تحرر في الأيام الماضية ميناء المخا التاريخي للبن والبخور في غرب اليمن، والذي يبعد عن مدينة تعز 96 كلم، وجعله الانقلابيون ميناء لاستقبال الأسلحة وتهريبها على مدار سنوات عدة عوضاً عن تصدير البن المنتج الأكثر طلباً في العالم. موقع هذا الميناء (العالمي) ذو أهمية بالغة للتصدير، حيث يعود تأسيسه إلى ما قبل الإسلام وتعرض لكثير من الحروب والغزو من قبل البرتغاليين والأتراك والطليان فلم ينعم أهلها بحقهم برغد من العيش. تقدم الجيش والمقاومة بإسناد من التحالف العربي وحررها في إنجاز يعد الأبرز خلال الأشهر الماضية وبسرعة فاقت كل التوقعات، وضربة موجعة جديدة للانقلابيين في أحد أهم معاقلهم. ومن قرأ عن طريق الحرير الممتد من الصين إلى دول العالم يجد أهمية بالغة في عودة ميناء المخا للعمل مجدداً لعودة التجارة عبر طرق الحرير البرية والبحرية والمتفرعة برياً وبحرياً عبر الجزيرة العربية. هذا هو قدر ميناء المخا الذي أهمله المخلوع صالح على مدار سنوات حكمه وجعله وكراً لتهريب البشر والسلاح عوضاً من البن والمنتجات الزراعية الأخرى، أصبح مصدراً لاستيراد (الإرهاب) في المنطقة وجعل الشعب يخوض حروباً لا ناقة لهم فيها ولا جمل لأجل مشاريع توسعيه له ولإيران المصدر الأساسي للإرهاب في الشرق الأوسط. وبعد المخا تتجه الأنظار لمدينة الحديدة التي عانى أهلها التجويع والفقر والحصار الغذائي والطبي من قبل الانقلابيين ليضمنوا عدم مقاومة أهلها لمشروعهم الفاشل التوسعي فهل نشاهد خلال الأيام القادمة تقدماً نحوها وضربة جديدة من قِبل الجيش والتحالف العربي، هذا ما سنعرفه في الفترة القادمة.
مشاركة :