أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيعمل على «إقامة مناطق آمنة في سورية» لحماية الأشخاص الفارين من العنف، في قرار رحبت به تركيا اليوم (الخميس) واعتبرته روسيا قراراً سيادياً أميركياً. وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه محطة «إيه بي سي» أمس (الأربعاء) «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سورية للأشخاص الفارين من العنف»، وأضاف «أعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيماً بالسماح لهؤلاء الملايين من الأشخاص بدخول ألمانيا ودول أخرى». في خطوة عارضها طويلاً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خشية الانجرار في شكل أكبر في النزاع وخطر اندلاع اشتباكات بين الطائرات الحربية الأميركية والروسية فوق سورية. من جهته، نفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم أن تكون روسيا على علم بمخطط إقامة المناطق الآمنة. وقال للصحافيين «لم تشاور إدارة ترامب روسيا قبل أن تعلن خطة إقامة مناطق آمنة للنازحين في سورية، لم يشاورنا شركاؤنا الأميركيون. هذا قرار سيادي». وتابع قائلاً «من المهم ألا تفاقم (الخطة) الوضع بالنسبة للنازحين. ينبغي على الأرجح بحث كل العواقب». ورحبت تركيا بالقرار على لسان الناطق باسم خارجيتها حسين مفتي أوغلو الذي قال إن أنقرة «تنتظر نتائج تعهد الرئيس الأميركي إقامة مناطق آمنة في سورية»، مشيراً إلى أن «تركيا تؤيد منذ فترة إقامة مثل هذه المناطق». وتابع «رأينا طلب الرئيس الأميركي إجراء دراسة. المهم هو نتائج هذه الدراسة وما هي نوع التوصية التي ستخرج بها». وأكد أن تركيا ما زالت عند موقفها بأنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية. بدورها، نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية اليوم عن مسؤول في وزارة الخارجية ترحيب الدوحة بتعهد الرئيس الأميركي إقامة مناطق آمنة في سورية. وقال مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية أحمد بن سعيد الرميحي في تصريح إلى الوكالة القطرية إن الدوحة ترحب بالتصريحات التي أدلى بها ترامب أمس، وأكد «ضرورة توفير ملاذات آمنة في سورية وفرض مناطق حظر جوي (وهو ما) يضمن سلامة المدنيين». وأمر ترامب، بحسب ما أظهرت مسودة أمر تنفيذي اطلعت عليها وسائل الإعلام، وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة «في غضون 90 يوماً من تاريخ الأمر لتوفير مناطق آمنة في سورية وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم في انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث». لكن الوثيقة لم تقدم أي تفاصيل بشأن تلك المناطق الآمنة وأين ستقام على وجه التحديد ومن سيتولى حمايتها. ويستضيف بالفعل الأردن وتركيا ودول أخرى مجاورة ملايين اللاجئين السوريين. وحذر المسؤولون العسكريون الأميركيون منذ وقت طويل من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سورية ستتطلب عدداً كبيراً من الموارد الإضافية بخلاف القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وسيكون من الصعب ضمان أن المتشددين لا يخترقون تلك المناطق. ويؤيد أعضاء جمهوريون في الكونغرس إقامة مثل هذه المناطق خاصة للحماية من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
مشاركة :