تنطلق بمشيئة الله تعالى الأربعاء المقبل، فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31» برعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بحضور حشد كبير من الأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم. ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام، مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة، ومؤشراً عميقاً على اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. وتعد الجنادرية مناسبة وطنية، يمتزج فيها عبق التاريخ المجيد، ونتاج الحاضر الزاهر، وتأكيداً للهوية العربية الإسلامية، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه، والحفاظ عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة. وبدأت فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، بذرة بذرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله، ورعاها حتى نمت وأثمرت، وأنتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل لتعرضها في قرية متكاملة، تقع شمال شرق العاصمة الرياض، تضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود، إضافة إلى سباق سنوي للهجن، اكتسب مع مرور الوقت ذيوعاً على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة. وتؤكد رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله-، لهذا الحدث الوطني، الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد. ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان، إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها بصفتها هدفاً من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين. ويبرز المهرجان الرسالة الحضارية للحرس الوطني، في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره. وتضم قرية الجنادرية بين جنباتها، مجمعاً لكل منطقة من مناطق المملكة، يشتمل على بيت وسوق تجاري، ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وما تشتهر به كل منطقة من المناطق من موروثها الثقافي والحضاري والعروض الشعبية. وتحتضن قرية الجنادرية أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها الخدمية لتقدم الخدمة لجمهور قرية الجنادرية أثناء افتتاح المهرجان، وتعرفهم بما تقدمه من خدمات، وتعرفهم بالكثير من الأنظمة والقوانين، التي تخدم الوطن والمواطن، حيث يمتزج الماضي بالحاضر. وتحاكي الجنادرية حياة المواطن السعودي، قديماً وتقدم نماذج لهذه الحياة البدائية من خلال نماذج مصغرة لها، مثل المزرعة، وجلب المياه عن طريق السواني، وحرث الأرض بوسائل زراعية بدائية.. وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي مثل السوق الشعبي، ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص. وتقدم فرق الفنون الشعبية بمناطق المملكة المختلفة للجمهور في قاعة العروض طوال أيام المهرجان جميع العروض الشعبية المعروفة في المملكة. ويستضيف المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان، تقدم ثقافتها وإنتاجها المادي والحضاري لزوار الجنادرية، حيث استضافت الجنادرية خلال دوراتها الثلاثين الماضية، كلاً من، تركيا، روسيا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، الصين، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ألمانيا الاتحادية، وتستضيف الجنادرية «31» جمهورية مصر العربية الشقيقة ضيف شرفها لهذا العام. ويختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً شخصية ثقافية، تكرم على مستوى الوطن نظير جهدها وما قدمته من نتاج فكري وثقافي لخدمة الإنسان، حيث كرم خلال دورات المهرجان السابقة «21» مفكراً وأديباً ومثقفاً.. هم الشيخ حمد الجاسر، محمد بن أحمد العقيلي، حسين عرب، محمد حسن فقي، يحيى بن عبدالله المعلمي، عبدالكريم الجهيمان، الشيخ عبدالله بن خميس، أحمد بن علي المبارك، محمد بن ناصر العبودي، الشيخ علي بن الشيخ حسن الجشي، عبدالله بن أحمد العبدالجبار، الدكتور حسن بن فهد الهويميل، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، الشيخ عبدالله بن إدريس، الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، الشاعر إبراهيم خفاجي، الدكتورة ثريا عبيد، سعد البورادي، عبدالله