الغدة الدرقية في جسم الإنسان تحتاج إلى اليود لإنتاج الهرمونات التي تقوم بتنظيم كل العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، وإذا لم تكن كمية اليود كافية في الغذاء فإن الجسم سوف يمد الغدة الدرقية باليود المشع -131 الذي ينتشر في البيئة المحيطة للإنسان نتيجة تلوث الغلاف الجوي . فلو نظرنا إلى الحليب لوجدنا أنه يحتوي على اليود -131 نتيجة تعرض الأبقار والماعز والنوق للأمطار الإشعاعية في الحقول، ووجود اليود -131 المشع في الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تلف الخلايا وبالتالي يقلل من القدرة الوظيفية للغدة الدرقية ويمكن أن تصاب بالسرطان. إن كثيرا من الناس قد تعرضوا لغبار اليود المشع سنة 1986م نتيجة الكارثة النووية التي حدثت لمفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا ولحماية سكان أوكرانيا من هذه العناصر المشعة الخطيرة قامت اللجان الصحية السوفيتة بإعطاء المواطنين المحتمل تعرضهم للإشعاع كميات كبيرة من اليود غير المشع وذلك لمنع إمتصاص بعض اليود المشع. إذا كان الجسم مشبعاً باليود فإنه من المرجح أن يتم إخراج العناصر المشعة وعندما يقل امتصاص الجسم له فإن القوة المدمرة لليود المشع يمكن أن تستعمل في العلاج الطبي وذلك في علاج سرطان الغدة الدرقية ويمكن استخدام اليود -131 لتدمير الأنسجة السرطانية للغدة الدرقية المتبقية بعد جراحة استئصال النسيج السرطاني وإذا تعذر إجراء جراحة إستئصال الغدة الدرقية فإن اليود يمكن استخدامه مع العلاج الإشعاعي الخارجي للغدة .
مشاركة :