سيدة الإبداع المسرحي، تربت على أفكارها أجيال من المبدعين فكانت نموذجًا للمرأة الناجحة المؤثرة فى مجتمعها بما تملكه من علم، كتبت فى النقد المسرحى ونظرياته الحديثة، ونالت تكريما محليا ودوليا، فحازت على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لعام ٢٠١٣. دعت «صليحة» خلال مشوارها المسرحى لتحرير المسرح من قيوده البيروقراطية المعرقلة للإبداع، وكانت جهودها لتمكين الإبداع الشبابى تملأ السمع والبصر بمصر، وكانت دائمة السفر للقرى لمتابعة مسرح الشارع وتشجيعه، وقد تخرج على يديها عشرات المشاهير بعالم الصحافة الثقافية والفنية والنقاد المسرحيين الجادين. ولدت نهاد محمد خليل صليحة بالقاهرة عام ١٩٤٥ وهى أستاذة أكاديمية وناقدة مسرحية حصلت على ليسانس الآداب – كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية عام ١٩٦٦، ثم ماجستير اللغة الإنجليزية وآدابها من كلية الدراسات الإنجليزية والأمريكية – جامعة ساكس بإنجلترا كما حصلت على دكتوراه الدراما من كلية الدراما جامعة إكسترا بإنجلترا وعملت بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية كمدرس لمادة الدراما وشكسبير. التحقت صليحة بأكاديمية الفنون ، فعملت أستاذا مساعدا للنقد والدراما بالمعهد العالى للنقد الفنى ثم عميدا للمعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة؛ كما أشرفت على قسم النقد المسرحى فى جريدة الأهرام «ويكلي» باللغة الإنجليزية وحررت القسم أسبوعيًا منذ عام ١٩٨٩حتى وفاتها. نالت الراحلة عضوية اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتلفزيون، مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولى لدعم فنانى المسرح الشباب فى دول البحر المتوسط، وصدر لها أكثر من ستين مؤلفا بين كتب ومقالات باللغتين العربية والإنجليزية ، تنوعت من النقد والنظرية إلى ترجمة بعض الأعمال النقدية والمسرحية ، فهى أول من استخدم المنهج السيميائى فى النقد المسرحى العربى استخداما علميا، كما ساهمت فى تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل فى مصر. أثرت «صليحة» الحياة الثقافية فى مصر؛ بعدة مؤلفات مسرحية من بينها كتب «الحرية والمسرح: التنوير»، «ما بعد الحداثة والفنون الأدائية»، «المسرح بين الفن والفكر»، «امرأة بين الفن والعشق والزواج»، «أمسيات مسرحية».
مشاركة :