عدن - الوكالات: قتل عشرات من مسلحي القاعدة إضافة إلى مدنيين وجندي أمريكي في اليمن ليل السبت الأحد في هجوم شنته قوات النخبة الأمريكية هو الأول ضد التنظيم المتطرف في هذا البلد منذ تسلم الرئيس دونالد ترامب منصبه. وأعلن الجيش الأمريكي مقتل 14 من مسلحي «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم في العالم، في الهجوم في يكلا (وسط)، بينما أفادت مصادر محلية بمقتل 41 من مسلحي التنظيم وثمانية أطفال وثماني نساء. من جهته، قال تنظيم القاعدة في بيان إن 30 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا في الهجوم الذي نفذته «أربع مروحيات قتالية»، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية خسرت جنودا بينما لم يقتل أي عنصر في التنظيم. وبحسب القيادة الوسطى الأمريكية في تامبا بفلوريدا، فقد قتل في الهجوم في محافظة البيضاء وسط اليمن جندي واحد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، قبل أن يصاب جندي رابع في عملية «هبوط صعبة» لمروحية. وصرح الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة الوسطى الأمريكية: «يحزننا جدا خسارة أحد عناصر قواتنا الخاصة»، مضيفا: «إن التضحيات كبيرة جدا في قتالنا ضد الإرهابيين الذين يهددون الأبرياء في جميع أنحاء العالم». وقال مسؤولون عسكريون إنه لن يتم كشف اسم الجندي القتيل إلى حين إبلاغ أسرته. وتحدث شهود عن سقوط مروحية «أباتشي» في منطقة سهول القريبة من يكلا، فيما ذكرت القيادة الوسطى الأمريكية أن المروحية لم تتمكن من الإقلاع مجددا بعد هبوطها، ولذا فقد جرى تدميرها «بشكل مقصود». وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات الأمريكية لم تحتجز أسرى خلال العملية. من جهته، قال مسؤول يمني إن طائرات من دون طيار ومروحيات «أباتشي» وجهت ضربات إلى مجموعة من المنازل التابعة لثلاثة زعماء قبليين على صلة بتنظيم القاعدة في يكلا ليل السبت الأحد. وتخضع يكلا لسيطرة مجموعات قبلية محلية، علما أن المتمردين الحوثيين يبسطون سيطرتهم على أغلب مناطق محافظة البيضاء. وأوضح المسؤول أن الهجوم استهدف مدرسة ومسجدا ومنشأة طبية يستخدمها المسلحون الجهاديون، وأدى إلى مقتل 41 من هؤلاء المسلحين و16 مدنيا هم ثماني نساء وثمانية أطفال. وأعلن أحد أفراد عائلة الأمريكي اليمني أنور العولقي الذي قتل في غارة أمريكية في عام 2011 أن ابنة الإمام المتشدد قتلت في الهجوم. وقال المصدر إن «نورة، ابنة أنور العولقي والبالغة من العمر ثمانية أعوام، قتلت في الهجوم في يكلا حيث كانت تعيش في منزل خالها» وهو أحد أفراد عائلة الذهب. وأنور العولقي، أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة، قتل في غارة أمريكية نهاية سبتمبر 2011 بين منطقتي مأرب والجوف الواقعتين شرق وشمال العاصمة صنعاء. وبعد نحو أسبوعين قتل عبدالرحمن العولقي، أحد أبناء الإمام المتشدد، في غارات في قرية عزان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن. في موازاة ذلك، تحدثت مصادر قبلية عن وجود مقاتلين سعوديين ومصريين بين قتلى التنظيم الجهادي في هجوم يكلا، وعن عملية إنزال أمريكية لقوات كوماندوس في الهجوم. وأكد المسؤول المحلي والمصادر القبلية أن الزعماء القبليين الثلاثة قتلوا في الهجوم الذي استخدمت فيه أيضا صواريخ جو-أرض، وهم عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان الذهب وسيف الجوفي. وقتل في السابق شقيقان لعبدالرؤوف وسلطان الذهب كانا أيضا على صلة بتنظيم القاعدة في غارات نفذتها طائرات من دون طيار. وذكر المسؤول من جهته أن قائد مجموعات تنظيم القاعدة في المنطقة ويدعى أبو برزان قتل أيضا في الهجوم. وأوضح مصدر قبلي أن الهجوم استمر نحو 45 دقيقة وتخللته مواجهة مع عناصر التنظيم المسلح الذين «قاوموا الهجوم الأمريكي عبر إطلاق النيران من أسلحتهم الرشاشة». وبحسب سكان في المنطقة، يدير تنظيم القاعدة معسكرين في يكلا، وهي منطقة جبلية يصعب الوصول إليها وتقع على مقربة من رداع التي تعتبر ملاذا للجهاديين منذ سنوات. والهجوم في يكلا هو الأول ضد تنظيم القاعدة منذ تسلم ترامب الرئاسة في 20 يناير، وكان الرئيس السابق باراك أوباما قد كثف استخدام الضربات بطائرات من دون طيار في اليمن وفي دول أخرى بينها أفغانستان ضد أهداف جهادية. وقالت السلطات العسكرية الأمريكية إن العملية أثمرت الحصول على معلومات «من المرجح أن تقدم لنا نظرة عن مخططات إرهابية مستقبلية».
مشاركة :