فاروق جويدة.. "بالون" أوشك على الانفجار

  • 1/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر الوسط الأدبى والثقافى بالكثير من أصحاب الألقاب الفخمة من الشعراء والروائيين والأدباء الذين أشبه ما يكونون بالبالونات الملونة التى تبهر ناظريها، بينما الخواء يملؤها والهواء الحبيس أدراجها يزكم الأنوف. هؤلاء الشعراء من أصحاب الياقات البيضاء، الذين يمارسون تنظيرهم على الجماهير الكادحة من برج عاجى، لم يفلحوا - ولا يزالون - فى أى مجال امتهنوه، فأصبحوا مثل من رقص على السلم، لم يفلحوا فى أن يثبتوا أنفسهم فى مجال الإبداع، واقتصر وجودهم على كونهم أشبه بالفقاقيع التى لا تجد لها أثرا بمجرد زوالها، ويبدو أنهم حاولوا أن يتجهوا فى الآونة الأخيرة إلى مجال السياسة، ليعوضوا غيابهم الثقافى الواضح، وليثيروا بتبنيهم قضايا جدلية، شيئا من الزخم الذى لا يجدونه فى مجال الإبداع. فاروق جويدة أحد الذين لم يجدوا أنفسهم فى مجال الشعر، فاتجه إلى مجال المسرح، قبل أن يخوض مغامرة تقديم أحد البرامج التليفزيونية على قناة «الحياة» التى لم تجد أثرا للبرنامج فأوقفته فى فترة سابقة، لينتقل بنفس البرنامج على أثر هذا الإيقاف إلى قناة «دريم»، وهو ما بين الشعر والمسرح يمارس السياسة من منصة أسبوعية بجريدة «الأهرام»، وها هو «جويدة» بين الصحافة والإعلام، وبين الشعر والسياسة لا يصنع لنفسه أرضا صلبة يقف عليها فى كل المجالات التى خاض فيها، حتى إنه يمارس الاجترار على الزمن الماضى، ويعيد من خلال «الأهرام» نشر أشعاره القديمة فى زاويته كل يوم جمعة، فى إشارة واضحة إلى أنه أعلن إفلاسه الشعرى. فاروق جويدة الذى حصل على جائزة الدولة التقديرية، يعتبره البعض شاعرا ضعيفا، بينما تشير أصابع الاتهام إلى أنه أخذها مجاملة من وزير الثقافة، لأنه كان يمتلك منبرا إعلاميا يستطيع من خلاله أن ينتقد الوزارة، مطالبين بتسليط الضوء على الشعراء الذين يستحقون ذلك، ولم تستطع وسائل الإعلام أن تصل إليهم فماتوا فى الظل، بدلا من الشعراء المحدودين الذين أوشكوا على أن يموتوا من التخمة، بينما مأدبة الإبداع عندهم خاوية على عروشها. وفى كل موسم من مواسم التغيير الوزارى يقفز اسم فاروق جويدة كأحد المرشحين لمنصب وزير الثقافة، بينما لا نجده مرة واحدة يحلف اليمين أمام الرئيس، وفى ذلك أقاويل كثيرة، منها أنه يرفض تحمل المسئولية فى مثل هذه الفترات العصيبة التى لا يقوى عليها، أو أنها حيلة لترويج اسمه دائمًا على شرف الكرسى الأثير على نفوس المثقفين، وعلى كل الأحوال يظل الأمر لغزًا لا يجد من يفك طلاسمه ولا يكشف أسراره، ويمكن أن يظل هذا الأمر قاعدة حدثت فى أغلب الوزارات التى تم تشكيلها منذ حكومة أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق بعد ثورة يناير، وحتى حكومة المهندس إبراهيم محلب، ولم يتغير السيناريو قيد أنملة. اختار «جويدة» لنفسه الانعزال عن الوسط الأدبى، فيندر أن تمسك به متلبسا فى أمسية شعرية أو ندوة أدبية إلا فيما قل، وكأنه ينأى بنفسه عن مشاركة الأدباء همومهم، أو أنه يسكن فى برجه العاجى، لا يريد لنفسه أن ينزل منه إلا على تقديم برامج تليفزيونية أو مقالات تنظيرية، دون أن يمارس دور المثقف الحقيقى الذى يلتحم بمشكلات الجماهير، ليعبر عنها، وفق ما يقتضى الحال.

مشاركة :