اجتماع الأسرة على مائدة الطعام.. قيمة تربوية مفتقدة

  • 1/27/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تفيد دراسات حديثة أن وجبات الطعام التي يتناولها أفراد الأسرة معا لها دور في تحقيق الصحة النفسية والاستقرار العاطفي في الأسرة، كما نشرت جامعة هارفارد دراسة تقول فيها إن الوجبات التي يتشارك في تناولها أفراد الأسرة لها فوائد غذائية واجتماعية وعاطفية وتعليمية عظيمة، وأفاد علماء التغذية أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت تجتمع فيها الأسرة بانتظام حول مائدة الطعام يميلون لأكل فواكه وخضراوات أكثر من أولئك الذين ينشؤون في بيوت لا تركز على أوقات الأكل المعتادة، كما أنهم أقل احتمالا لزيادة الوزن ممن لا يتناولون الطعام في جو أسري، أيضا يشير بحث في جامعة كولومبيا حول تصرفات المراهقين إلى أنه بين الشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية، فإن انتشار تعاطي المخدرات، الكحول، يكون أقل بكثير من الشباب الذين لا يشاركون كثيرا في وجبات العشاء العائلية، ويعتبر تناول وجبة الغداء مع الأسرة قيمة هامة، فمن خلالها يشعر الأبناء بالترابط والتلاحم الأسري والذي أصبح قيمة مفتقدة الآن في كثير من الأسر. أهمية تناول الطعام مع أفراد الأسرة الاجتماع على مائدة الطعام من الأشياء الضرورية التي من شأنها تدعيم أواصر المحبة والترابط بين أفراد الأسرة، ويعزز الإحساس بالثقة والانتماء بينهم. يشكل فرصة تطوير آداب المائدة عند الأطفال، ويخلق فرصة للتواصل وتبادل الأفكار والمشاعر بين الكبار والصغار في الأسرة ويشجع الصغار على التعبير عن أفكارهم في جو من الاحترام والود. يوفر فرصة لمناقشات في مسائل مختلفة أخلاقية وفكرية واجتماعية. يقوي الإحساس بالأمن عند الأطفال نظرا إلى وجود تقليد معين عند تناول الطعام يتكرر في كل مرة تجلس الأسرة إلى الطعام. عندما يساعد الأطفال في إعداد الطعام ونقله إلى المائدة يتعلمون أشياء كثيرة عن التسوق وإعداد المائدة وتحضير الطعام وتنظيف المكان بعد ذلك. كيف يمكن تحسين نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة على الطعام؟ علينا أن ندرك أهمية الوقت الذي نقضيه مع أفراد الأسرة الآخرين أثناء تناول الطعام، بإمكاننا أن نحضر لهذا اللقاء سلفا وأن ندخل تعديلات على المكان والزمان ليتفق مع ظروف كل أفراد الأسرة. نغلق جهاز التلفزيون أثناء تناول الطعام، وإذا لم يكن هذا ممكنا بشكل كامل في بادئ الأمر فإن بإمكاننا أن نحققه بالتدريج. ليكن الطعام مناسبا لجميع أفراد الأسرة، وليأكل الأطفال من نفس الطعام الذي يأكل منه الكبار، وإذا كان الأطفال غير جائعين أثناء الوجبة فهذا يعني أن على الأم أن تنظم طعامهم وتقلل من الوجبات التي يتناولونها بين الوجبات الرئيسية. لتكن الموضوعات التي يتناولها الحديث موضوعات لطيفة وشيقة، ولنركز على الجانب الإيجابي من الأشياء، وبإمكاننا أن نسأل أحد الأطفال: حدثنا عن أحسن شيء حدث لك اليوم، يجب أن نصغي جيدا، ويجب أن يشعر المتحدث بأنه يلقى الاحترام اللازم. فالوقت الذي نقضيه على الطعام ليس وقتا للنقد والتوبيخ وتصحيح السلوك. لنشرك الأطفال في الإعداد والتخطيط وفي تقديم الطعام، فهذا من شأنه أن يخلق جوا من التعاون ومن روح الفريق، ولنحترم رأيهم في إعداد الوجبات. من الممكن أن يكون ثمة لحن جميل خافت في الخلفية، ومن الممكن أن نستعمل أزهارا ملونة على طاولة قريبة، فهذا يخلق جوا ممتعا، وبين فترة وأخرى بالإمكان أن نرافق الأسرة إلى وجبة في مطعم هادئ. نعلم الأطفال بالمثال وليس بالتوجيه المباشر، وإذا جعلنا من الوجبات مناسبة مريحة وممتعة فإن الأطفال سيكونون أكثر صحة وأكثر تهذيبا وأكثر قدرة على التكيف والتعلم.;

مشاركة :