حلت فصائل سورية معارضة، أمس السبت، نفسها بهدف تكوين تحالف عسكري جديد باسم «هيئة تحرير الشام»، يضم جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، بقيادة المهندس أبوجابر هاشم الشيخ القيادي في حركة أحرار الشام الذي استقال منها. وأوضحت الهيئة الجديدة في بيان لها، أنه «نظرا لما تمر به الثورة السورية اليوم من مؤامرات تعصف بها واحتراب داخلي يهدد وجودها، وحرصا منا على جمع الكلمة ورص الصف، فنحن الفصائل الموقعة أدناه، نعلن عن حل كل من الفصائل التالية واندماجها اندماجا كاملا ضمن كيان جديد تحت مسمى «هيئة تحرير الشام» بقيادة المهندس أبوجابر هاشم الشيخ. ودعا التشكيل «جميع الفصائل العاملة في الساحة لإتمام هذا العقد والالتحاق بهذا الكيان؛ جمعاً للكلمة وحفظاً لمكتسبات الثورة والجهاد، ليكون هذا المشروع نواة تجمع مقدرات الثورة، وتحفظ خط سيرها، وتحقق أهدافها المنشودة بإسقاط النظام المجرم، وليعيش أهل الشام بعزة وكرامة في ظل شريعة الرحمن. سائلين المولى أن يمن علينا بالنصر والفتح المبين». من جانبه، أعلن أبو جابر، عبر حسابه على تويتر، وقف المعارك الدائرة منذ أيام بين جبهة فتح الشام «النصرة سابقا» والفصائل الإسلامية المعارضة. وشنت جبهة فتح الشام على مدى الأيام الماضية هجمات ضد فصائل معارضة أكثر اعتدالا غربي حلب وفي إدلب، ما أسفر عن طرد فصيل واحد على الأقل من الجيش السوري الحر. وقبل أيام انضمت بعض الجماعات التي تقاتل ضد جبهة فتح الشام تحت مظلة جديدة باسم «أحرار الشام». غير أن بعض الجماعات الأخرى ما زالت غير منتمية لأي من الجانبين، الأمر الذي يبرز الانقسام الشديد في صفوف المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد. اتفاق عين الفيجة وفي أطراف العاصمة، قالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام دخلت منطقة قرب دمشق تزود أغلب مناطق العاصمة بالمياه، بعد التوصل لاتفاق ينسحب بموجبه مقاتلو المعارضة. وشن النظام السوري وحلفاؤه هجوما الشهر الماضي لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة وادي بردي الخاضعة لسيطرتهم منذ عام 2012، في إطار محاولات للسيطرة على نبع رئيسي ومحطة ضخ للمياه. وجماعات المعارضة المسلحة الرئيسية في سوريا واقعة تحت ضغوط مكثفة، بعد خسارتها للسيطرة على مناطق في مدينة حلب شمال البلاد أمام قوات النظام بنهاية العام الماضي. وأصبح وادي بردي -الواقع شمال غربي دمشق- أحد أعنف ساحات المعارك في الحرب الأهلية السورية. وتسبب قطع إمدادات المياه -بما شمل أيضا تدمير أجزاء من البنية التحتية- في نقص حاد في المياه في دمشق هذا الشهر. من جانبها، قالت الهيئة الإعلامية لوادي بردي على حسابها بموقع «تويتر»، إنه «تم التوصل لاتفاق بين الثوار وقوات النظام يقضي بانسحاب الثوار من مبنى نبع الفيجة ومحيطه ودخول عدد من عناصر قوات النظام إليه». قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام بدأت في التحرك إلى داخل منطقة النبع، فيما بدأ مقاتلو المعارضة في الانسحاب. وأضاف المرصد أنه وفقا لاتفاق تم التوصل إليه بين جانب النظام وممثلين محليين، سيخرج المقاتلون المنحدرون من مناطق خارج وادي بردي بأسلحتهم الخفيفة متجهين إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وهي معقل لجماعات المعارضة المسلحة.;
مشاركة :