استجواب وزير الإعلام والشباب... وماذا بعده؟ - مقالات

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخبر: يناقش مجلس الامة اليوم الاستجواب المقدم من بعض الاعضاء الى معالي وزير الاعلام والشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح حول عدد القضايا وعلى رأسها الايقاف الرياضي للكويت في المحافل الدولية و«عدد من المخالفات» في وزارة الاعلام. التعليق: لم يمض على بداية اعمال المجلس شهران تقريباً ومع دعوة سمو الامير للنواب بإعطاء الحكومة والوزراء، الوقت لانجاز خططهم... ورغم قرار مجلس الامة بإعطاء الحكومة مهلة شهرين لمعالجة ايقاف الرياضة دولياً، بعد الجلسة الخاصة التي تم عقدها لمناقشة الوضع الرياضي في البلاد... ورغم ذلك كله، اشهر بعض النواب سيف الاستجواب ضاربين بعرض الحائط كل ما تم الاتفاق عليه بين المجلس والحكومة. ومع قناعتنا بحق النواب في تفعيل الادوات الدستورية للرقابة على الاداء الحكومي، إلا اننا نشعر بالإحباط وللأسف الشديد من هذه الخطوة المستعجلة من النواب. ومع احترامنا لهم وتقديرنا لنواياهم من طلب الاستجواب، الا ان هذ الخطوة كشفت عن ادخالهم الرياضة في سلم التصفيات السياسية بين الاقطاب المتصارعة في الساحة ولا يوجد أي مبرر لهذا الاستعجال من طرفهم في تقديم طلب الاستجواب في نفس الوقت الذي اخذ المجلس قراراً بإعطاء الحكومة مهلة الشهرين. ماذا يريد هؤلاء النواب من الاستعجال في تقديم طلب الاستجواب؟ وما هي النتيجة التي يودون الوصول لها لو سلمنا جدلاً بتنحي الوزير عن منصبه؟ الرأي العام بدأ في تصديق مقولة رغبة الاعضاء في الدخول كطرف بين قطبي النزاع الرياضي والتحرك لمصلحة طرف ضد اخر بشكل يخدم اجندات البعض من اطراف الصراع... والا ما هي مصلحة الاستجواب في رفع قرار الايقاف الدولي للرياضة الكويتية؟ والكل يعلم ان العمل المخلص الجاد تحت مظلة واحدة، بداية من السلطتين التشريعية والتنفيذية والهيئات الرياضية، هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة الخانقة التي تمر بها الرياضة الكويتية. ومع تقديرنا لاهمية الحركة الرياضية للشعب الكويتي، الا ان المجتمع لديه اولويات تفوق هذا الملف، مثل التركيبة السكانية والمشكلة الاسكانيه والملف الاقتصادي والوضع المالي وملفات اخرى تتعلق بالتعليم والامن وغيرها... لماذا «يعبث» بعض اعضاء المجلس في وقت وأولويات الشعب؟ هل بوصلة الاهتمامات تحولت لديهم من الشعب الكويتي إلى اطراف النزاع في الوسط الرياضي وجاء الوقت لتصفية هذه الحسابات تحت قبة البرلمان؟ ما هو الاولى بمناقشته قبل هذا الاستجواب يا حضرة الاعضاء المستجوبين؟ أليس الفساد الذي يسري في عروق الوزارات والهيئات الحكومية والمال العام وخلل التركيبه السكانية وتبعاته الامنية والاجتماعية والمدد الزمنية الطويلة التي يحتاجها الشاب للحصول على بيت العمر وتطوير منظومة التعليم العام والجامعي والارتقاء بجودة مخرجاتها من الشباب... أليست هذه القضايا من ضمن اولوياتكم ام ان الرياضة اصبحت اليوم وبقدرة قادر هي الاهم؟. وما يثير الريبة والشك، ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من الحصول على موافقة 10 اعضاء لطلب طرح الثقة في الوزير، قبل مناقشة الاستجواب وسماع وجهة نظر الوزير في محاور الاستجواب؟ ان دور المجلس اليوم هو تحديد اولويات القضايا التي يجب مناقشتها والحفاظ علي وقت المجلس من رياح القضايا التي تطرأ على الساحة، نتيجة لخلل في اداء الجهاز الحكومي والفشل في تحقيق الاهداف، حسب خطة الدولة. فالشعب الذي اعطاكم صوته لا يريدكم ان تضيّعوا فرصة الاصلاح والقضاء على الفساد وتحقيق تطلعات الشعب وشبابه وآماله وطموحاته بعيدا عن طموحات بعض الاعضاء لتسجيل مواقف بطولية تدغدغ الشارع لتسجيل انتصارات وهمية على حساب القضايا المهمة للشعب. اتمنى على اعضاء المجلس اليوم، ان يكونوا على مستوى المسؤولية السياسية وان يحاكموا من هو المتسبب الرئيسي في قرار ايقاف الرياضة الكويتية في الخارج؟ فخيوط القرار تمت حياكته في أروقة اللجنة الاولمبية الدولية والكل يعلم من هو وراء هذا الايقاف... لا تهمنا الاسماء ولا الألقاب، انها أزمة أخلاق وانتماء إلى هذه الارض وإلى سمعة بلادي في المحافل الدولية... اطالب بمحاكمة المتسبب ايا كان... ولن يرحم التاريخ من فضّل مصلحته الشخصية على وطنه وشعبه وأرضه. Jasem52@yahoo.com

مشاركة :