أدت التغيرات المناخية وذوبان الجليد في بعض مرتفعات سلسلة جبال الهمالايا الجليدية بشمال باكستان إلى اشتداد الصراعات بين البشر والفهود الجليدية التي بدأت تهاجم الماشية في بعض مناطق وادي شترال بشمال باكستان. وتعتبر قمم الجبال الجليدية الواقعة في منطقة شترال بإقليم خيبربختونواه ملجأً طبيعياً للفهود الجليدية التي تقتات الحيوانات البرية بعيداً عن المناطق التي يسكنها البشر، إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة لوحظ ارتفاع كبير في عدد هجمات الفهود على الماشية التي يملكها سكان وادي كيلاش الذي يضم منطقة كافرستان التي تتألف من ثلاث قرى رئيسية أشهرها قرية بومبوريت، ويلجأ سكانها إلى المراعي الطبيعية الواقعة أعلى الجبال المحيطة بمنطقة كيلاش التي تقطنها عرقية مختلفة تماماً عن بقية سكان باكستان من حيث الديانة والتقاليد والثقافة، ولم تكن الحيوانات البرية تهاجم الماشية التي يصاحبها رعاتها بما فيها الأغنام والضأن وفصائل مختلفة من الأبقار بما فيها الأبقار الجليدية والضأن الجليدي. ويقول عبد المتين (65 عاماً) وهو من سكان قرية بومبوريت بوادي كيلاش بأن فهداً ثلجياً هاجم قطيع أغنامه وقتل 25 ماعزاً لم يأكل منها سوى واحدة، وقد حدث ذلك في مرعى استوئي المجاور لوادي كيلاش، بينما يقول راعي الأغنام بتشغي خان (45 عاماً) بأن فهداً ثلجياً قضى على 15 ماعز من التي يملكها في مرعى غنغاوت بالقرب من وادي كيلاش، ويقول أن من التصرفات السيئة التي يتميز بها الفهد الجليدي هو أنه يقتل عدد كبير من الماشية في هجوم واحد ولا يصطحب منها سوى فريسة واحدة، ربما لأنه يجد الماشية الأليفة أقل مقاومة من الأغنام الجبلية التي يصعب اصطيادها بالنسبة للفهد الجليدي لأنها تقفز بسرعة فائقة بين أسفح الجبال وقممها. ويضيف أن طريقة هجوم الفهود الجليدية تدل على أنها تواجه مجاعة وقلة في مصادر الغداء من الحيوانات البرية على قمم الجبال التي شهدت تغييرات جذرية خلال السنوات العشرة الماضية وانتقلت منها أنواع متعددة إلى القمم الأعلى بحثاً عن البيئة الجليدية المناسبة، وقد يكون هذا هو السبب الذي دفع الفهود إلى مهاجمة ممتلكات البشر. من جانبه أوضح عمدة منطقة وادي كيلاش وزير زاده بأنه قد لوحظت ارتفاعات كبيرة في هجمات الفهود الجليدية على الماشية التي يملكها أهالي المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد بدأت بعض الفهود تشترك في فريسة واحدة في بعض الحالات، حيث اصطادت مجموعة من الفهود بقرة من حدود المناطق السكنية في وادي كيلاش واصطحبتها معها إلى أعلى الجبال، وهي فهود صغيرة الحجم مقارنة بالتي نشاهدها في الأفلام الوثائقية عن الفهود الأفريقية، ولكنها سريعة الفرار والتنقل والقفز على الجبال والصخور والأشجار والثلج لأنها متأقلمة مع البيئة الجليدية ويتعذر ملاحقتها ولكن يمكن طردها من القرية بدق الطبلة. وأضاف أنه لا يخلوا منزلاً في وادي كيلاش إلا وقد تعرضت ماشيته لهجمات الفهود الجليدية أثناء خروجها للمراعي. وقال إن الماشية تعتبر مصدر أساسي للغذاء في منطقة كيلاش تليه الفواكه المجففة والعسل والتي تأثر إنتاجها أيضاً بسبب التغييرات المناخية، ولم يعد النحل ينتج نفس الكمية من العسل التي كان ينتجها في السابق.
مشاركة :