قالت الإعلامية الدكتورة درّية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة: إن مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، تم إنشاؤه قبل نحو 70 سنة بشكل لا يمكن وصفه بالسليم أو الصحيح تمامًا، موضحة أن عدد موظفي المبنى أقل من 45 ألف موظف، والإداريون هم الأكثر في المبنى حاليًا، وكل فني يقابله ٧ إداريين، لذلك فإن العمل الإعلامي لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، ولابد من حلول للإصلاح. وتطرقت "شرف الدين"، خلال حديثها، في اللقاء الفكري الأول بالقاعة الرئيسية، مساء أمس الجمعة، وأدارته الإعلامية منى سلمان، إلى فترة توليها وزارة الإعلام، مشيرة إلى أنها تولت الوزارك في فترة حساسة جدًا، وذلك عقب زوال حكم الإخوان، في عهد الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، وقد تعرّض المبنى لأخونة شديدة في ظل حكم الجماعة، وساءت أحواله. وقالت: أول ما قمت به، دراسة المبنى، وكنت في حرب أكثر مما كنت في عمل، فقد تربيت في هذا المكان، ولكن كان هناك خفايا غير معلومة، قضيت فترة طويلة أدرس وأبحث، وضمنت هذه الدراسة في مضامين كتابية ودراسات، وأرسلتها لرئاسة الجمهورية في محاولة لإعادة هيكلة المبنى، ولم يتح الوقت لتطبيقها، كوني توليت الوزارة لمدة 12 شهرًا فقط". ورأت "شرف الدين"، أن أبرز الحلول التي تصورتها فيما يخص الإصلاحات داخل ماسبيرو خلال توليها الوزارة، لكن لم يشأ الوقت لتنفيذها، هو عزل المبنى، واستغلاله في إطلاق قناة واحدة سياسية اقتصادية رياضية ثقافية الطابع، تصبح قناة عالمية مثل قناة بي بي سي وسي إن إن وغيرها من القنوات العالمية. وتابعت: للأسف الجماهير والمشاهدين، يعكفون على مشاهدة القنوات العالمية، لأنها تقدم إعلامًا شاملًا جامعا لكل أخبار العالم. واعتبرت "شرف الدين" أن مصطلح إعلام الدولة، يُساء فهمه، في حين أن الدولة لابد وأن تمتلك إعلامًا قويا يكون الأكثر حرفية ومصداقية، يمثل الدولة ولا يعنى ذلك أن ينحاز لها، ويجب أن يتصدر، ثم يأتي بعد ذلك الإعلام الخاص. وأشارت إلى أن الدولة التي تسعى إلى السيطرة على الإعلام، لن تستطيع فعل ذلك، فقدت تغيرت قواعد اللعبة، لذلك يستوجب على الدولة أن تستوعب الإعلام ليس لصالحها، وإنما لمصلحة المواطن. وانتقدت "شرف الدين"، الوضع الإعلام الحالي، بقولها: "لا يعجبني، ونستحق إعلامًا أرقى وأفضل وأثمن من ذلك، ولابد أن يعود الإعلام كمصدر للإعلام رفيع المستوى". وتابعت: الدولة من المفترض أن تتدخل وتعيد الإعلام في مصر إلى سابق عهده، كونه يسير بشكل عشوائي، وغير منظم، يغلب عليه "الصوت العالي".
مشاركة :