إلى متى تبقى الأسواق في فترة شهر عسل الرئيس الأمريكي الجديد؟

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ارتفاع كبير في البيانات الاقتصادية الأمريكية على خلفية الثقة القوية والاستطلاعات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، بدأت البيانات الاقتصادية بالتراجع منذ بداية الشهر الحالي ووصلت الآن إلى منطقة حيادية. فهل هذا نتيجة التحقق من الواقع أو نتيجة خيبات أمل من ارتفاع التوقعات وليس من القراءات الضعيفة؟ سؤال يحاول التقرير الأسبوعي لبنك الكويت الوطني الإجابة عليه. أما وقد دخلت أسواق الأسهم الأمريكية الآن في نطاقات غير مسبوقة، وتجاوز مؤشر داو جونز عتبة 20,000، فيرجح التقرير أن تبدأ الأسواق بالتساؤل حول هذه النظرية وأن يزداد الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الحصول على نتائج فورية ونمو قوي. وفي خضم كل ذلك، ومن أجل الوفاء بوعوده الانتخابية، وقّع الرئيس ترامب الوثيقة الرسمية لانسحاب أمريكا من الشراكة عبر المحيط الهادئ التي تضم 12 دولة، ووعد أن يعيد التفاوض في اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وبالرغم من أن الكونغرس لم يوافق على هذه الشراكة، فإن قرار ترامب بالانسحاب منها ينطوي على آثار جيوسياسية شاملة. وبدأت الأسواق تأخذ بالحسبان إجراءات ترامب في حقل التجارة العالمية والحمائية المحلية، التي أصبحت النقطة المحورية بالنسبة للمتداولين والمستثمرين. وبدأ وعد انتخابي آخر بالتبلور أيضاً هذا الأسبوع بعد أن اقترح البيت الأبيض فرض ضريبة نسبتها 20% على الواردات المكسيكية للإنفاق على الجدار. وقد استوردت أمريكا ما قيمته 21 مليار دولار من المأكولات والمشروبات من حدودها الجنوبية في 2015، لتحل ثانياً بعد كندا. وقد ينتج عن اقتراح كهذا تضخم في نطاق واسع من المنتجات الزراعية، يمكن أن يؤثر لاحقاً بشكل سلبي على الدخل المتوفر للشعب الأمريكي. مكاسب الدولار ومن ناحية الصرف الأجنبي، أنهى الدولار الأمريكي الأسبوع محتفظاً بما كسبه على نطاق واسع يومي الخميس والجمعة مقابل العملات الرئيسية بعد أن حقق المزيد من الارتفاع مقابل الجنيه الإسترليني والين الياباني. وبدأ اليورو الأسبوع عند 1.06 وبلغ أعلى مستوى له عند 1.07 على خلفية بيانات التصنيع الإيجابية. وبدأ الجنيه الإسترليني الأسبوع عند 1.23 وبلغ أعلى مستوى له عند 1.26 مع إظهار المستثمرين تفاؤلاً حيال الزيارة الأولى لتيريزا ماي لأمريكا واتفاق التجارة المحتمل بين أمريكا ونظيرتها. أعلى مستوى بدأ الين الياباني الأسبوع عند 114.35 وبلغ أدنى مستوى له منذ شهرين مقابل الدولار عند 112.49. وتراجع الين بعد أن أعلن بنك اليابان عن ارتفاع في شراء السندات الحكومية اليابانية لمدة خمس سنوات إلى عشر سنوات وساعد على خفض العائدات من أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً. وأنهى الين الأسبوع عند 115.06. وعلى صعيد السلع، لا يزال التداول بالنفط يتم ضمن نطاق ضيق نسبياً، أعلى بكثير من 50 دولار للبرميل، أي قريباً من أعلى مستوى له منذ 18 شهراً. ومن ناحية أخرى، تراجعت أسعار الذهب وسط انتعاش في أسواق الأسهم عالمياً. وبلغ مؤشر داو جونز أعلى مستوى له منذ 130 سنة بعد أن كسر عتبة 20,000. وتراجعت أسعار الذهب من 1,219 إلى 1,190 وتبقى الأسواق في فترة شهر عسل الرئيس الجديد. وفي الخلاصة، رغم انخفاض التقلبات حتى الآن، فإن قدرة الإدارة الجديدة على المواجهة على الساحة العالمية بدأت تظهر مع أول مواجهة في العلاقات التجارية الأمريكية المكسيكية. وحتى مع ارتفاع لاحق في النمو في أمريكا، من الأرجح أن يكون التقلب سمة دائمة في 2017. النمو الأمريكي يخالف التوقعات بأقل من 2% ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة معدلة سنوياً بلغت 1.9 % بعد الربع السابق الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 3.5%، مقابل متوسط التوقعات البالغ 2.2%. ومن الأرجح أن يستمر النمو في 2017 بسبب سوق العمل القوي وتفاؤل المستهلكين والشركات حيال سياسات الرئيس ترامب، رغم أن التوترات بشأن التجارة قد تخفض من هذا النمو. وهذا هو التوقع الأول من ثلاثة توقعات في هذا الربع من السنة، وسيصدر التوقعان الآخران في فبراير/شباط ومارس/آذار حين يتوفر المزيد من المعلومات، مع توقع النمو عند 2.3% في 2017 و2018.

مشاركة :