ليست أمنية الثغرة فكرية..من يغذي العقول؟

  • 1/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف :  أ.د.صالح بن سبعان تكاد مشكلة الإرهاب تكون مرتبطة إلى جانب دوافعها السياسية والمتمثلة في الانحياز الأمريكي الكامل إلى جانب إسرائيل ودعمها اللامحدود لها في حرب الإبادة المنظمة التي تشنها على الشعب الفلسطيني ، تكاد تكون إلى جانب هذا الاعتبار مشكلة ثقافية وفكرية في المقام الأول. وليس مثلما يضن كثير من الناس أن هذه الاعمال الارهابية الشنيعه ، دليل ثغرة أمنية ، أستطاع أن ينفذ من خلالها منفذيها ليتركوا هذه البصمة القميئة في وجه حياتنا اليومية. أنما هي دليل على ثغره فكريه وثقافية أستطاع أن ينفذ منها بعض ذوي الفكر المتطرف الهدام إلى عقول شبابنا ، ليغرسوا فيها جذور أفكار سامه تنتمي إلى قضاء ثقافي يقوم على الكراهية والعنف ونفي الآخر – وجودا ورأيا – وابادته وتصفيته جسدا وفكرا. علما بأن الله تعالى خاطب نبيه الكريم- صلى الله علية وسلم – قائلا{ ذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر}، ودعاه تعالى إلى مجادلة المشركين والكفار بالتي هي أحسن. وقال سبحانه وتعالى مذكرا نبيه بجدوى هذا المنهج{ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك}. الآن حين يأتي من يدعي الإيمان والتقوى والصلاح ويزرع في عقول هؤلاء الشباب أن الله تعالى يبارك قتل الأبرياء مسلمين وغير مسلمين، وترويع الآمنين في البلد الأمين ، وأن المنهج الإسلامي يقوم على تكفير المسلم إذا أختلف في الرأي والإجتهاد معك ومن ثم الحكم بردته وقتلة امتثالا لأوامر الخالق وانفاذا لأحكام الشرع الإسلامي الحنيف، فإن ثقافة مناقضة لديننا الحنيف تلقى بظلالها السوداء على عقول شبابنا ليتحيل حياتنا إلى لحظات من الانتظار القلق الهلع لهذا السيف من الترويع الذي أراد بعض المنحرفين والمرضى أن يظل مسلطا على رؤوسنا .. ولكن إلى متى؟ أعلم يقينا ويعلم غيري، ويعلم أولئك الذين يقفون خلف هؤلاء الشباب و يتدرعون ويتمترسون خلفهم إلى مدى تأثيرات هذا الفعل الخائب اليائس سيظل محدودا ، شأنه شأن أي فعل يائس ، سيحدث خدوشا في سطح حياة المستهدفين به ، ولكنه – وهذا بحساب بديهي بسيط – سيرتد على فاعليه ، وعلى القوى التي تدفعهم بـشكل مضاعف. لقد سقط برجي التجارة ولكن ظلت نيويورك قائمة. ولكن ما هو ثمن سقوط برجي التجارة ؟. لقد زالت دولة حكومة طالبان برمتها واختفى رأسها الملا محمد عمر تحت الأرض بعد أن كان على سطحها يملي أرادته ، وطوردت قيادات تنظيم القاعدة ، واعتقلت وقتلت أغلبيتها وأختفي الباقون. فأي عبث وجنون هذا ؟ ألا أن بعض من يحملون بقايا بذور التطرف و العنف والجنون لا زالوا بين ظهرانينا يرعون هذه البذور في عقول شبابنا والترويع والقتل والهدم ، ممن نطلق عليهم صفة دعاة هؤلاء هم رأس الفتنه التي يجب أن تقطع . وإلا فمن يغذي عقول هؤلاء الشباب بالتأويل المحرف للنصوص المقدسة ويغسل أدمغتهم ليجعلها أدوات متفجرة تنشر القتل والترويع والدمار؟ فهؤلاء هم الخطر الحقيقي الذي يتهدد أبنائنا ويجعل منهم قنابل مؤقتة تهدد الوطن والمواطنين والضيوف ، وينذر بتخريب العمران ، لذا فإن أذرعنا يجب أن تمتد أولا للبطش بهؤلاء ، في الوقت الذي تعمل فيه عقولنا لاستعادة الوجه الإسلامي الحقيقي الذي شوهه هؤلاء حين وضعوا على واجهة حياتنا الثقافية والفكرية مسخا أنتجتة عقول خربة وأطلقت علية اسم الإسلام الوضئ السمح ، والسلام من مسخهم براء . (0)

مشاركة :