شرح الباحث الدكتور فتحي حجازي، أهمية كتاب الإمام أبوحامد الغزالي "إحياء علوم الدين"، قائلًا: إنه أشهر آثار الإمام الراحل عام ٥٠٥ هـ، مشيرًا إلى قول صاحب كتاب "كشف الظنون" عن الكتاب "من أجل كتب المواعظ، وأعظمها، حتى قيل فيه: "إنه لو ذهبت كتب الإسلام، وبقي الإحياء أغنى عما ذهب". جاء ذلك ضمن الندوة التي أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، لمناقشة كتاب الإمام الغزالي "إحياء علوم الدين"، والتي شارك فيها الدكتور، فتحي حجازي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، والباحث طارق أبو هشيمة، وأدارها الباحث هاني الضو. وأوضح حجازي أن الغزالي بنى كتابه على 4 أقسام، كل ربع مقّسم إلى عشرة كتب، على النحو الآتي: ربع العبادات، ربع العادات، ربع المهلكات، ربع المنجيات، وذكر مواضيع شتى في تلك المباحث، منها: العلم، آداب الأكل، شرح عجائب القلب، التوبة، قواعد العقائد، آداب النكاح، رياضة النفس، تهذيب الأخلاق، الصبر والشكر، أسرار الطهارة، آداب الكسب والمعاش، آفة الشهوتين، الخوف والرجاء.. وغيرها. وأضاف أن كتاب الغزالي من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام، جمع فيه بين ظواهر الأحكام، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفهام، لم يقتصر فيه على مجرد الفروع والمسائل، ولم يتبحر في اللجة بحيث يتعذر الرجوع إلى الساحل، بل مزج فيه علمي الظاهر والباطن، وبين معانيها في أحسن المواطن، وسبك فيه نفائس اللفظ وضبطه، وسلك فيه من النمط أوسطه، مقتديًا بقول علي كرم الله وجهه: خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي، كما قال النووي: كاد الإحياء أن يكون قرآنًا. وتابع: من أراد طريق الله وطريق رسول الله وطريق العارفين بالله وطريق العلماء بالله أهل الظاهر والباطن، فعليه بمطالعة كتب الغزالي خصوصًا "إحياء علوم الدين" فهو البحر المحيط. واحتوى كتاب الإحياء على كثير من الشِّعر، وقد جمعه صالح الشاعر في كتاب "المختارات الشعرية لأبي حامد الغزالي من كتاب إحياء علوم الدين". وعبر الغزالي عن قيمة في قوله: "القلوب وإن كانت محترقةً في حبِّ الله فإنَّ البيت الغريب يهيّج منها ما لا تهيج تلاوة القرآن، وذلك لوزن الشِّعر ومشاكلته للطِّباع، ولكونه مشاكلًا للطَّبع اقتدر البَشَر على نظم الشِّعر، وأمَّا القرآن فنظمه خارجٌ عن أساليب الكلام ومنهاجه، وهو لذلك معجزٌ لا يدخل في قوَّة البشر؛ لعدم مشاكلته لطبعه- بحسب حجازي. من جهته حذر الباحث طارق أبو هشيمة، من قراءة كتب التراث من قبل الأجيال الحالية بدون العلماء، حتى لا يفهم ظاهر النص دون هدفه الحقيقي، مايؤدي إلى تبني هؤلاء الشباب لفكر متطرف يكفر هذا ويخلع على ذاك صفة الإيمان.
مشاركة :