يقبل الآن لا يستحق هذا المنصب لأن الأكفاء يمتنعون.

مشاركة :