تحقيق: راندا جرجس يعتبر سرطان الكبد من الأنواع القليلة المنتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ويعني نمو وانتشار خلايا غير سليمة داخل الكبد المسؤول عن التصفية المتواصلة للدم المتدفق في الجسم، كما يقوم بتحويل المواد المغذية والأدوية التي يتم امتصاصها في الجهاز الهضمي إلى مواد كيميائية جاهزة للاستعمال، ولذلك فمن السهل على الخلايا السرطانية الوصول إلى الكبد، التي يتم اكتشافها عند شكوى المريض من بعض العلامات كآلام في البطن، الاصفرار، الغثيان، أعراض فشل الكبد... وغيرها، الصحة والطب تناقش أسباب الإصابة وسبل الوقاية والعلاجات الحديثة من خلال هذا التحقيق. يقول الدكتور وضاح شاكر الجودي، استشاري الجراحة العامة، أن الكبد من الغدد الصماء يتكون من غدد تفرز مواد كيماوية وبروتينية مباشرة إلى مجرى الدم عوضاً عن إفرازها عن طريق قنوات، وتتوزع هذه الغدد الصماء في كامل أنحاء الجسم، حيث تلعب إفرازاتها دوراً أساسياً في وظائف أعضاء الجسم المختلفة وفي تنظيم التوازن الكيميائي للجسم، ومن أهم الغدد الصماء في الجسم الغدة النخامية والغدة الدرقية والدرقية والغدة الكظرية والبنكرياس والغدد التناسلية والصنوبرية والزعترية، وتعمل بعض هذه الغدد كغدة صماء وغدة خارجية الإفراز وتسمى غدداً مزدوجة الوظيفة كالكبد والبنكرياس والكلية والخصية. ويضيف أن هناك عدة أسباب تساعد على الإصابة بسرطان الكبد وتشمل على عوامل وبائية وبيئية وأمراض وراثية وغيرها، ومن أهمها 1. أفلاتوكسين بي 1، مادة سامة ومضرة للكبد، وتقوم بعض أنواع الفطريات بإنتاجها، ويكون ذلك واضحاً في الأماكن التي يخزن بها الطعام بشكل غير جيد، خاصة الأرز عندما يوضع في درجة حرارة غير مناسبة، حيث تسمح هذه الظروف للفطريات بالنمو وإنتاج مادة الأفلاتوكسين كأحد أسباب الإصابة بسرطان الكبد في شرقي آسيا والدول النامية. 2. فيروس الكبد الوبائي ب، فيروس عديم الأعراض، لكنه يسبب التهاباً مزمناً للكبد، ويؤدي إلى تليف الكبد ما يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان. * فيروس الكبد الوبائي سي، يؤدي لالتهاب الكبد المزمن، وتكون الفترة الزمنية حوالي 30 سنة من دخول الفيروس إلى الجسم وحتى ظهور سرطان الكبد. * تليف الكبد، وهناك أسباب ترتبط بتليف الكبد، لكن قليلاً ما تسبب السرطان مثل التهاب الكبد بالمناعة الذاتية، التليف مجهول السبب، تراكم الدهنيات في الكبد في حالات السمنة والسكرى وضغط الدم المرتفع، التليف الصفراوي، المشروبات الكحولية، أمراض وراثية وأشهرها داء ويلسون. الأعراض عن العلامات التي تظهر وجود سرطان الكبد، يبين د.الجودي أنه ربما يكون المرض عديم الأعراض كلياً، وربما تظهر فقط في المراحل المتقدمة، وإذا وجدت تكون حادة أو مزمنة ومنها: * آلام البطن، وهو أبرز الأعراض، انتفاخ، أو يكون الألم منتشراً في كل أنحاء منطقة البطن أو في الربع الأيمن الأعلى منه. * فقدان الوزن، يفقد المريض عدة كيلوغرامات من وزنه دون اتباع حمية غذائية أو تمارين رياضية. * التعب والإرهاق الشديدين. * الضعف والوهن. * الاستسقاء، وهو تراكم السوائل في جوف البطن. * اليرقان، وهو لون أصفر في بياض العين أو الجلد وذلك بسبب تراكم مادة البيليروبين. * تضخم الكبد، وتضخم الطحال، ما يؤدي للشعور بانتفاخ البطن، الشبع المبكر وألم البطن. * وذمة الأرجل، أي تراكم السوائل في الأرجل. * الحرارة المرتفعة، والتي يشكو منها حوالي 20-50% من المرضى لسبب غير واضح. أنواع سرطان الكبد يوضح د. الجودي أن هناك بعض أنواع