جهود قطر بارزة في التصدي للتغير المناخي

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : أكد سعادة عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة سابقاً على جهود قطر في التصدي لظاهرة تغير المناخ العالمي منذ أمد طويل،.. مشيراً إلى تعزيز إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال القطري كطاقة نظيفة تتميز بالكفاءة وقلة محتوى الكربون. كما أكد العطية على ضرورة تبني توجهات مصادر الطاقة المتجددة استناداً إلى مفهوم النمو الأخضر وتنويع استخدام الطاقة.وشدد العطية على ضرورة تبني شركات الطاقة لفكرة إعادة هيكلتها متضمناً ذلك تأخير تنفيذ لبعض مشاريعها بهدف تحسين تدفقاتها النقدية في ظل دورة تذبذب أسعار المنتجات في الأسواق العالمية خلال الفترة الحالية. جاء ذلك خلال مشاركته كمتحدث رئيسي بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الألماني للشرق الأوسط الذي نَظمته جمعية الشرق الأدنى والشرق الأوسط الألمانية (NUMOV)، والذي عُقد صباح يوم الخميس الماضي بمقر الجمعية في العاصمة الألمانية برلين. وأشار العطية في كلمته التي تناولت موضوع "الطاقة، كفاءة الطاقة، والتنمية المستدامة" إلى أهمية انعقاد المؤتمر في ظل زيادة وتيرة تسارع التحولات الاقتصادية العالمية للجغرافيا السياسية في جميع أنحاء العالم حيث أثنى سعادته على جهود مُنظمي المؤتمر لتركيزهم على تناول ومناقشة برامج ورؤى بلدان منطقة الشرق الأوسط والفرص الاستثمارية المحتملة للشركات الألمانية بالمنطقة. دور حاسم وأوضح سعادته بأن الطاقة خاصة الهيدروكربونية منها قد لعبت دوراً حاسماً في العمليات التصنيعية منذ بداية القرن الماضي، حيث يُعتبر قطاع الطاقة في الحاضر والمستقبل بمثابة العمود الفقري للتنمية الاقتصادية في المنطقة مؤكداً سعادته على أهمية مواكبة هذا القطاع للتكيف بالسرعة الكافية مع تغيرات مناخ الأعمال مع الاستمرار في الابتكار والتنويع. كما أعرب سعادته عن رأيه بأنه لا يرى نهاية للعصر النفطي لعدة عقود قادمة. الطاقة المتجددة ولفت سعادته النظر إلى أهمية المُضي قُدماً لتبني التوجهات المعنية بمصادر الطاقة المتجددة في ظل توجه جميع الأنظار نحو مفهوم النمو الأخضر على أساس تنوع الطاقة المناسبة المُستخدمة في كل بلد، وكذلك الاهتمام العالمي المتزايد بكل ما يتعلق بموضوعات تغير المناخ والتنمية المُستدامة. وأشار سعادته إلى ما تشهده البلدان النامية من تطورات ولا سيما في مجالات النقل وتوليد الطاقة والتصنيع وما يتطلبه ذلك من تأمين لاحتياجات الطاقة اللازمة بشكل كبير وبدعم من النفط والغاز، في حين يرى أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وبعض الدول الأخرى تتبنى تلبية احتياجاتها من الطاقة من خلال المصادر المُتاحة لها كجزء من إستراتيجياتها المُتعلقة بالتنمية المُستدامة. أساليب مبتكرة كما أشار العطية إلى أهمية تبني تكنولوجيات متطورة وأساليب مبتكرة لمواجهة العديد من التحديات مثل تأمين الإمدادات وتغير المناخ وتلوث الهواء. ونوه سعادته إلى ما تشهده الأسواق في الآونة الأخيرة من انخفاض لأسعار السلع الأساسية نتيجة انخفاض أسعار النفط والغاز والتي ألقت بظلالها على جميع اقتصاديات الدول المُصدرة للنفط. ولفت العطية النظر إلى التحديات المُترتبة على هبوط أسعار السلع وكيفية انعكاس ذلك وتحوله إلى فرص