باشر الهلال الأحمر القطري مؤخرا تنفيذ برنامج الشتاء الدافئ لعام 2016/2017 في أفغانستان، بهدف تخفيف المعاناة عن الكثير من الأسر الفقيرة، وتلبية احتياجاتها، ومساعدتها على مواجهة الظروف القاسية في موسم الصقيع والثلوج، حيث انتهت فرق الهلال على مدار الفترة الماضية توزيع مساعدات شتوية على 2.500 أسرة، بقيمة إجمالية قدرها 250 ألف دولار أميركي. تتضمن حزم المساعدات الشتوية التي تم توزيعها بطانيات وملابس شتوية للأطفال والكبار وأغطية بلاستيكية واقية من المطر، وفقا لمحددات ومعايير مجموعة الإيواء والمواد غير الغذائية، وقد استهدفت عمليات التوزيع المناطق الأكثر تأثرا بأجواء الشتاء القارس حيث تشتد معاناة الأسر الفقيرة والضعيفة، التي أجبرت على ترك منازلها والعيش في مناطق أخرى أكثر أمنا ولكنها تفتقر إلى أبسط متطلبات العيش الكريم، إذ يضطر كثير من هذه الأسر إلى العيش داخل الخيام والكهوف دون توافر القدر الكافي من المواد الشتوية ومتطلبات التدفئة. وقد تعاونت كوادر الهلال الأحمر القطري مع الهلال الأحمر الأفغاني في اختيار المستفيدين من بين الأسر الفقيرة والمحتاجة التي فقدت عائلها والأسر التي تضم معاقين وأيتاما وأرامل وكبار سن ممن لا عائل لهم، مع التركيز على الأسر النازحة. كذلك تم التنسيق مع السلطات المحلية في الولايات المستهدفة ممثلة في الولاة وأعضاء مجالس الشورى. جاءت هذه المساعدات الشتوية على خلفية الاتفاقية التي تم توقيعها مع الهلال الأحمر الأفغاني في شهر أكتوبر الماضي، لتبدأ على الفور التحضيرات والإجراءات اللوجستية والفنية لتنفيذ المشروع، وبعد استكمال عملية التحقق والتدقيق من كشوفات المستفيدين ومواصفات وكميات وأصناف المساعدات التي تم توريدها من قبل المورد المتعاقد معه، تم تدشين عمليات التوزيع للمساعدات الشتوية أواخر العام 2016 بولاية «قندز» التي تم استهداف 900 أسرة فيها جلهم من النازحين، تلاها البدء في التوزيع بولاية «بانجشير» لعدد 500 أسرة ما بين نازحة ومقيمة، ثم التوزيع في ولاية «باميان» لعدد 500 أسرة محتاجة تعيش في الكهوف والجروف الجبلية، وأخيرا تم توزيع المساعدات على 600 أسرة نازحة في ولاية «أورزجان». وتشمل حزمة المساعدات الشتوية لكل أسرة 4 بطانيات، و3 جاكيتات للأطفال بمقاسات متفاوتة، و2 جاكيت للكبار أحدهما نسائي والآخر رجالي، وغطاء بلاستيكي واقي من المطر. شهادات المستفيدين لقد كان لمشروع الشتاء الدافئ أبلغ الأثر في التخفيف من معاناة الكثير من الأسر الضعيفة والمشردة التي تعيش في العراء ولا ملجأ لها سوى الكهوف الباردة والجبال القاسية، ومن بينهم علياء وهي أرملة من منطقة دبللة بولاية «قندز» تعول 3 أطفال، حيث شكرت الهلال الأحمر القطري على هذه المساعدات التي ستعين أسرتها على مواجهة فصل الشتاء وخاصة الأطفال الصغار. وعبر عبدالرحيم (وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ورب أسرة مكونة من 9 أفراد منهم 7 أطفال يعيشون في منطقة حسن أباد بولاية «قندز») عن سعادته للحصول على هذه المساعدة وتقديره للهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر الأفغاني على وصولهم إلى هذه المناطق وتقديم العون للمحتاجين، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يكابد فيها الكثيرون مشقة النزوح والشتاء في ذات الوقت. ومن بين المستفيدين أيضا مريم جواد، وهي أرملة تعول 3 أطفال وتعيش في إحدى الكهوف الجبلية بمنطقة «فيتاب لغمان» القريبة من مركز ولاية «باميان»، ضمن عشرات الأسر التي تسكن مثل هذه الأماكن في هذه المنطقة التاريخية القديمة التي تحوي عشرات الكهوف المحفورة منذ آلاف السنين. وقد عبرت عن سرورها للحصول على حزمة المساعدات الشتوية وشكرت الهلال الأحمر القطري، مؤكدة أنها لأول مرة تحصل على مثل هذه المساعدات، وتمنت أن يتم منح مساعدات لجميع الأسر في هذه المنطقة، فالكل هنا محتاج ويعاني -بحسب قولها- والبرد شديد خاصة مع تساقط الثلوج. إشادة رسمية خلال مشاركته في حفل تدشين المشروع أشاد السيد طاهر ظهير محافظ ولاية «باميان» بهذه المساعدات المقدمة من دولة قطر والهلال الأحمر القطري، مقدرا هذه اللفتة الكريمة التي تلمس احتياجات الأسر الفقيرة والمحتاجة بالولاية وهي كثيرة جدا، كون ولاية باميان من أكثر ولايات أفغانستان فقرا وحرمانا بسبب شح الموارد وقلة فرص العمل، وقال: «إن هذا التدخل يأتي تعبيرا عن مشاعر الأخوة الصادقة، ونحن نتوسم من الهلال الأحمر القطري ودولة قطر الدعم المستمر خاصة في مجال التنمية داخل الولاية وفي مختلف المجالات التعليمية والصحية وغيرها، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع مستوى الفقر وحاجة الأسر في الولاية». ومن جانبه أشاد السيد علي زادة نائب الأمين العام للهلال الأحمر الأفغاني بالشراكة مع نظيره القطري والتنسيق المشترك لتنفيذ الأنشطة المختلفة ومنها هذا المشروع الذي استهدف الأسر الأكثر احتياجا من خلال توفير أصناف المساعدات الشتوية المناسبة والجيدة، مضيفا: «العدد الفعلي للأسر المحتاجة أكبر بكثير، مما يسبب ضغطا كبيرا على فروع الهلال الأحمر الأفغاني نظرا لمحدودية الإمكانيات، ولو تسنى لأحد الوصول إلى بعض المناطق في «داي كوندي» و»نورستان» سوف يبكيه حال الناس هناك وضعف مستوى معيشتهم».;
مشاركة :