سرطان الكبد تتعلق بالخلايا التي ينشأ منها السرطان نفسه، وأبرزها هو سرطان الخلايا الكبدية، وهناك أنواع أخرى تشمل: * سرطان الأقنية الصفراوية. * الورم الأرومي الكبدي. * الورم البطاني الوعائي. * أنواع أخرى نادرة الحدوث. التشخيص يؤكد د. الجودي أن تشخيص سرطان الكبد لا يعد بالأمر السهل، فهو يعتمد على التاريخ الصحي للمريض والعلامات الظاهرة على الجسم خلال الفحص على الإصابة بداء كبدي مزمن ليس إلا، ولذلك فإن الأعراض والعلامات ليست بدليل على الإصابة بسرطان الكبد ومع ذلك، ويعتمد عليها الأطباء كأساس للتشخيص وإضافة إلى ذلك، يتم استخدام العديد من الاختبارات وتشتمل على فحوص مخبرية مثل تحليل أنزيمات الكبد، وظائف تخثر الدم، تعداد الدم الكامل.. وغيرها، أو اختبارات تصويرية كالتخطيط فوق الصوتي، التصوير الطبقي المحوري، التصوير بالرنين المغناطيسي. ويضيف أن هناك بعض المضاعفات التي يسببها سرطان الكبد ومنها: * فشل الكبد، حيث يصاحب ذلك أعراضاً عديدة أبرزها أعراض ضغط الدم البابي المرتفع. * نقص السكر في الدم، وذلك لأن الكبد يفقد قدرته على إنتاج السكر. * ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم، يؤدي إلى العديد من الأعراض كألم البطن والعصبية والفشل الكلوي وغيرها. * ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء. * انتشار السرطان في العديد من الأعضاء أولها الغدد اللمفاوية المجاورة للكبد، وأيضاً إلى عدة أعضاء أخرى كالعظام ما يسبب ألم العظام والنخاع العظمي. الوقاية من الإصابة ونصح د. الجودي بضرورة اتباع بعض الإرشادات للوقاية من الإصابة بسرطان الكبد ومنها:- * نمط الحياة، ويشمل عدم تناول المشروبات الكحولية، والحفاظ على وزن معقول بحيث لا يصاب المرء بالسمنة التي تؤدي إلى تليف الكبد، والانتباه إلى تناول الأدوية والتعرض للمواد الكيميائية، فالعديد منها يؤدي للإصابة بالسرطان. * التطعيمات للوقاية من التهاب فيروس الكبد الوبائي ب هي الوسيلة الأفضل، حيث ينجح التطعيم في منع الإصابة بالفيروس بأكثر من 90% من الحالات لدى جميع الفئات العمرية، إلا أن بعض الفئات تحتاج إلى تناول التطعيم مرات عدة خلال الحياة، كعاملي الأجهزة الصحية والأطباء وأصحاب ضعف جهاز المناعة. * الوقاية من فيروس الكبد الوبائي سي، حيث ينتقل الفيروس بعدة طرق، ويمكن الوقاية من العدوى به بواسطة تجنب تعاطي المخدرات وعدم استخدام إبرة مشتركة مع أشخاص آخرين، والحفاظ على نظافة الجلد. وعن التقنيات الحديثة في علاج سرطان الكبد يذكر الدكتور علي الدعمي استشاري جراحة الأورام، أن سرطان الكبد هو نمو وانتشار خلايا غير سليمة داخل الكبد، منشأه الخلايا الكبدية، وهذه الأورام قد يتم اكتشافها بالصدفة عند إجراء تصوير للبطن لسبب أو لآخر، ويتم اكتشافها عند شكوى المريض من أعراض سببها الورم ألم في البطن أو كتلة محسوسة أو اصفرار أو الغثيان أو أعراض فشل الكبد، كما أن مرض السرطان الذي ينشأ داخل الكبد يسمى سرطان الكبد الأولي، أما السرطان الذي ينتقل إلى الكبد من عضو آخر فيسمى سرطان الكبد الثانوي (النقيلي)، وتوصلت الأبحاث والتجارب العلمية الدقيقة إلى أحدث التقنيات لعلاج أورام الكبد وتوفير العناية اللازمة للمرضى الذين يعانون من هذه الأورام، ويعتمد العلاج على عوامل مهمة منها:- } حالة الكبد. } حجم وموضع وعدد العقد الورمية. } إذا ما كان السرطان انتشر إلى خارج الكبد. } عمر المريض وحالته الصحية العامة. خيارات علاجية يؤكد د. الدعمي أن هناك العديد من العلاجات المتاحة والمتوفرة