يبدو أن السحر انقلب على الساحر. فبعد أن توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر حسابه على «تويتر» بفتح تحقيق في الادعاءات بأن بعض الناس صوتوا في الانتخابات الرئاسية رغم أنهم لا يتمتعون بهذا الحق الديمقراطي، والبعض الآخر ظهرت أسماؤهم على اللوائح الانتخابية في أكثر من ولاية، كشف تحقيق نشرته «واشنطن بوست» بأن ابنة ترمب تيفاني (23 عامًا) سجلت مرتين للتصويت لصالح والدها في ولايتي نيويورك وبنسلفانيا. كما أن المفاجأة التي فجرتها الصحيفة وتناقلتها وسائل الإعلام الأميركية الأخرى هي أن تيفاني ترمب لم تكن الوحيدة التي سجلت للتصويت مرتين ضمن الدائرة المقربة من والدها، فبحسب «واشنطن بوست» فإن ستيف بانون كبير مستشاري البيت الأبيض المعروف بآرائه المثيرة للجدل، سجل هو الآخر في ولايتي فلوريدا ونيويورك، وكذلك ستيف منوتشن مرشح ترمب لتولي منصب وزير الخزانة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهم مسبقًا بعدم نزاهة التصويت في الانتخابات، وذلك منذ أن طالب فريق منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون مع مرشحة «حزب الخضر» جيل ستين بإعادة حساب الأصوات في عدد من الولايات مثل بنسلفانيا، ويسكونسن، وميتشغن، بيد أن إعادة عد الأصوات باءت بالفشل وأثبتت فوز ترمب في تلك الولايات. تورط أعضاء فريقه الرئاسي في التصويت في أكثر من ولاية يخالف النظام الأميركي، ويناقض ما دعا إليه ترمب. وأثبت تحقيق الصحيفة أن الادعاءات التي أطلقها ترمب قبل توليه وبعد توليه المنصب لا تحمل أي أدلة إثباتية لتأكيد صحتها، وهو ما اعتبره باراك أوباما الرئيس الأميركي السابق «من المستحيلات»، إذ أن «النظام الانتخابي الأميركي من أعقد وأصعب الأنظمة اختراقًا أو مخالفة في العالم». بدوره، قال شون سبايسر المتحدث الرسمي للبيت الأبيض أول من أمس خلال لقائه الصحافيين، إن تأكيدات الرئيس ترمب بوجود ناخبين غير قانونيين صوتوا في الانتخابات الرئاسية يستند على معلومات أكيدة وموثقة، حتى لو لم يكن هناك أدلة تثبت ذلك، إلا أن التحقيقات ستكشف صحة المعلومات التي قالها ترمب. واستند سبايسر خلال مؤتمره الصحافي على دراسة استطلاعية نشرها «مركز بيو للدراسات والأبحاث» والتي تبين وجود نحو 13 في المائة من المسجلين والمصوتين غير قانونيين في الانتخابات الأميركية عام 2012، معتبرًا أن الإحصاءات الرسمية وقتها كانت غير دقيقة، وهو ما نفاه المركز أخيرًا قائلا بأن النسبة كانت للمسجلين في التصويت وليس في عدد الأصوات. ويأتي السؤال الأبرز الذي تنادي به وسائل الإعلام، هل يستطيع ترمب أن يتهم ابنته وكبير مستشاريه ومرشحه لوزارة الخزانة بالغش في التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية كما دعا ويطالب.
مشاركة :