محمد العشرى(ضوء):ألقى إمام وخطيب والمسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد خبطة الجمعة وذكر في مستهل خطبته إن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعه ، وكل بدعة ضلالة . وأضاف أن الله كرم الإنسان وفضله على كثير ممن خلق وكرمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته ، هيئةٌ وفطرةٌ تجمع بين الطين والنفخة ، هيأ له من التسخير ما يقوم به في وظيفة الاستخلاف والتعمير . وإن من أهم مهمات الاستخلاف والتعمير إصلاحَ التفكير واستقامتَه ، وضبطَ مساره في كل جوانب الحياة وميادينها ومنزلةُ الإنسان ، وقوة تفكيره تظهر بقدر إعماله عقله ، وحسن تصرفه ، ومدى تحقيقه لما ينفعه في دنياه وآخرته فالعقل هو أساس الفضائل ، وينبوع الآداب ، هو للدين أصل ، وللدنيا عماد ، وليس أفضل من أن يهب الله عبده عقلا راجحا ، وتفكيرا مستقيما والعقل قوة ، وغريزة اختص الله بها الإنسان ، وفضله بها على سائر مخلوقاته. وأن العقل قوة مدركة تقوم بوظائف عجيبة من ربط الأسباب بمسبباتها ، وإدراك الغائب من الشاهد ، والكليات من الجزئيات ، والبديهيات من النظريات ، والمصالح من المفاسد ، والمنافع من المضار ، والمستحسن من المستقبح ، وإدراك المقاصد وحسن العواقب . وبين الشيخ أن العقل نور من الله ، يميز به الحق والباطل، والخطأ والصواب ، في الأقوال والأفعال ، والاعتقادات ، والعلوم والمعارف ومن اللطيف أن لفظ العقل لم يرد في القرآن الكريم ، وإنما جاءت مشتقاته ومرادفاته ، كقوله عز شأنه : (وما عقلوه) (وقالوا لو كنا نعقل) (وما يعقلها إلا العالمون) ، (إن في ذلك لأيات لقوم يعقلون) ، (ولعلكم تعقلون) ، (أفلا تعقلون) ، (أفلا يعقلون). وأوضح بن حميد أنه مما يلفت النظر أن القرآن الكريم ربط ربطا واضحا بين الأُذُن وحاسة السمع ، والعينِ وحاسة البصر ، والرجلِ وقدرة المشي ، واليد وقوة البطش ; و أما العقل فلم يُربط بشيء بذلك بل ورد باسم وظيفته --- أكثر
مشاركة :