في حال عدم انتشار السرطان وسلامة باقي أجزاء الكبد ومنها:- } زرع الكبد، في حالة إن لم يكن السرطان انتشر بعد، ويتم إجراء عملية زرع الكبد واستبداله بكبد سليم لدى بعض المرضى أحد الخيارات المتاحة. } الجراحة، عندما يتم اكتشاف السرطان مبكراً، وتكون بقية الأجزاء سليمة، ويكون من الممكن القيام بتدخل جراحي لاستئصال الورم من الكبد ويسمى استئصال كبد جزئي، وغالباً تكون الجراحة هو الأفضل في حالة عدم وجود تليف في الكبد، كي لا يزيد خطر المضاعفات عند الاستئصال الجراحي للكبد في المرضى المصابين بالتليف الكبدي. } العلاجات المتاحة في حال انعدام إمكانية الجراحة أو الزرع، وتشمل الجراحة القرية أو الجراحة بالبرودة، وفي هذا النوع من الجراحة يتم استعمال مسبار معدني لتجميد خلايا السرطان والقضاء عليها. } الاستئصال بالموجات اللاسلكية أو العلاج بالحرارة، تتم هذه العملية باستعمال مسبار خاص يقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية بالحرارة. } حقن الإيثانول، ويتم حقنها مباشرة داخل الورم السرطاني الكبدي للقضاء على الخلايا السرطانية. } العلاج الكيميائي، وفيه يتم استخدام العقاقير للقضاء على الخلايا السرطانية، وفي بعض الحالات يمكن حقن الأدوية الكيميائية مباشرة داخل الورم الكبدي. } العلاج بالأشعة، ويكون باستخدام الأشعة السينية عالية الطاقة للقضاء على الخلايا السرطانية. ويضيف: هناك بعض التقنيات الحديثة في طرق الاستئصال والمتوفرة من خلال الجلد ومنها: * من خلال حقن مواد كيميائية في الكبد (إيثانول أو أسيتك أسيد) أو من خلال درجات حرارة عالية باستخدام الترددات اللاسلكية، وموجات المايكرويف، والليزر والعلاج بالتبريد، من هذه يعتبر استخدام الترددات اللاسلكية. * العلاج الكيميائي العام أو المجموعي، بمعنى أنه يذهب عبر الدم لجميع أجزاء الجسم، ولا يستخدم عادة في علاج سرطان الخلايا الكبدية، على الرغم من أن العلاج الكيميائي الموضعي، وربما يستخدم بإجراء عملية يتم حقن مواد كيميائية، ويتم سد الشرايين التي تزود الكبد بمادة جيلاتينية أو مواد أخرى. * تتركز الأبحاث الآن على العلاج الجزيئي الذي يستهدف طرق نقل الإشارات داخل الخلية لأن أغلب العلاجات الكيميائية الجهازية (العامة) لا تفيد في علاج سرطان الكبد، وتم إنتاج دواء يمنع الخلايا من التكاثر ويمنع نمو الأوعية الدموية المزودة لها، ويزيد هذا العلاج من فرصة النجاة في الحالات التي يكون المرض فيها في مراحله المتقدمة. * العلاج الإشعاعي لا يستخدم عادة في علاج سرطان الخلايا الكبدية لأن الكبد لا يحتمل الأشعة، لكن حاليًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة يمكن عمل علاج إشعاعي موجه للورم، وهو الأمر الذي يقلل من جرعة الإشعاع الواصلة لباقي أجزاء الكبد. * العلاج الذي يجمع الإشعاعي مع وسائل أخرى مثل الكيميائي الموضعي والكيميائي العام أو العلاج بأدوية تستهدف الورم فقط، أفضل من العلاج بالإشعاع وحده. الغدد اللمفاوية الغدد اللمفاوية بحجم حبة البازلاء، إذ إنها تقوم بعمل جهاز المناعة بصد وحماية الجسم من الأمراض وتحارب الجراثيم، وإن سرطان الغدد اللمفاوية نمو عشوائي وسريع للخلايا يكون غير متحكم به في الغدد اللمفاوية، ويظهر هذا النوع من الأورام في جميع الأجزاء التابعة للجهاز اللمفاوي كالكبد والطحال ونخاع العظم، ومن أبرز أعراضه إرهاق عام في الجسم وارتفاع في درجة الحرارة إلى جانب التعرق الليلي، ووجود بعض الانتفاخات في الرقبة والإبط ومنطقة الحوض والبطن في بعض الأحيان.
مشاركة :