دعونا نتعلم من أخطائنا

  • 4/9/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رغم تفاؤلي بنتائج ورشة العمل، التي عقدتها وزارة العمل، أول أمس الاثنين، تحت عنوان «استراتيجية التوظيف السعودية.. مسؤولية وطنية».. إلا أن ما أعلنه مدير صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، إبراهيم آل معيقل، في حفل افتتاح مؤتمر ومعرض «خطوة قبل التوظيف»، في دورته الثانية، والذي نظمته إحدى الشركات صباح الأحد الماضي، ودشنه نائب أمير منطقة الرياض، الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، من أن قرارات خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، وتوجيهاته المستمرة بتمكين الفرص الوظيفية للمرأة خلال السنوات الماضية، وما يسبقها من قرارات تأنيث، أسهمت في زيادة عدد النساء العاملات في القطاع الخاص، بقرابة 9 أضعاف، خلال ست سنوات فقط، لتصل إلى 454274 مع بداية العام 1435، بعد أن كان 51451 في العام 1429هـ، يضفي إلى التفاؤل مساحة أخرى شاسعة، ملخصها أن المرأة السعودية قادرة على التميز في العمل في قطاعات العمل المختلفة، وثبات أدائها العام، هذا عدا التحول النوعي في مجمل تفكيرها بالتحول للقطاع الخاص، وعدم التمسك التقليدي بالوظيفة الحكومية، في منهجية جديدة تستحق التأمل والتشجيع والاعتبار. صحيح أن هذا العدد الذي يقترب من نصف مليون، وفي القطاع الخاص وحده، يؤكد تغيير النظرة إلى الصورة الذهنية النمطية، عن وظائف القطاع الخاص، كما قال آل معيقل نفسه، ولكنه من جهة أخرى، يشير إلى دور هذا القطاع في استيعاب الكفاءات الوطنية خاصة النسائية تحديدا، بما يلبي احتياجاته العملية كرافد أساسي في عجلة التنمية. أعود للأهم، وهو ما يتعلق بمؤتمرات التوظيف تلك، رغم الهجوم الشرس عليها أحياناً، والاتهامات التي توجه للشركات المشاركة، بأن عروضها الوظيفية مجرد استعراض عضلات، قياساً بالنتائج الحقيقية لعملية التوظيف ذاتها، ولنا في الأرقام عبرة. فالمؤتمر الأول الذي صُمّم خصيصًا لدعم وتأهيل النساء الباحثات عن الوظائف، استقطب 17 ألف زائرة العام الماضي، وظفت منهم فعليّا 620 فقط، أي بنسبة لا تتجاوز 3.3 %، وهي نسبة متدنية للغاية، أتمنى أن نعرف أسبابها الحقيقية، وهل تتعلق بنوعية الوظائف أو المؤهلات، بالتوازي مع مدخلات ومخرجات سوق العمل. وبانتظار الأرقام والإحصائيات النهائية عن مؤتمر هذا العام، الذي شاركت فيه 83 شركة ومؤسسة أهلية، والذي قدرت التوقعات استقطابه لنحو 20 ألف زائرة.. لنعرف مدى التقدم، وحقيقة الوظائف المطروحة، ونسبة شاغليها، لنرد بوضوح على الانتقادات، ونتعلم على الأقل من أخطائنا السابقة.

مشاركة :