صنعاءعدن:الخليج فرض قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بحظر دخول رعايا سبع دول من ضمنها اليمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية تداعيات إنسانية ونفسية واقتصادية متفاوتة اختزلتها حالة من الرفض والاستنكار عبر عنها الكثير من اليمنيين المتضررين من القرار الغير مسبوق والمثير للجدل والصخب. واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في العلاقات الدولية الدكتور عبد السلام أحمد طربوش في تصريح لالخليج أن قرار ترامب بحظر دخول رعايا سبع دول منها اليمن إلى الولايات المتحدة وان حدد بحسب مضمون القرار سقفاً زمنياً ابتدائياً قدر ب 90 يوما إلا أن كافة المعطيات تؤكد أن سيتم فرض تعقيدات غير مسبوقة علی سفر رعايا الدول السبع إلى الولايات المتحدة. أشار الدكتور طربوش إلى أن القرار أثر بشكل مباشر في حياة الكثير من اليمنيين الذين كانوا بصدد السفر للولايات المتحدة للدراسة أو العمل أو لزيارة أقارب إلى جانب أن هناك العديد من اليمنيين المقيمين في أمريكا تسبب القرار، في إرباكات شديدة لهم حيث كان بعضهم يخطط لإدخال عائلاتهم والبعض استكمل فعليا الإجراءات القانونية المطلوبة لدخول أسرهم لكن قرار ترامب بدد مثل هذه الطموحات والخطط المشروعة. من جهته عبر مسؤول حكومي يمني رفيع فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح ل الخليج عن انزعاج الحكومة اليمنية الشديد من قرار الرئيس الأمريكي كونه صنف اليمن كدولة تمثل حاضنة للمتطرفين والإرهابيين من خلال إدراج حاملي الجوازات اليمنية ضمن المحظورين من دخول الولايات المتحدة. ولفت إلى أنه خلال الساعات الماضية، فقط، حتى يوم السبت الماضي، منع ستة يمنيين من التوجه للولايات المتحدة من قبل سلطات مطارات عربية رغم امتلاكهم ل تأشيرات، لاتزال فترة صلاحيتها قائمة. وكشف المسؤول الحكومي عن مناشدات توجه بها مغتربون يمنيون مقيمون في الولايات المتحدة للسفارة اليمنية بواشنطن والقنصلية بنيويورك لمساعدتهم في حل مشاكل طارئة تتمثل أغلبها في منع أقارب لهم من دخول الولايات المتحدة بالرغم من استكمال الإجراءات القانونية التي تسمح بدخولهم. رحلة عناء انتهت بصدمة فرض إغلاق مقر السفارة الأمريكية بصنعاء على الشاب اليمني عبد الصمد أحمد ياسين خيارا اضطراريا بالتوجه إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية لاستخراج تأشيرة زيارة لدخول الولايات المتحدة من المقر المؤقت للسفارة تمكنه من التبرع بإحدى كليتيه لإنقاذ حياة والده، الذي يعاني فشلاً كلوياً والمقيم في ولاية ميتشجن الأمريكية. تمكن الشاب اليمني من الحصول علی التأشيرة لكنه فضل التوجه إلى مكة لأداء العمرة والدعاء في الحرم المكي لوالده بالشفاء وبأن تكلل العملية الجراحية الملحة بالنجاح قبيل أن يعود إلی جدة لحجز تذكرة سفر إلى الولايات المتحدة ليتفاجأ بصدور قرار الرئيس الأمريكي ترامب بمنع دخول رعايا سبع دول منها اليمن إلى الولايات المتحدة الأمر الذي، تسبب له بصدمة نفسية. ووصف ياسين في تصريح لالخليج قرار الرئيس الأمريكي بأنه مجحف، مشيرا الی أن أحد أقاربه المقيم في أمريكا بادر إلى التبرع بإحدى كليتيه لوالده بعد استشعاره صعوبة تمكنه من الدخول للولايات المتحدة عقب صدور قرار ترامب. وقال: لو لم يتبرع قريبي بإحدى كليتيه لوالدي، لفارق الحياة بسبب قرار، بجرة قلم وقعه الرئيس الأمريكي حال دون تمكني من السفر. قرار غير مسؤول من جهته اعتبر عضو جمعية الصداقة اليمنية