أحمد الشباط , أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.. وسيكرم المهرجان هذا العام معالي الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والأستاذة صفية بنت زقر. ونفذت اللجنة الثقافية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «306» ندوات فكرية متخصصة، و«69» محاضرة و«63» أمسية أدبية وشعرية إلى جانب العديد من ورش العمل التي تقام بالتزامن مع دورات المهرجان في مختلف جامعات مناطق المملكة. واختار المهرجان الوطني محوراً رئيساً في الدورات الخمس الأولى من انطلاقة المهرجان، هو المورث الشعبي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري في الوطن العربي، حيث أقام العديد من الندوات ومنها ندوة الأدب الشعبي والأدب الفصيح والأدب السعودي والقصة القصيرة في الجزيرة العربية.. بدايتها وتطورها، كذلك ندوة المسرح الخليجي، والندوة الثقافية الكبرى ومن عناوينها.. أهمية المورث الشعبي في الأعمال الإبداعية، والموروث الشعبي في الفنون الاحتفالية.. الفكاهة والمسرح والموسيقى والرقص، والتراث التقليدي لملابس النساء في نجد. كما تطرقت ندوات المهرجان الوطني للتراث والثقافة إلى موضوعات أكثر حساسية وقريبة من الواقع ومنها ندوات «تجربة التنمية.. ماذا بعد النفط» وفلسطين صراع حضاري والوطن العربي في خضم التحولات السياسية الجديدة ومسئولية الإعلام في تأكيد هويتنا الثقافية ومفهوم الشورى في الإسلام. وناقش المهرجان الوطني مواضيع مهمة منها، ندوة «الإسلام والغرب.. الجذور التاريخية، والخطر الإسلامي على الغرب.. بين الحقيقة والوهم، والتجربة السعودية في خدمة الإسلام، والإسلام والشرق، والاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية الدولية في الشرق ودور الإسلام فيها، والحوار العربي العربي، والحوار الإسلامي الإسلامي». واستمر المهرجان الوطني للتراث والثقافة في مناقشة موضوعات حيوية ذات بعد سياسي واجتماعي عميق، منها ندوات: التطرف والغلو.. الأسباب والعلاج، الفضائيات العربية بين النقد والتقويم، واقع الأمة.. نماذج مقارنة الاتحاد الأوروبي أنموذجاً، وسطية الإسلام، رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- للحوار والسلام وقبول الأخر، الغرب والإسلام فوبيا. كما ناقش النشاط الثقافي المصاحب للمهرجان في دوراته الماضية عدداً من المحاور من أبرزها: ندوة بعنوان «الملك عبدالله في ذاكرتهم، ندوة « الملك سلمان بن عبدالعزيز قرارات و إنجازات»، مستقبل الدولة الوطنية والتحديات المحلية والدولية، جاءت في (4 ندوات)، الصورة العربية والإسلامية في المخيلة الألمانية، العلاقات السعودية الألمانية منطلقات وآفاق، دور العلماء في البناء الفكري للشباب، موقف الدعوة الإصلاحية من التطرف والتكفير (ندوتان)، دور الأسرة في حماية وتنمية المجتمع (ثلاث ندوات)، القيم.. تأصيل ومفاهيم (ندوتان)، الرمز في الحكاية الشعبية، الفنون الإبداعية وبناء الشخصية، ندوة «الشخصية الثقافية المكرمة. وسيناقش البرنامج الثقافي في نسخة «الجنادرية 31» جملة من المحاور المختلفة ، من خلال ندواتٍ ومحاضراتٍ علمية، يتناوب في الحديث عنها خبراء ومتخصصون من مختلف دول العالم، مسلطين الضوء على قضايا إقليمية ودولية، تتعلق بالشأن الثقافي والسياسي والاقتصادي، فيما سيتولى متحدثين محليين خلال ندواتٍ أخرى قراءة مستقبل المملكة على المستوى الاقتصادي والثقافي، وفق رؤية المملكة 2030. وسيتطرق المتحدثون في هذا الحدث الثقافي إلى العلاقات العربية الأمريكية، خلال ندوة عنوانها (السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط)، فيما سيكون الشأن الإقليمي العربي حاضراً بشكلٍ موسع عبر أكثر من ندوة، يبحث فيها المشاركون جوانب ثقافية وسياسية واجتماعية منها ندوة بعنوان (مهددات النظام الإقليمي العربي)، وندوة بعنوان (الإيديولوجيا في المشهد السياسي للعالم العربي)، وندوة عنوانها (الرواية العربية المعاصرة والإيدولوجيا «شهادات»)، وندوة (الرواية العربية المعاصرة والإيدولوجيا «نقد»). وعن الندوات التي سيقرأ فيها خبراء سعوديون مستقبل المملكة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، تبرز ندوة (المملكة 2030: رؤية تستشرف المستقبل) في مقدمة هذه الندوات، فيما