تونسيون يرفضون العنصرية ضد يهود بلادهم التونسيون مشغولون على الشبكات الاجتماعية بهاشتاغ #يهود_حاشاكم، على خلفية تصريح عنصري ضد اليهود لنائبة بالبرلمان. العرب [نُشرفي2017/01/27، العدد: 10525، ص(19)] يهودي تونسي تونس - أثارت النائبة عن حزب "نداء تونس" في البرلمان التونسي أسماء أبوالهناء ضجة واسعة على الشبكات الاجتماعية في تونس عند ذكرها كلمة يهود أتبعتها بكلمة "حاشاكم" خلال مداخلتها بالجلسة العامة المخصصة لمناقشة مشروع قانون متعلق بالتسجيل العقاري الإجباري للأراضي التي على ملك يهود تونس والأجانب. ويُستَعمل مصطلح “حاشاكم” في تونس للتبرّؤ من فعل أو شيء سيّء ومشين والتعفّف من دنسه. وتدخل رئيس الجلسة عبدالفتاح مورو معقبا على مداخلة أبوالهناء وتأكيده على أن اليهود طائفة موجودة في تونس ويجب احترامها ولا يجوز تكرار ما تلفظت به النائبة. ودشن نشطاء على فيسبوك هاشتاغ “#يهود_حاشاكم” انتقدوا فيه ما قالته النائبة، وشددوا على ضرورة أن يحسن نواب البرلمان الكلام باعتبارهم “ممثلي الشعب”. ووصفوا ما قالته النائبة في حق اليهود بـ”المهزلة”. وكان اليهود يمثلون قرابة 20 بالمئة من الشعب التونسي قبل الحرب العالمية الثانية، إلا أنه في الخمسينات من القرن الماضي، هاجر الكثير من يهود تونس ولم يتبق منهم بحسب آخر الإحصائيات سوى 1400 مواطن يهودي يتمركزون أساسا في جربة وجرجيس (جنوب البلاد) وتونس العاصمة. ويحج اليهود كل عام إلى معبد الغريبة في جربة. يعود تاريخ اليهود في تونس إلى العصور القديمة، فقد تبين أن وجودهم على أرض تونس الحالية يرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، على الرغم من أن بعض التواريخ تقول إن وصولهم إلى المنطقة يرجع إلى فترة أقدم من ذلك. من جهتها استنكرت رئيسة جمعية “أقليات” يمينة ثابت ما جاء على لسان النائبة وطالبتها بالاعتذار. وقالت “ما تلفظت به النائبة لا يتماشى مع منصبها كممثلة عن الشعب ويجب أن تعتذر”. اللهجة التونسية تحتوي عبارات عنصرية ضد المرأة واليهود والسود وغيرهم وقال ناشط “نتشرّف بأنّنا نشترك في نفس الوطن وننتمي إلى الإنسانية بعيدا عن التعصب والعنصرية والتخلف”. وقالت ناشطة “نائبة تقول ‘يهود_حاشاكم’ تحت قبة المجلس، نائبة تمثل الشعب، هذا الشعب الذي يمثل فيه اليهود جزءا لا يتجزأ اختلطوا بالتونسيين وشاركوهم آلامهم وحضارتهم وساهموا في إقتصادهم، بل هم تونسيون رغم الداء والأعداء…”. وتساءلت “هل يعتبر ما قلتِه جهلا بالتاريخ أم كرها دفينا؟ علك لا تفرقين بين اليهود والصهاينة! في كلتا الحالتين لا مكان لك في مجلس النواب فقد أهنت شعبا بأكمله”. في المقابل استنكر معلقون الضجة المثارة. وكتب معلق "يهود_حاشاكم، كل المساندة والدعم لنائبة نداء تونس". وقال آخر "قالت النائبة "أراضي_اليهود_حاشاكم" فقامت الدنيا والمثقفون نددوا والأحزاب أصدرت بيانات وقريبا رئاسة الجمهورية والحكومة سيقومان بمؤتمر صحافي توضيحي”. وتفاعل معلق “إسرائيل حاشاكم، موساد حاشاكم، تساهال (جيش الدفاع الإسرائيلي) حاشاكم.. هؤلاء ليسوا يهودا..، ليسوا ممولين من اليهود، ليسوا مساندين من اليهود..”، وأضاف “كل اليهود لهم علاقة خاصة بالكيان الصهيوني ماليا ومعنويا، والشاذون عن القاعدة يعدون على الأصابع”. بدورها عبّرت أبوالهناء عن اعتذارها لاستعمالها كلمة “حاشاكم” عند ذكرها “اليهود” في تصريح إذاعي وقالت إنّ “استعمالها لهذه الكلمة هو بمثابة زلة لسان لم تقصد بها الإساءة إلى الديانة اليهودية”. من جانبه، علّق رجل الأعمال التونسي اليهودي إيلي الطرابلسي على صفحته الخاصة على فيسبوك “إذا تعوّدوا على نطق ألفاظ عنصرية بقصد أو بغير قصد، فعليهم أن يتغيروا ويراجعوا أنفسهم”، مضيفًا “ما معنى متعوّدون، ولا نقصد الإساءة؟.. تعوّدنا على الإرهاب ولا نقصد”، ثم يقول “لا للتهوين”. وتفاعلت جمعيات مدنية، وطالبت جمعية “فورزا تونس” بطرد أبوالهناء من البرلمان “لعدم احترامها الشعب التونسي ومبادئ الجمهورية والقوانين والمعاهدات الدولية”. ويضمن الدستور التونسي الجديد حرية المعتقد. أما النائب بشير النفزي عن حزب حراك تونس الإرادة فقد علّق في تدوينة على فيسبوك “نائب من نواب نداء تونس ‘حاشاكم’.. تلصق كلمة ‘حاشاكم’ بــ’اليهود’، متناسية أنّ هنالك مواطنين تونسيين منتمين إلى الطائفة اليهودية وأنّ اليهودية هي دين سماوي وأنّ اليهود بما هم ملّة ومعتقد، بشر نتقاسم معهم الحياة وأظن أننا نفصل جذريًّا بين اليهودية والكيان الصهيوني”. وأضاف النفزي “سيسارعون بإصدار بيان إدانة لغلطة نائبهم وبسرعة لم نرها في الاعتداء الأخير على التراب الوطني باغتيال مواطن تونسي وهو المهندس محمد الزواري.. ألا تعرفون، كل شيء إلاّ المسؤول الكبير”. وتحوي اللهجة التونسية عبارات تعتبر عنصرية بحق اليهود على غرار عبارة “شحم يهود” التي يقصد بها الندرة والغلاء، إضافة إلى عبارات تمييزية أخرى ضد المرأة على غرار “مالها كان مرا” (ليست سوى امرأة)، ويقصد بها التقليل من شأن المرأة. وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تعرض إلى هجوم حاد بعد استخدامه هذه العبارة للرد على أحد منتقداته. كما يستخدم التونسيون عبارات تمييزية ضد أصحاب البشرة السوداء على غرار “وصيف”. وقد يبدو الحديث عن التمييز العنصري مفتعلًا للبعض منذ الوهلة الأولى، إذ لا يتعرض ساسة البلد لهذا الأمر ولا يوليه الإعلام أهمية. :: اقرأ أيضاً الروبوت الصحافي لن يأخذ مكان الصحافي المبدع تكريس أخلاقيات الإعلام يبدأ بزرعها في الأطفال لا فائدة من منع السينما في عصر يوتيوب وزير الإعلام اللبناني يرفض إيقاف البرامج الخادشة للحياء
مشاركة :