قالت مديرة إدارة المراكز الثقافية في الديوان الأميري المهندسة سحر العقاب إن الإدارة الهندسية في الديوان الأميري هي صاحبة فكرة إنشاء مركز جابر الثقافي التي استنبطت من الوضع الإقليمي لدولة الكويت، باعتبارها جوهرة الخليج ومركز إشعاع وعاصمة للثقافة الإسلامية، لافتة إلى الاستعانة بالمستشارين الفنيين في الديوان الأميري لصياغة الفكرة. وأضافت العقاب لـ «كونا» إن المبنى يمزج بين الضوء والظل من خلال التصميم الخارجي للكتل متعددة الانكسارات، والذي يساهم في انعكاسات متعددة لأشعة الشمس داخليا من خلال فتحات تختلف باختلاف ساعات النهار والدرجات المتعددة لسقوط أشعة الشمس على الأسطح. وأوضحت أن تغطية الواجهات الخارجية بمادة التيتانيوم وطريقة تركيب شرائحها المتداخلة وغير المنتظمة كان له أثر كبير في إضافة التأثير المتلألئ للمبنى عن بعد. مركز إشعاع ومن جهته، قال وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي إن إقامة مركز ثقافي شامل يلبي طموحات الكويتيين كان حلماً وأصبح حقيقة ماثلة أمامنا، لافتا إلى تقدمه لدى توليه منصبه حينها بطلب لإنشاء مركز ثقافي على هذا المستوى. وأعرب السنعوسي عن أمله أن يقدم مركز جابر الثقافي جملة من العروض الثقافية التي ترقى للمستوى العالمي لتحظى باهتمام جميع الحضور، قائلا: «هكذا أتصور... هكذا أتمنى... هكذا أحلم بأن تكون الكويت وقد هيئت لتكون كذلك وأن تبقى دائما أكثر من مركز إشعاع ثقافي ومعرفي، كما كانت دائما وأن تؤدي رسالتها الحضارية المعهودة». وأضاف أن هذا المركز «يعطينا أيضا القدرة على أن نستقدم وندعو القائمين على فعاليات كبريات المسارح العالمية من موسيقى وباليه وفنون كثيرة وتنظيم محاضرات وندوات عالمية، وأن يكون لدينا برنامج واضح وفق آلية متقنة لعمل هذا المركز الثقافي لتقديم أروع وأضخم العروض». وذكر أن المركز هو مساهم قوي وفاعل، بلا شك، في مجال السياحة في الكويت، فكثير من السياحة تعتمد على برامج يأتي إليها السائح لحضور أي مناسبة كبيرة وضخمة جدا يعد لها. ريادة ثقافية من جانبها، قالت الشاعرة د. سعاد الصباح إن الكويت بهذا الصرح الثقافي العملاق تكون قد انطلقت إلى آفاق جديدة تؤكد ريادتها في الساحة الثقافية، ومثل هذه المنارات ليست غريبة على الكويت التي كانت دائما مركزا للاشعاع الثقافي ومنهلا للعلم وقبلة للمبدعين والمفكرين، وفيها صروح العلم على امتداد تاريخها. وذكرت الصباح أن من الكويت انبثقت الحركة الفكرية والثقافية والتشكيلية التي لم تقف فيها بكل الظروف، وهي نتاج لعقل كويتي متقد، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي هو تأكيد لهذه الحيوية، فالكويت خرجت من غلالة أحزانها وكسرت العصا التي وضعت في عجلاتها، وانطلقت إلى أفقها صانعة للأمل والكلمة وللجمال، وستبقى كذلك. بدوره، قال الشاعر عبدالعزيز البابطين إن المركز يمثل اليوم نقطة تحول كبيرة في تاريخ الحياة الثقافية، وقد افتتحه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسيكون لذلك الشأن الكبير في نهضة الكويت. وأمل البابطين أن يواكب هذا الصرح أنشطة تعمل على تفعيل دور الثقافة في تنمية المجتمع بما يليق بتاريخنا وحاضرنا للوصول إلى مستقبل مزدهر بإذن الله، خصوصا أنه يتمتع بضخامة التجهيزات والتقنيات والمسارح والقاعات المصممة بشكل مدروس وعلمي. وذكر أن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي يعد أيضا جاذبا للسياحة، سواء بطرازه الفني كتحفة معمارية، أو بمضمونه بما هو مأمول منه بتقديم الأمسيات بشتى أنواعها الأدبية والفنية، ويمكن مبدئيا أن ينشط السياحة الداخلية والضيوف الكرام من الخليج العربي.
مشاركة :