من الممكن الاستفادة منها. أما فيما يخص ميزان العرض والطلب وتأثيره على أسعار صناعة النفط والغاز فإن العطية يرى أن هذه دورة طبيعية لتذبذب أسعار المنتجات. حيث نوه العطية إلى أننا نعيش في حالة من تخمة المعروض من النفط والغاز في الأسواق العالمية، وكذلك ارتفاع معدلات المخزون من النفط. ويرى العطية بأنه في مثل هذه الظروف يجب على شركات الطاقة أن تتبنى فكرة إعادة هيكلتها متضمناً ذلك تأخير تنفيذ لبعض مشاريعها بهدف تحسين تدفقاتها النقدية. التغير المناخي وشدد سعادة السيد العطية، على أن دولة قطر كانت ولا تزال تُساند جهود التصدي لظاهرة تغير المناخ العالمي منذ أمد طويل، وذلك من خلال تعزيز إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال كطاقة نظيفة تتميز بالكفاءة وقلة محتوى الكربون. وأبرز العطية الموقف الذي اتخذته قطر في هذا الشأن بما يضمن نمواً مستداماً لمواردها من خلال إنتاج 20% من إجمالي الطاقة كطاقة بديلة، وذلك بحلول عام 2030. وأشار سعادته إلى أن من شأن الجمع بين الطاقة الشمسية وتبني وسائل تحسين كفاءة الطاقة والإجراءات والتدابير المتعلقة بتقليل معدل المخلفات من شأنه أن يضمن ذلك تحقيق لتلك الأهداف الموضوعة، وبما يتماشى مع رؤية قطر 2030. وعَبر العطية عن إيمانه العميق بأن تلك الأهداف سوف توفر فرص أعمال مواتية لشركات الطاقة التي لديها المعرفة والدراية التقنية في هذا المجال. تطوير وابتكار واستعرض سعادته في كلمته إلى بعض الأمثلة التي تبنتها قطر في هذا المجال حيث أشار إلى وجود العديد من الاستثمارات في مجال البحث والتطوير لتعزيز نقل التكنولوجيا والابتكار مثل مشروع الشراكة الإستراتيجية ولمدة 10 سنوات بين كل من قطر للبترول، شركة شل، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة إمبريال كوليدج لندن عبر إنشاء مركز قطر لأبحاث ثاني أكسيد الكربون (QCCSRC) والذي يهدف إلى تخزين ثاني أكسيد الكربون في المكامن الصخرية الكربونية. كما أشار إلى نجاح البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" الذي تتبناه المؤسسة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) الذي أسهم في خفض معدل استهلاك الفرد من الكهرباء بمعدل 14% ومن المياه بمعدل 17%، كما نجح البرنامج كذلك في خفض معدل الانبعاثات الكربونية الضارة من خلال تحقيقه لوفورات مالية تراكمية عالية. كما أشار سعادته إلى مشروع مرفق "جيتي بويل أوف غاز" الذي يُساهم وبشكل كبير في الحد من انبعاثات الكربون من مرافق إنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات متدنية. فرص عديدة واختتم العطية كلمته بتأكيده على أنه لا تزال هناك العديد من الفرص التي من الممكن للجميع الاستفادة منها، مطالباً المشاركين بالمؤتمر بمضاعفة جهودهم الرامية إلى مواصلة التعاون مع بلدان الشرق الأوسط من خلال الانخراط في الجهود الجارية المعنية بتحويل وتنويع الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط. والجدير بالذكر، بأن جدول أعمال المؤتمر قد تضمن عدة جلسات عمل متفرقة شارك فيها بعضٌ من سفراء الجمهورية الألمانية في دول المنطقة من خلال تقديمهم لرؤى تلك البلدان، وبعضاً من أعضاء مجلس إدارة جمعية الشرق الأدنى والشرق الأوسط الألمانية (NUMOV) من خلال استعراضهم للتحديات والتطورات الاقتصادية لبعض دول الشرق الأوسط.

مشاركة :