«الوطني» يطالب بتبني استراتيجية إسلامية لمواجهة الإرهاب

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: الخليج شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية برئاسة عبد العزيز الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، وعضوية مطر الشامسي، وخليفة سهيل المزروعي عضوي المجلس الوطني الاتحادي، في اجتماعات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت مؤخراً في المركز الدولي للمؤتمرات في العاصمة المالية باماكو، تحت رعاية إبراهيم أبوبكر كيتا رئيس جمهورية مالي، وحضور 40 وفداً برلمانياً يمثلون المجالس البرلمانية للدول الإسلامية الأعضاء. وطالب النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمة له ألقاها خلال فعاليات المؤتمر، بتبني استراتيجية إسلامية موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف تمتلك مواصفات البقاء والقابلية للتطبيق الفعلي، وترتكز على شروط عدة أهمها نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال والتعايش بديلاً للتعصب والتشدد والغلو ونبذ الآخر، مؤكداً أن دولة الإمارات لديها تجربة رائدة في مواجهة تلك الآفة على مختلف المستويات تحظى باحترام العالم أجمع، وتجربة فريدة أخرى في تعزيز مبادئ وقيم التسامح والتعايش السلمي في مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية. وأضاف أن دول العالم الإسلامي، في ظل التحديات والتغيرات الكبرى التي يشهدها في أمسّ الحاجة إلى تعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، تضطلع فيه منظمات العمل الإسلامي المشترك بأدوار فاعلة في بناء سياسات وخطط استراتيجية لتعزيز التعاون والتنسيق وردم الخلافات وبواعث الفرقة والشقاق بين الأمة الإسلامية. وقال: إن عالمنا الإسلامي يعيش واقعاً صعباً كثرت فيه الاضطرابات والنزاعات وتكاثرت بداخله بؤر الشر والظلام من الجماعات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف الضال، ذلك الشر الذي تربص بالبعثة الدبلوماسية الإماراتية في قندهار أفغانستان والذي أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين من بينهم خمسة دبلوماسيين من دولة الإمارات أثناء قيامهم بتنفيذ مهام إنسانية وتعليمية وتنموية لشعب مسلم شقيق، وبرغم ذلك فإن ذلك العمل الإرهابي الجبان لن يثني عزيمتنا وتمسكنا في مواصلة تقديم يد العون والمساعدة الإنسانية والإغاثية والتنموية للأشقاء في العالم الإسلامي أجمع، بل في شتى بقاع الأرض، كما نؤكد بأن تضحيات شهداء الإنسانية والحق والعدالة ستبقى أوسمة فخر على صدور أبناء وطنهم، ونبراساً يضيء طريقنا. وأضاف الزعابي: على الرغم من التطورات الإيجابية التي تشهدها القضية الفلسطينية باعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 الذي قرر مطالبة إسرائيل بأن توقف فوراً وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وقيام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو في أكتوبر بالمصادقة على قرار يؤكد أن المسجد الأقصى المبارك هو أحد المقدسات الإسلامية، وكذلك البيان الختامي الصادر عن مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط، 15 يناير، فكل تلك الإجراءات والقرارات تؤكد إدانة ورفض المجتمع الدولي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً بضرورة أن يكون للبرلمانات الإسلامية ومنظمات العمل الإسلامي المشترك دور إيجابي مادياً ومعنوياً في دعم القضية الفلسطينية. وتابع: نأمل بأن تتكلل بالنجاح الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية بما يحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وينهي معاناة شعبها جراء عمليات سفك الدماء، وتدمير للممتلكات والبنى التحتية، وعمليات التهجير والنزوح الجماعي. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلقاء كلمات لرئيس مجلس النواب العراقي رئيس الدورة الحادية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في المنظمة، ولرئيس الجمعية الوطنية في جمهورية مالي رئيس الدورة الحالية، وللأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وأكد المتحدثون في كلماتهم أهمية التعاون والاتحادي فيما بين الدول الإسلامية لتوحيد المواقف والخطاب الإسلامي حيال العديد من القضايا التي تمر بها شعوب ودول العالم الإسلامي، والتي في مقدمتها مواجهة ومكافحة الإرهاب ومسبباته. وكانت لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية إحدى اللجان الدائمة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قد وافقت على مشروع القرار الذي تقدمت به الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي بشأن تعزيز دور اتحادات ومنظمات التعاون الإسلامي في مكافحة الإرهاب وحماية الدبلوماسيين، ليكون على جدول أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في المنظمة. وأكدت الشعبة البرلمانية الإماراتية أن الجريمة الإرهابية التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية الإنسانية الإماراتية في جمهورية أفغانستان يوم 10 يناير الجاري هي اعتداء إرهابي خسيس ضد مدنيين يعملون في مهام إنسانية، ويندرج هذا الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مواطنون إماراتيون دبلوماسيون وموظفو إغاثة، أثناء أداء عملهم الإنساني في جمهورية أفغانستان الشقيقة ضمن نطاق الجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، كونه اعتداء إرهابياً على مدنيين أثناء تأدية واجبهم الإنساني والخيري. وشددت على أن إدانة هذا الهجوم الإرهابي الخسيس ستمثل تأكيد دور منظمة التعاون الإسلامي في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، وتوجه رسالة واضحة من المنظمة للمجتمع الدولي بأن العالم الإسلامي يرفض ممارسات تنظيمات الإرهاب ويدينها بشكل واضح وصريح. وأضافت أن هذه الجريمة البشعة التي هزت الضمير الإنساني تسيء للدين الإسلامي الحنيف إساءة بالغة كونها وقعت ضد مدنيين مسلمين يقومون بواجبهم الإنساني في دولة إسلامية يكافح شعبها الشقيق في مواجهة الظروف الصعبة، الأمر الذي يجعل من إدانتها التزاماً أخلاقياً ودينياً من جانبنا جميعاً. ولفتت الشعبة إلى أهمية أن يجدد مؤتمر اتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية بجميع أشكالها ومظاهرها، بما في ذلك الإرهاب الذي يستهدف ممثلي المنظمات الإنسانية والدبلوماسيين وأنها تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين ومعيقاً للاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعد الوطنية والدولية، وتأكيد أهمية دور اتحادات ومنظمات التعاون والعمل الإسلامي المشترك في تبني استراتيجيات عمل مشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف على أن تتضمن هذه الاستراتيجيات مراعاة الأبعاد التنموية والإنسانية والتعليمية والفكرية وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة. وناقشت اللجنة 35 قراراً تتناول دور البرلمانات الإسلامية في التصدي للمنظمات الإسرائيلية بشأن يهودية إسرائيل وتهويد القدس، والأوضاع في فلسطين، ومكافحة الإرهاب في جميع أشكاله، ورفض جميع أنواع العقوبات الجائرة المفروضة على أي من البلدان الإسلامية.

مشاركة :