لندن - وكالات: نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً للكاتبة هبة صالح، تتحدث فيه عن تفارب الجنرال المنشق خليفة حفتر مع روسيا، والمخاوف من تجدد الصراع في ليبيا. وتقول صالح إن "الليبيين الذين أنهكتهم الحرب، كان لديهم ما يبعث الأمل، بعد أن تمكنوا من دحر تنظيم داعش من أقوى معاقله في سرت، وتضاعف إنتاج البلد للنفط، لكن جنرالاً مارقاً يزيد تقارباً مع الروس، يعرض هذا التقدم النادر للخطر، في الوقت الذي يسعى فيه إلى توسيع منطقة نفوذه في هذا البلد الشمال إفريقي". ويشير التقرير، إلى أن التوتر في ليبيا تصاعد عندما قامت القوات التي تطلق على نفسها الجيش الوطني الليبي، التي تسيطر على مناطق شرق ليبيا، بالتوجه نحو الجنوب، واشتبكت مع ميليشيات من غرب مصراطة الموالية للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة، التي قادت الحرب ضد تنظيم الدولة في سرت، وقامت طائرات الجيش الوطني بمهاجمة قوات مصراطة. وتذكر الصحيفة أن الدبلوماسيين والمحللين يحذرون من أن العنف يهدد بإعادة إشعال الحرب الأهلية، والسماح للجهاديين بإعادة تنظيم صفوفهم، مشيرة إلى أن ميليشيات مصراطة تمكنت أخيراً من طرد تنظيم الدولة من المدينة الساحلية سرت، في ديسمبر، بعد معركة طويلة ودعم من الطيران الأمريكي. وتنقل الكاتبة عن دبلوماسي غربي، قوله إن "توجه الجيش الوطني الليبي نحو الجنوب استفزازي جداً وخطير جداً.. والشعور العام في مصراطة هو أنه بعد هزيمة تنظيم الدولة في سرت بعد دفع ثمن كبير، فإنهم لن يسهلوا حملة لإقامة ديكتاتورية عسكرية تحت زعامة حفتر". ويلفت التقرير إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يعدون الجنرال حفتر العقبة الرئيسية لتطبيق الاتفاقية، التي تمت بوساطة الأمم المتحدة، وتهدف إلى توحيد البلد تحت حكومة طرابلس والمجلس الرئاسي، الذي يترأسه فايز السراج. وبحسب الصحيفة، فإن المحللين يشيرون إلى تعمق علاقة حفتر مع روسيا، حيث أعلن المتحدث باسمه بعد زيارته لحاملة الطائرات، أن روسيا ستمد جيشه بقطع الغيار اللازمة لمنظومات الأسلحة الروسية التي يستخدمها الجيش، بالإضافة إلى أن الجنرال يتوقع تغيراً في موقف واشنطن مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي تعهد باجتثاث "الإرهاب الإسلامي"، بحسب المحللين. وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول توالدو إنه "بسبب القتال بين الفصائل المتنافسة، سنرى المزيد من الحركات الجهادية في ليبيا، سواء كان تنظيم الدولة أو غيره، ليس واضحاً، لكن التحدي هو إبقاء أقل مستوى من الاستقرار لمنع قيام المجموعات الجهادية".
مشاركة :