أشاد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بتوجيهات القيادة الرشيدة في المحافظة على تراث الآباء والأجداد والعادات والتقاليد الخليجية والعربية الأصيلة وحرصها الدائم على صون التراث ومنع اندثاره. وثمن سموه الجهود المبذولة في مشروع محمية المرزوم للصيد من أجل المحافظة على الأصالة والهوية الثقافية والرياضية لأبناء المنطقة والعمل على استدامة البيئة المحلية بما تحويه من حياة برية طبيعية ونقلها للأجيال المقبلة وتعريف الزائرين بتراث الآباء والأجداد. جاء ذلك خلال جولته التفقدية لمحمية المرزوم للصيد بالمنطقة الغربية والتي اطلع خلالها على مرافقها ومستوى الخدمات المقدمة للزوار من عشاق الصيد والتراث والبيئة. رافق سموه خلال الزيارة، سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ نهيان بن حمدان بن محمد آل نهيان واللواء فارس بن خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ومحمد حمد بن عزان المزروعي وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وسلطان بن خلفان الرميثي مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وعيسى حمد بوشهاب مستشار هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعتيق خميس المزروعي مدير بلدية المنطقة الغربية بالإنابة. وشملت جولة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، زيارة مخيمات الضيوف والمخيمات العائلية المجهزة بكل ما يلزم من احتياجات ضرورية خلال فترة الإقامة. كما تجول سموه في منطقة استقبال الصقارين واطلع على الخدمات المقدمة للهواة والمحترفين وتعرف على التجهيزات والمرافق التي يوفرها المشروع وزار الصيادين في المحمية، حيث شملت جولة سموه الاطلاع على برنامج رحلة الصيد التقليدي باستخدام الهجن إضافة لمشاهدة عملية صيد الظبي باستخدام السلوقي العربي، كما شارك سموه الصيادين في ممارسة الصقارة والقيام بعملية هدد بعض الصقور. واستمع سموه لشرح موجز من عبيد خلفان المزروعي مدير مشروع المحمية ومدير إدارة الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات - الجهة المشرفة على المحمية - وأحمد بن هياي المنصوري مدير المحمية حول أدوارها في تعزيز الوعي البيئي لدى مرتاديها والأنشطة المختلفة التي تقوم بها والتجهيزات المتطورة التي تتضمنها. وأشار المزروعي إلى أن محمية المرزوم تسعى لجعل أبوظبي الوجهة الأساسية والأهم على المستويين العالمي والإقليمي في مجال البيزرة والصيد المستدام بالصقور بالطرق التقليدية، إضافة إلى تقديم تجربة ثقافية فريدة للصيد التقليدي مع الحرص على استدامة الفصائل وتعزيز الوعي بالبيزرة وغيرها من التراث الإماراتي الأصيل وإكثار الحبارى وإطلاق الصقور بالبرية. وكشف عن تنظيم المحمية خلال موسم الصيد الثاني 2016 - 2017 لنحو 500 رحلة صيد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي موزعة على فترات صباحية ومسائية واستقبالها أكثر من 700 شخص من مختلف مناطق الإمارات ودول مجلس التعاون إضافة لإطلاقها أكثر من 1800 حبارى في مختلف أرجائها خلال فترات الصيد. وأوضح المزروعي أن المحمية تدعم الصيد بالصقور باعتبار الصقارة إرثاً ثقافياً مهماً وقيمة معنوية كبيرة وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، حيث تتيح المجال للصقارين لممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام وتماشياً مع قانون الصيد في إمارة أبوظبي.وتعتزم المحمية إطلاق برامج خاصة لتدريب الصقارين وتوعية الطلبة بأهمية صون التراث وتعليمهم مبادئ الصيد المستدام والسنع وإعداد القهوة العربية وركوب الهجن وكل ما يتعلق بالمحافظة على التقاليد الأصيلة. وتختلف محمية المرزوم في المنطقة الغربية عن محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم ليس فقط بالمساحة الشاسعة الممتدة لنحو 923 كيلومتراً مربعاً ولكن بتفردها في التركيز على الصقارة وفراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث لتكون الأولى عالمياً في هذا المجال. وتعتبر الصقارة من أهم الرموز التراثية للمنطقة التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد كتراث عريق فتجسد روح التعاون والصحبة الطيبة والشعور بالمغامرة والتحدي. وتتيح المحمية المجال للصقارين لممارسة الصيد الذي هو الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام ووفقاً لقانون الصيد في إمارة أبوظبي ودون تحمل عناء السفر إلى خارج الدولة. ويعد المشروع محوراً لجذب الوفود السياحية التي ستتمتع بالرفاهية بأسلوب عصري ممزوج بفنون التراث القديم. (وام)
مشاركة :