ستتناول الندوة الثانية في ذات الإطار موضوع (المملكة 2030: والاقتصاد الوطني)، في حين ستركز الندوة الثالثة في هذا الصدد على (الأبعاد الاجتماعية في رؤية المملكة 2030)، بينما سيحظى الإعلام السعودي بالحديث عنه في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية عبر ندوة بعنوان « مستقبل الإعلام السعودي في ضوء الثورة الرقمية». وستركز ندوتان من البرنامج الثقافي في مهرجان (الجنادرية 31) على موضوع (السعودية ومصر: تاريخ من العالقات الراسخة والمسؤولية القومية والإقليمية)، بوصف جمهورية مصر العربية ضيف شرف المهرجان لهذا العام.. وستشهد الليلتان الأولى من أيام المهرجان على مسرح القرية التراثية بالجنادرية إحياء أمسيات شعرية شعبية، يقدمها عدد من الشعراء الخليجيين، في حين ستحتضن الأندية الأدبية في الرياض والدمام وجدة 3 أمسيات أدبية عربية، يقدمها أدباء عرب تميزوا بحضورهم على الساحة الشعرية العربية عبر أعمالهم الأدبية. ويشارك في الأنشطة الثقافية المصاحبة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة سنويا أكثر من «300» مفكر وأديب ومثقف من مختلف أنحاء العالم، وشخصيات مؤثره على المستوى العالمي شارك في الدورات السابقة مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، الأمير تشالز ولي العهد البريطاني، الدكتور صموئيل هنتغتون، الدكتور جون اسبزيتو، الشيخ إبراهيم جوب، الدكتور جامد تشوي يونغ كيل، الدكتور خورشيد أحمد، المخرج مصطفى العقاد، الدكتور محمد عابد الجابري، الشيخ محفوظ نحناح، الدكتور رضوان السيد، يفجيني بريماكوف رئيس وزراء روسي سابق، الدكتور باتريك سيل، الدكتور هلموت فيشر وزير خارجية ألمانيا، الدكتور كمال الدين إحسان أوغلو، الدكتور محمد جابر الأنصاري، الشيخ محمد علي تسخيري، المستشار طارق البشري، الدكتور ألفن توفلر، عمرو موسى، جهاد الخازن، بوريس روغة سفير ألمانيا في المملكة، مصطفى النعمان، الدكتور عبدالمجيد الأنصاري، الدكتور سعيد حارب، وغيرهم المئات من خارج الوطن وداخله. وأثرى المهرجان الوطني للتراث والثقافة المكتبة العربية بما يزيد عن «361 « إصداراً في عدد من حقول التراث والثقافة والفنون والإبداع، كما أصدر ما يزيد عن «510» نشرات متنوعة تصاحب فعاليات المهرجان أثناء إقامته. ويقيم المهرجان معرضاً للفنون البصرية في كل أجنحة مناطق المملكة، حيث خصص في جناح كل منطقة حيز تعرض فيهلوحات تمثل الفنون البصرية المختلفة، تشمل الفن التشكيلي والتصوير والخط العربي وغيره. وتشارك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً.. وقد أسهم المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» خلال دوراته الثلاثين الماضية، في توحيد الرؤى الثقافية، وزيادة اللحمة الوطنية، وتقريب لهجات مناطق المملكة المختلفة، حتى أصبحت ثقافة واحدة لكل الوطن.. وأعطى زائر الجنادرية انطباعاً وتصوراً، عن ما تحتويه «الجنادرية» من كنوز وإرث ثقافي وطني ثمين. وتعد العرضة السعودية، إحدى نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وتعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتمثل تجسيداً لعزة الأمة تحت لمعان سيوف العرضة وفي وسط ميدانها ترفرف راية التوحيد، حيث يردد فيها المشاركون الكلمات الشعرية الوطنية الحماسية. ودشن المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31» تطبيق «الجنادرية على الأجهزة الحديثة، يحتوي على تعريف كامل عن مهرجان الجنادرية وخريطة توضيحية لأجنحة وأركان المهرجان، إضافة إلى ما سيقام فيه من فعاليات وأوقات الزيارة وكل ما يهم زائري وعشاق الجنادرية، بالإضافة إلى موقع الجنادرية على الشبكة العالمية على الرابط التالي.. www.janadria.org.sa. يذكر أن قرية الجنادرية ستفتح أبوابها للزوار يوم الخميس الموافق 5 / 5 / 1438هـ، من الساعة الرابعة عصراً، إلى الساعة الـ 12 ليلاً يومياً، على أن تكون الأيام الأربعة الأولى للرجال، وتخصص للعائلات بعد ذلك وحتى ختام المهرجان، كما تستقبل القرية في الفترة الصباحية من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، من يوم الخميس الخامس من شهر جمادي الأولى إلى يوم الخميس الموافق الـ 12 من شهر جمادي الأولى، طلاب المراحل التعليمية المختلفة.
مشاركة :