كانت أغلب التوقعات تصب في صالح غانا والسنغال وترشحهما للفوز بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في البداية ولكن ومع ختام دور المجموعات تعافت مصر من بداية بطيئة لتقدم أوراق اعتمادها باعتبارها بطلا محتملا. ومصر هي أكثر الدول مشاركة في نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية وكذلك خوضا للمباريات وفوزا بلقبها ولكن بريقها خفت بغيابها عن البطولة القارية في آخر سبع سنوات. وبعد أن توجت مصر باللقب ثلاث مرات متتالية بداية من 2006 أخفقت ثلاث مرات أيضا في التأهل إلى النهائيات في تغيير جذري لحظوظها متأثرة بالاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أعقبت الربيع العربي. وبدا الغياب الطويل لمنتخب مصر واضحا في توتر لاعبيه وحذرهم الشديد في مباراتهم الأولى في الغابون ولكن بعد التعادل السلبي أمام مالي تحسن أداء الفريق بصورة كبيرة. وأكد فوزه 1 - صفر على غانا الأربعاء تصدره للمجموعة الرابعة ليحجز المنتخب المصري مقعدا في دور الثمانية في مواجهة نظيره المغربي. ودخل منتخب «الفراعنة» المباراة محتاجا إلى التعادل، بينما كانت غانا ضمنت تأهلها، وواصل الحارس المصري المخضرم عصام الحضري (44 عاما) كسر الأرقام القياسية في أمم أفريقيا بعد أن رفع رصيده إلى 13 مباراة في البطولة، حافظ خلالها على نظافة شباكه. وكان الحضري قد حصد لقب اللاعب الأكثر مشاركة في أمم أفريقيا عقب مشاركته في مباراة مالي في الجولة الأولى لدور المجموعات. وأبلغ فولكر فينكه المدرب السابق لمنتخب الكاميرون – الذي يتابع البطولة في الغابون - الصحافيين «يحاول المنتخب المصري اللعب بصورة جماعية بينما تحاول فرق أخرى - بعد التمريرة الثانية أو الثالثة - تسديد كرة بعيدة المدى أو تمرير كرة طويلة». وسبق لستة من المنتخبات الثمانية التي تنافس في أدوار خروج المهزوم الفوز بالبطولة. ولم يسبق لبوركينا فاسو والسنغال الفوز باللقب رغم تأهلهما للنهائي في السابق ولكن الأخيرة تعتقد أنها أمام أفضل فرصها في أكثر من عقد للفوز بالبطولة. ويبدو أن السنغال تهدد بسحق المنافسين بوجود ساديو ماني مهاجم ليفربول كمصدر إلهام للفريق. وبفضل ستة أهداف تأهلت السنغال بسهولة عن المجموعة الأولى بعدما سمح لها فوزان مبكران بإراحة كل اللاعبين الأساسيين باستثناء واحد في التعادل 2 - 2 مع الجزائر. ومنتخب غانا مدجج باللاعبين ذوي المهارات الفردية ولكنه لا يتميز بالأداء الجماعي. وقال أفرام غرانت مدرب غانا بعد الخسارة أمس أمام مصر «أنا سعيد بقوتنا الذهنية في البطولة. أرحنا لاعبين مهمين وهيمنا على مبارياتنا». وتواجه غانا جمهورية الكونغو الديمقراطية التي لم تكن التوقعات في صالحها ولكنها سجلت ستة أهداف لتتصدر المجموعة الثالثة وتضمن خروج ساحل العاج حامل اللقب. وأقنع منتخب ساحل العاج ويلفريد زاها لاعب إنجلترا السابق بتمثيله في رحلة الدفاع عن اللقب لكنه أخفق في الفوز بمباراة وخرج من الدور الأول في واحدة من مفاجآت كثيرة. وحققت المنتخبات العربية المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2017 أداء جيدا في الدور الأول، وتأهلت ثلاثة منها إلى ربع النهائي هي مصر وتونس والمغرب، بينما فاجأت الجزائر، أحد المرشحين البارزين للقب، بخروجها المبكر. وكانت مصر آخر المتأهلين إلى دور الثمانية عن المجموعة الرابعة، لتلاقي المغرب الأحد بعد تأهل الأخير عن المجموعة الثالثة. أما تونس التي تأهلت عن المجموعة الثانية، فتلاقي غدا بوركينا فاسو. وفي الدور نفسه، تلتقي السنغال والكاميرون غدا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا الأحد. وأظهرت مصر إصرارها على العودة بقوة إلى البطولة التي تحمل الرقم القياسي في عدد ألقابها (سبعة) منها ثلاثة تواليا (2006. 