عقاران جديدان يطيلان عمر مصابي سرطان الدم

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

العقاران فيدازا وداكوجين يساعدان في تحسين فرص مداواة المصابين بأحد أشكال مرض ابيضاض الدم اللوكيميا. العرب [نُشرفي2017/01/30، العدد: 10528، ص(17)] فرص جديدة وإمكانيات علاجية تنطوي على فرص نجاح كبيرة هايدلبرغ (ألمانيا) - أحيا اكتشاف دواء جديد ضد السرطان في مايو 2014 آمالا كبيرة لدى الكثير من العلماء، وذلك عندما اعترفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي إيه” بعقار فيدازا (المادة الفعالة أزاسيتيدين) لعلاج متلازمة خلل التنسج النقوي، وهي مجموعة من الأمراض التي لا ينتج فيها نخاع العظم كمية كافية من خلايا الدم الطبيعية. ويعتبر هذا الخلل المزمن نوعا من سرطان الدم أو اللوكيميا. وتلا ذلك منح ترخيص لمستحضر داكوجين (المادة الفعالة ديستابين) عام 2016 في الولايات المتحدة وهو مشابه كثيرا لعقار فيدازا. ثم سلك الاتحاد الأوروبي بعد فترة قصيرة نفس مسلك الولايات المتحدة. ولم يكن حماس الكثير من الأطباء المتخصصين في علاج السرطان للعقار الجديد، كونه أول علاج لخلل التنسج النقوي بحسب ما أعلنت الوكالة الأميركية للغذاء والدواء، كبيرا بقدر ما كان بسبب تعليق هؤلاء الأطباء آمالا عريضة على الآلية التي أكسبت هذا العقار فعاليته. وذلك لأن دواء فيدازا كان أول عقار يظهر فاعليته ضد الخلايا السرطانية من خلال تأثيره على السمات الوراثية بفعل عوامل خارجية وبيئية. وبدأ العلماء يأملون في أن يكون هذا المبدأ بمثابة نجاح علمي جديد يؤذن بتوفير فرص جديدة وإمكانيات علاجية تنطوي على فرص نجاح كبيرة، والتوسع في الطرق العلاجية الحالية، مثل الجراحات والعلاج الإشعاعي والكيميائي للأورام. ولفهم ذلك، فمن المهم في ضوء اليوم العالمي لعلاج السرطان في الرابع من فبراير المقبل، إلقاء نظرة دقيقة على أسباب نشأة الأورام بفعل عمليات داخل جزيْئات الخلية، حيث تنشأ الكثير من أنواع السرطان بسبب حدوث تحور أو طفرات تطور تتسبب في تغيير ترتيب المكونات الأربعة للحمض النووي. ويمكن لهذه التحورات أن تجعل أحد الجينات لا يستطيع القيام بمهمته الأصلية. وذلك ما يؤدي إلى تأثير كارثي عندما يصيب هذا التحور جينا وظيفته منع السرطان مثل “جين بي 53” الكابح للورم. ولكن حتى وإن لم يتغير ترتيب مكونات الحمض النووي، فإن الجينات يمكن أن تفقد وظيفتها الأصلية، وذلك لأسباب منها تغير مكونات الحمض النووي كيميائيا، وهو الذي يسميه الباحثون تأثيرات تخلقية، أي تأثيرات غير وراثية من خارج الجسم تتسبب في تغير سمات الجينات ووظائفها. وعن ذلك، يقول كريستوف بلاس، رئيس قسم علوم التخلق في المركز الألماني لأبحاث السرطان في مدينة هايدلبرغ، “تحدث تغيرات تَخَلُقِية في كل ورم”، مشيرا إلى أن العلماء أصبحوا يعلمون الكثير عن الآليات التي تغير وظيفة الحمض النووي، وأن أهم هذه الآليات هي ما يسمّى بـ”مثيلة الحمض النووي الريبوزي المنقوص من الأكسجين التي يستهدفها عقار فيدازا وعقار داكوجين”. وتتوقف وظيفة الجينات خلال هذه الآلية بسبب تراكم مجموعة “الميثيل تشي 3” على الحمض النووي. ويمكن من خلال حل هذه المجموعة، أي نزع الميثيل، عكس مسار هذه العملية. وفي الحالتين، فإن ترتيب بناء الجينات يظل بلا تغيير. ويستطيع العقاران فيدازا وداكوجين تثبيط تراكم مجموعات المثيل على الحمض النووي، وبذلك يمنع حدوث مثيلة الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين. وتبدو إعادة تنشيط جينات مثل “بي 53” بهذه الطريقة وكأنها الأمثل لمكافحة الأورام الخبيثة. ويساعد هذان العقاران في تحسين فرص مداواة المرضى المصابين بأحد أشكال مرض ابيضاض الدم، أو ما يعبر عنه بـ”اللوكيميا”. فيتسبب استخدام عقار فيدازا، وفقا لإحدى الدراسات، في إطالة عمر 51 بالمئة من كبار السن من المرضى المصابين بمتلازمة خلل التنسج النقوي، بواقع عامين على الأقل، في حين أن العلاج التقليدي أطال عمر 26 بالمئة منهم فقط. غير أن هذه الأدوية، التي تختلف آثارها الجانبية باختلاف المادة الفعالة، لا تستطيع مداواة المرض وحدها، مما يضطر المرضى للاستمرار في تعاطيها أو البدء في تعاطي دواء آخر، عاجلا أم آجلا. :: اقرأ أيضاً ما بين إظهار الرجولة والاستقلالية يلجأ التلاميذ إلى التدخين الطفل يتعرف على ملامح وجه أمه في شهره الرابع تجميد الدهون أحدث تقنيات التجميل استمرار برودة الأطراف وتورمها ينذر بالإصابة بفقر الدم

مشاركة :