الفجيرة.. تاريخ عريق وألق حضاري ممتد

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الفجيرة:الخليج نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية ندوة بعنوان الفجيرة.. تاريخ وعراقة، شارك فيها المؤرخ الدكتور فالح حنظل والدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، وأدارها خالد الظنحاني؛ وذلك بحضور الدكتور محمد سعيد الكندي وزير البيئة والمياه الأسبق، وخليفة خميس مطر الكعبي رئيس غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، وصابرين اليماحي رئيسة الجمعية. قال الظنحاني في مستهل الندوة نتحدث اليوم عن الفجيرة، الإمارة التي تتميز بطبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة من بحر وجبال وسهولة ووديان. وهي الإمارة ذات الأهمية الاستراتيجية والمكانة الحضارية؛ فمن الجانب الاقتصادي تعتبر الآن المحطة الثانية في العالم لإعادة تحميل ناقلات النفط، ومن الجانب السياحي؛ تعد المكان الأثير للقاصي والداني للاستمتاع بطبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة. أما الجانب الثقافي، فيتمثل في تعدد مواقعها الأثرية الأمر الذي يؤكد عمقها الحضاري والثقافي. وأكد الظنحاني أن الفجيرة كانت حاضرة في تاريخ الحضارة العربية منذ مئات السنين، ولاتزال تزخر بألقها الحضاري إلى عصرنا هذا، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة. وأشار إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أدرك أهمية الفجيرة ومكانتها المتميزة؛ فقد اعتبرها عاصمة الساحل الشرقي والنافذة الإماراتية المطلة على العالم من جهة الشرق، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وذكر أن للفجيرة مخزوناً ثرياً من الألقاب الحاذقة التي انغرست في ذاكرة الإنسان الذي توافد عليها منذ عصر الفينيقيين. ومن هذه الألقاب؛ أرض عمالقة البحار، وعروس الساحل الشرقي ورئة الإمارات وجارة الشمس، وغيرها التي تؤكد أهميتها الاستراتيجية وعراقتها التاريخية. وفي بداية مداخلته، تحدث الدكتور فالح حنظل عن الفجيرة ومكانتها التاريخية والاجتماعية والسياسية، وعلاقاتها التاريخية القديمة مع بقية الإمارات، لافتاً إلى شحّ المصادر التاريخية التي تؤرخ للمنطقة، نظراً للحساسية التاريخية الشديدة للمنطقة التي غصّت بالصراعات والحروب لبسط النفوذ على المنطقة، وهو ما حال دون توثيق التاريخ إلاّ فيما ندر، وأرجع حنظل ذلك إلى المستعمر البريطاني الذي لم يهتم بكتابة التاريخ، ذلك أغلب الوثائق البريطانية الموجودة كانت لأغراض استخباراتية. وتطرق الباحث أيضاً إلى الرابطة الدينية والقومية والوطنية التي تربط إمارة الفجيرة بشقيقاتها، مع إلقاء الضوء على طبيعة مجتمع الإمارة والثقافة والموروث الشعبي وبعض من اشتهر من رجالاتها وشخصياتها. وأوضحت الباحثة الدكتورة فاطمة الصايغ أن الفجيرة هي الإمارة الوحيدة التي لا تطل على الخليج العربي وإنما على مياه خليج عمان. وطول سواحلها حوالي 70 كم من قرية أوحلة حتى دبا شمالاً، وهي واحدة من أربع وعشرين بلدة تقع على ساحل الشميلية المطل على بحر عمان. وقالت إن اسمها اشتق من جدول مائي يحمل هذا الاسم أسفل أحد جبال الإمارة الشاهقة، وهناك روايات أخرى تقول إنه من الوقت الذي انحدرت فيه العائلة الحاكمة وهو الفجر وبالتالي سميت بهذا الاسم، وإلى آخر هذه الروايات. وأشارت إلى أن الفجيرة تطورت في عهد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وأخذت مكانة متميزة؛ حيث تولى الشيخ حمد الشرقي دوره الرسمي في أول وزارة اتحادية كوزير للزراعة والثروة السمكية وكان لا يزال ولياً للعهد، وفي سبتمبر/ أيلول 1974 تولى حكم إمارة الفجيرة ليبدأ عصراً جديداً في تاريخ الإمارة. وقالت إن سموه أبدى منذ توليه فهماً عميقاً لوضع الفجيرة الجيوسياسي وتبنى من المشاريع الاستثمارية ما تحمله رؤيته من عمق وفهم للأمور، الأمر الذي جعل الفجيرة تستقطب عدداً كبيراً من المشاريع الاستثمارية والسياحية والاقتصادية والمهرجانات الثقافية والإعلامية، موضحةً أن للفجيرة مستقبلاً اقتصادياً مزدهراً خاصة مع اكتمال خط أنابيب النفط الذي يربط حقل حبشان مع ميناء الفجيرة بطول حوالي 360 كيلو متراً، كما للفجيرة مستقبلاً سياحياً مزدهراً بحكم الموارد السياحية التي تمتلكها الفجيرة.

مشاركة :