قرر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي تكثيف التعاون بين البلدين في مجال الدفاع وتوسيع نطاق البرامج التدريبية. وكتبا في مقال مشترك في مناسبة احتفالات الهند بعيد استقلالها الــ68: «إن وجود كتيبة من القوات الجوية الإماراتية في نيودلهي، مع نظرائهم من الهند كجزء من موكب عيد الجمهورية، رمز قوي يجسد التعاون بين البلدين». ودانا بشدة الهجمات الإرهابية في كابول وقندهار في 10 كانون الثاني (يناير) التي راح ضحيتها عدد من المواطنين الأفغان والإماراتيين. وأضافا: «لقد تطورت العلاقات بين الإمارات والهند على أساس القيم المشتركة المتمثلة في التسامح الديني وأهمية بناء مجتمعات منفتحة متعددة الثقافات تحترم الاختلافات في الإيمان أو العرق أو اللغة، ولقد رفضنا بوضوح التطرف الديني والكراهية والإرهاب ودنا الإرهاب بكل أشكاله ورفضنا التبريرات الكاذبة للإرهاب باسم الدين أو السياسية. ودعينا كل الدول إلى رفض استخدام الإرهاب ضد بعضها، ونعتقد أن هذا النهج هو أمر حاسم لتهيئة بيئة للسلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا». وتابع تحت عنوان «الإمارات والهند: تصور شراكة من أجل المستقبل»، التزامهما «تحقيق شراكة استراتيجية شاملة تشكل خريطة طريق واضحة لاستعادة العلاقات وتعزيزها بين بلدينا، إضافة إلى البحث عن مجالات تعاون جديدة». وتابعا: «إننا على ثقة بأن صداقتنا توفر رؤية جديدة وجريئة تتجاوز العلاقات الثنائية لتسهم في بلورة رؤية إقليمية تجسد مصلحتنا المشتركة في تحقيق الاستقرار والازدهار والتسامح وهذا هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا». وتابعا: «لقد أحرزنا تقدماً في علاقاتنا الاقتصادية، فالهند هي أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات فيما تحتل الإمارات المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين في علاقتها التجارية مع الهند، كما أن ريادة مجتمع الأعمال الهندي في دولة الإمارات تبدو جلية وواضحة على نطاق واسع، وهناك ظاهرة جديدة نسبياً وهي الاستثمارات الإماراتية المتزايدة في الاقتصاد الهندي في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والطاقة، والرعاية الصحية، وتجارة التجزئة، والضيافة، والعقارات. ومن المتوقع أن تزيد هذه التدفقات المتبادلة وتشكل دعامة دينامية لشراكتنا». ولفتا إلى أن الإمارات «تمتلك أكبر الشركات في العالم في مجال البناء، آملين تعزيز مشاركتها في خطط الهند الطموحة لتطوير الطرق السريعة والموانئ والمطارات والمراكز اللوجستية. كما أننا نستكشف مناهج مبتكرة في المنطقة لا تقل أهمية عن الأمن الغذائي». وأكدا أن «الإمارات تعد شريكاً موثوقاً به في سعي الهند لأمن الطاقة، ولكننا نبحث أيضاً في ما بعد الوقود الأحفوري في العالم الذي نريد أن نتركه للأجيال القادمة. ولذا فقد كان قرار دولة الإمارات تأسيس شركة مصدر إلهام للعالم. وفي هذا الشأن، قامت الهند بوضع أهداف طموحة للغاية بالنسبة إلى حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها. وتعتزم الإمارات الانضمام إلى المبادرة الهندية- الفرنسية لإنشاء تحالف للطاقة الشمسية الدولية، وتعد الهند من بين المناصرين المتحمسين وشريكاً في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومقرها أبو ظبي». كما أن كلا البلدين يعتبران أن «دور الجالية الهندية في الإمارات والتي يبلغ عددها 2.6 مليون هو محل تقدير، فبالنسبة إلى الهند، يعد ذلك شهادة حية لقوة ونجاح الهنود في الخارج، وبالنسبة إلى الإمارات فهو مساهمة قيمة في التنمية والحياة الوطنية. كما تمثل أواصر التجارة والاستثمار والصداقة والعلاقات الشخصية التي ترسخت بين دولة الإمارات العربية المتحدة والهند جسراً قوياً بين بلدينا».
مشاركة :