حمّلت الصحف التونسية الصادرة أمس المدرب البولندي هنري كاسبرجاك مسؤولية خروج المنتخب التونسي من دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في الجابون أول أمس السبت، وطالبت بإقالته من تدريب فريق نسور قرطاج، بعدما فشلت تونس في بلوغ نصف نهائي كأس الأمم، بعد الخسارة القاسية وغير المتوقعة التي نالها الفريق بهدفين نظيفين أمام منتخب بوركينا فاسو في المواجهة التي جرت أمس الأول، لتصبح بوركينا أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية. بذلك واصل المنتخب التونسي مسلسل الفشل منذ تتويجه بلقبه الوحيد في النسخة التي استضافتها تونس عام 2004، وتلقت خسارتها الثالثة في المواجهات المباشرة أمام بوركينا فاسو، في مقابل تعادلين وفوز. وسجل هدفي المباراة التي أقيمت في ليبرفيل، اريستيد بانسيه في الدقيقة 81 وبريجوس ناكولما (85)، وضمنا تأهل بلادهما إلى نصف النهائي لملاقاة الفائز في مباراة مصر والمغرب التي أقيمت في وقت متأخر من مساء أمس. وكانت أفضل نتيجة لبوركينا فاسو في كأس الأمم الإفريقية، بلوغ نهائي 2013 في جنوب إفريقيا حيث خسرت أمام نيجيريا صفر-1. وفي عنوانها قالت صحيفة الشروق اليومية هَزَمَنا كاسبرجاك مشيرة إلى أن اختياراته أطاحت بأحلام منتخب تونس في فك عقدة دور الثمانية التي تطارده منذ عام 2004. وقالت الصحيفة مسؤولية المدرب هنري كاسبرجاك كانت واضحة في الفشل لأنه أدخل عديد التغييرات على التشكيلة التي قدمت أداء ممتازاً في اللقاءات السابقة. وانتقد فنيون ولاعبون ومدربون سابقون بشدة قرار المدرب البولندي إبقاء الظهير الأيسر علي معلول على مقاعد البدلاء والدفع بالمدافع أيمن عبد النور ليشغل المركز بدلاً منه سعيا للحد من خطورة مهاجمي بوركينا فاسو. وأضافت الصحيفة مسؤولية المدرب كانت واضحة وجلية لأنه بعثر أوراق المنتخب وجعله غير متوازن بل جعله شبه مشلول بمجرد الاستغناء عن علي معلول وإقحام محمد علي اليعقوبي في وسط الدفاع مقابل نقل أيمن عبد النور للجهة اليسرى للدفاع. ووصفت صحيفة الصريح اليومية خسارة منتخب تونس أمام بوركينا فاسو وخروجه من دور الثمانية بأنه كابوس. وقالت: أقصت بوركينا فاسو منتخبنا من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا منهية حلم ملايين التونسيين الذين عاشوا على وقع الحلم بملحمة غذاها أداء الدور الأول لنصطدم بواقع مؤلم ساهم فيه المدرب كاسبرجاك بفلسفته الغريبة. واعتبرت الصحيفة التغيير الذي أقدم عليه المدرب بإشراك أيمن عبد النور بدلاً من علي معلول بأنه غير مبرر. من جهتها اعتبرت صحيفة الصباح اليومية فشل منتخب بلادها من جديد في تخطي دور الثمانية بأنه صدمة غير مبررة. ورأت الصحيفة أن كاسبرجاك أخطأ عندما اعتمد على أيمن عبد النور في الجهة اليسرى للدفاع بدلاً من علي معلول. من جانبه، قال كاسبرجاك (70 عاماً)، بعد المباراة: بوركينا استحقت التأهل. المنتخب التونسي لم يظهر قدراته، أنا أقر بذلك. لم نقدم أداءنا المعتاد، مشيراً إلى أن لاعبي المنتخب كانوا متعبين بعض الشيء، والجاهزية البدنية لم تكن على المستوى. من جهته، هنأ المدرب البرتغالي للمنتخب البوركينابي باولو دوارتي لاعبي فريقه، وقال: لاشك أنها كانت مباراة صعبة وحددت التفاصيل الدقيقة نتيجتها. وأشاد دوارتي بأداء منتخبه، وقال: الفريق قادر دائماً على تقديم عرض رائع، وأضاف: لا يمكن معرفة ما سيكون عليه المستقبل. نحلم بتقديم أداء أفضل من 2013. لن يكون الأمر سهلاً. المهم ألا يفقد اللاعبون تواضعهم. وفي مباراة أخرى، بلغت الكاميرون نصف نهائي البطولة بفوزها على السنغال 5-4 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في المباراة التي أقيمت في فرانسفيل. وتلتقي الكاميرون في الدور التالي الفائز من مباراة غانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الثاني من فبراير المقبل. وهي المرة السادسة التي تبلغ فيها الكاميرون الدور نصف النهائي والأولى منذ نسخة أنجولا عام 2010 عندما خسرت أمام مصر. وقد تسبب ساديو ماني مهاجم ليفربول في خروج فريقه بعد تصدي حارس الكاميرون فابريس اوندوا لمحاولته في حين سجل أبو بكر الركلة الحاسمة لفريقه الذي نجح في محاولته الخامسة. الخرزي يرفض مصافحة كاسبرجاك شهدت مباراة تونس وبوركينا فاسو واقعة مؤسفة، حينما رفض اللاعب وهبي الخرزي، مصافحة مدرب تونس هنري كاسبرجاك عقب قرار الأخير إخراجه من المباراة في الدقيقة (63). وتعليقاً على الواقعة قال كاسبرجاك: أعتقد أنها ردة فعل عادية من اللاعب؛ لأنه رأى نفسه قادراً على مواصلة اللعب. وقال: قررت تغيير الخرزي؛ لأنه كان مرهقاً، لذلك بحثت عن حلّ آخر فأقحمت مكانه حمزة لحمر. أنا أتحمل مسؤولية كل الاختيارات الفنية والتكتيكية. وكان وهبي الخرزي، أعرب عن عدم رضاه من قرار تغييره بطريقة غير لائقة، حيث رفض مصافحة كاسبرجاك رغم أن الأخير مد يده إليه، ليواصل لاعب نسور قرطاج، السير نحو مقاعد البدلاء.