الأمريكية بصنعاء الدكتور أحمد ناصر عبدالله الربيع في تصريح لالخليج أن قرار ترامب سيترتب عنه تداعيات مؤثرة ليس فقط علی رعايا الدول السبع المحددة بالحظر، ولكن علی الولايات المتحدة نفسها التي ستعاني حالة عزلة غير مسبوقة في تاريخها الحديث وهو من سينعكس في تقلص نفوذها وحضورها المفترض كقائدة للعالم. وقال الدكتور الربيع تميزت أمريكا علی مدی عقود طويلة بكونها مجتمع ترتكز ثقافته علی تعدد العرقيات وعزز هذه الثقافة تشجيع الإدارات الأمريكية المتعاقبة لاستقطاب مهاجرين جدد لإثراء المكونات المجتمعية الداخلية، لكن قرار ترامب الأخير والمثير للجدل يتقاطع كليا مع هذه التوجهات وسيسهم بشكل فاعل في عزل أمريكا وتدشين سنوات قادمة من انحسار، النفوذ، والحضور الاعتباري لأمريكا. واعتبر الخبير القانوني اليمني الدكتور أحمد عبد السلام الحاتمي في تصريح ل الخليج أن قرار ترامب يعد سابقة في التاريخ الأمريكي، معتبرا أن القرار يمكن تقديم دفوع للمحاكم الأمريكية لإسقاط هذا القرار كونه قرارا رئاسيا تنفيذيا قابلا للإلغاء بحكم قضائي. وأشار إلى أن المتضررين من القرار يمكن لهم رفع قضايا للمطالبة بإلغائه، وهذا يستدعي رفع قضايا من الداخل الأمريكي وليس عبر المحاكم في الدول الأخرى. ثقة بالشعب الأمريكي وقوانينه بدا المهاجر اليمني علي طاهر، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، مطمئنا حيال قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بشأن منع دخول مواطني سبع دول أغلب سكانها مسلمون، من بينها اليمن، فهو يركن إلى الشعب الأمريكي، الذي وصفه بالعظيم، وقوانينه الدستورية صاغها عظماء ونقل عن بروفيسورة أمريكية تعرفه قولها: سنحميكم بأجسادنا... وأضاف يستطيع الأمريكيون أن يجرجروا في دقائق إلى المحاكم الدولية من هم فعلا سبب الخراب والإرهاب ودعوات الموت: المخلوع صالح وزمرته، الذي قاد إلى كل هذه الكوارث؛ ومعتوه صعدة الذي نقل الصرخة الخمينية النازية إلى اليمن، ورمى بأطفالها في جبهات الموت وهو مختف في كهوف مران؛ الزنداني وغيره من الظلاميين وجامعة الإيمان النتنة، الذين كانوا دوما وراء القاعدة وتغذية الإرهاب. جنوح نحو العنصرية والعنجهية والتمرد أما الكاتب اليمني د. عيدروس نصر ناصر وهو عضو في مجلس النواب اليمني فيقول: دونالد ترامب تميز منذ اليوم الأول لإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية وجاءت شعاراته الفجة منذ اليوم الأول لتؤكد ليس فقط مغازلته للفئات الواسعة من الناخبين الأمريكيين الساخطين من فشل السياسات الديمقراطية على مدى ثماني سنوات، بل ليطرح نمطا جديدا من التخاطب مع الناخبين يتمثل في الانفلات من القيود الحزبية والبروتوكولات السياسية واستدعاء المفردات العنصرية التي لها حضورٌ قويٌ لدى قطاعات واسعة من الناخبين (الجدد منهم على وجه الخصوص). وقد رفعت منظمات مدنية أميركية دعاوى قضائية ضد قرار ترامب بمنع دخول رعايا سبع دول مسلمة، في حين قررت منظمة تمثل مسلمي الولايات المتحدة رفع دعوى مماثلة. وقدم الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وجمعيات حقوقية أخرى في اليوم التالي لصدور القرار دعوى أمام محكمة في نيويورك ضد ترامب ووزارة الأمن الداخلي، وطالبت الدعوى خصوصا بالإفراج عن مواطنين عراقيين اعتقلا مساء الجمعة، تطبيقا للأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي بمنع دخول رعايا من سوريا والعراق والسودان وإيران واليمن وليبيا والصومال.
مشاركة :