2008، و2010)، بعد غيابها عن النسخ الثلاث السابقة. وقال المدرب الأرجنتيني للمنتخب المصري هيكتور كوبر بعد مباراة الأربعاء «من الصعب أن تدخل المباراة وتلعب من أجل التعادل. أتينا للفوز (...) أنا لست سعيدا بالأداء كما كنت أرغب، لكن أعتقد أنه بالنظر إلى من كنا نواجه، علي أن أكون راضيا». وأضاف: «طموحنا كبير جدا وسنقاتل من أجل مواصلة التقدم وبلوغ المراحل النهائية»، علما بأن مصر حافظت على نظافة شباكها طوال الدور الأول، بفضل حارسها المخضرم عصام الحضري (44 عاما) الذي بات أكبر لاعب سنا يشارك في كأس الأمم الأفريقية. وتواجه مصر في دور الثمانية، المنتخب المغربي الذي يدربه الفرنسي هيرفيه رينار والساعي إلى لقبه الثاني بعد الأول عام 1976. وتأهل منتخب «أسود الأطلس» إلى دور الثمانية بحلوله ثانيا في المجموعة الثالثة، بعد خسارة افتتاحية أمام الكونغو الديمقراطية صفر - 1. تلاها فوزان على توغو (3 - 1) وساحل العاج حاملة اللقب (1 - صفر)، علما بأن الأخيرة ودعت البطولة وفقدت لقب 2015. وأبدى رينار الذي قاد ساحل العاج للقب النسخة الأخيرة في غينيا الاستوائية وزامبيا عام 2012 في الغابون بالذات، ترقبه للدور المقبل. وقال بعد المباراة الأخيرة الثلاثاء «منافسة جديدة تبدأ مع المباريات الإقصائية»، معتبرا أن مفتاح الفوز فيها سيكون القوة الذهنية. أما المهاجم المغربي رشيد العليوي، فقال بعد المباراة نفسها والتي سجل فيها الهدف الوحيد «كنا نتطلع قدما إلى هذا التأهل، نحن، المشجعون، الشعب المغربي. جميعنا فخورون بالتأهل، والآن نأمل في الذهاب إلى أقصى حد لأننا هنا لننافس على إحراز اللقب». أما تونس بطلة عام 2004 على أرضها، فأثارت القلق في المجموعة الثانية، بعد خسارتها مباراتها الافتتاحية أمام السنغال صفر - 2. إلا أن منتخب «نسور قرطاج» حقق انتصارين متتاليين، أولهما على الجزائر 2 - 1 والثاني على زيمبابوي 4 - 2. ليتأهل بحلوله ثانيا خلف السنغال. وبعدما كرر سابقا أن هدف المنتخب هو بلوغ دور الثمانية، قال المدرب الفرنسي البولندي لتونس هنري كاسبرجاك بعد المباراة الأخيرة أمام زيمبابوي الاثنين «علينا أن نواصل تقديم ما أظهرناه»، معتبرا أن المباراة مع بوركينا فاسو في ربع النهائي «هي مواجهة كغيرها». وأظهرت تونس أداء هجوميا قويا في الدور الأول، بتسجيلها ستة أهداف في ثلاث مباريات، وسط بروز للاعبين منهم نعيم السليتي ووهبي الخزري ويوسف المساكني. وشكلت نقطة التحول بالنسبة إلى تونس، مباراتها مع الجزائر التي فازت فيها 2 - 1، بهدفين لعيسى مندي (خطأ في مرمى منتخب بلاده)، والسليتي، بينما سجل سفيان هني الهدف الجزائري اليتيم. وودعت الجزائر البطولة التي أحرزت لقبها عام 1990 على أرضها، بحلولها ثالثة في المجموعة، ما دفع مدربها البلجيكي جورج ليكنز للاستقالة. وقال ليكنز إنه «نظرا للضغط الممارس على الاتحاد والمنتخب الوطني، آثرت وقف تعاقدي بالتراضي»، معتبرا أنه «لصالح الجميع، أفضل الرحيل على رغم أنني أقوم بذلك مع حسرة في القلب». وشكل خروج الجزائر مفاجأة نظرا لضمها لاعبين موهوبين يشاركون في دوريات أوروبية بارزة، يتقدمهم لاعب وسط ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي رياض محرز، أفضل لاعب أفريقي لعام 2016. وفشلت الجزائر في الاستفادة من مباراتها الافتتاحية مع المنتخب الأضعف في المجموعة زيمبابوي، وتعادلت معه بهدفين لكل منهما. وقال مهاجم ليستر سيتي الآخر إسلام سليماني في تصريحات لاحقة «بصراحة، البطولة كانت صعبة علينا. جئنا بطموحات كبيرة، وببساطة لم نكن نستحق التأهل». وعزا سليماني الخروج إلى ثلاثة أسباب هي «عدم التأقلم بعد أن وصلنا قبل ثلاثة أيام من المباراة الأولى (...) ونتيجة المباراة الأولى وكثرة الأخطاء التي ارتكبناها». وارتكب اللاعبون الجزائريون أخطاء قاتلة في مباريات الدور الأول، لا سيما الظهير الأيمن مختار بلخيثر الذي حمل مسؤولية الهدفين في مباراة زيمبابوي. كما أن مندي سجل الهدف الأول خطأ في مرمى فريقه في المباراة مع تونس، بينما سجل المنتخب الأخير الهدف الثاني من ركلة جزاء إثر خطأ من مدافع نابولي الإيطالي فوزي غلام في إعادة الكرة إلى حارس المرمى. واعتبر وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الهادي ولد علي أن مشاركة المنتخب في البطولة كانت «رديئة»، مطالبا الاتحاد المحلي بـ«تقديم الشروحات اللازمة وأسباب الإخفاق». ولم تكن ساحل العاج، بطلة 2015 في غينيا الاستوائية، أفضل حالا من الجزائر والغابون المضيفة، ففقدت اللقب وودعت خالية الوفاض. إلا أن المنتخب افتقد مساهمة لاعبين أساسيين اعتزلوا اللعب دوليا، في مقدمتهم يايا توريه، وآخرين مصابين أبرزهم جرفينيو. أما الغابون، فكانت من المرشحين لتخطي الدور الأول على الأقل، لكونها المضيفة وتشكيلتها تضم لاعبين محترفين في أوروبا، في مقدمهم مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني بيار ايمريك اوباميانغ، أفضل لاعب أفريقي لعام 2015. إلا أنها أقصيت بعد تعادلها في مبارياتها الثلاث في الدور الأول.
مشاركة :