أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب اتفقا على محاولة إعادة بناء العلاقات الأميركية - الروسية والتعاون في سورية، ذلك في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تنصيب ترامب. وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مستوى ما بعد الحرب الباردة خلال فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وأوضح ترامب أنه يريد التقارب مع موسكو إذا تمكن من التفاهم مع بوتين الذي يقول أنه حريص أيضاً على تحسين العلاقات. وقال الكرملين في بيان: «أظهر الجانبان رغبة في العمل النشط والمشترك في شأن تحقيق الاستقرار وتطوير التعاون الروسي - الأميركي». وأضاف أن بوتين وترامب اتفقا على العمل على تحديد أول لقاء بينهما. وأضاف الكرملين: «تمّ الحديث بلهجة إيجابية وعملية». وتعرض موقف ترامب في شأن روسيا لانتقادات شديدة ممن يرون أنه انتخب بمساعدة وكالات الاستخبارات الروسية، الأمر الذي ينفيه ترامب. واتهمه منتقدوه أيضاً بأنه حريص جداً على التحالف مع بوتين. وبالنسبة إلى بوتين الذي يواجه احتمال إعادة انتخابه العام المقبل، فإن تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب دور موسكو في الأزمة الأوكرانية، سيمثل خطوة كبيرة. لكن الكرملين لم يذكر أن هذه الموضوع طُرح للنقاش، وأشار فقط إلى أن الزعيمين شدّدا على أهمية استعادة العلاقات التجارية والاقتصادية المتبادلة المنفعة. وقال ترامب الجمعة أنه في المراحل الأولى لدراسة رفع العقوبات، في الوقت الذي حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ومسؤولون أجانب آخرون ونواب أميركيون من أن مثل هذه الخطوة ستكون سابقة لأوانها. والنتيجة الأبرز للمكالمة الهاتفية، كما وصفها الكرملين، كانت التفاهم على العمل المشترك لمكافحة الإرهاب الدولي كأولوية وضرورة تعاون البلدين في سورية. وأعلن البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية تمثل «خطوة أولى مهمة» على طريق تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان أن «هذه المكالمة الهاتفية الإيجابية هي خطوة أولى مهمة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تحتاج لأن يتم إصلاحها». وكان الكرملين قال في بيان أعقب المكالمة، أن بوتين وترامب اتفقا على إقامة علاقات «ندية» وإعطاء «الأولوية» لمكافحة الإرهاب، وإقامة «تنسيق فعلي» ضد تنظيم «داعش» في سورية. ووفق البيان الأميركي، فإن المكالمة الهاتفية استغرقت نحو الساعة وتم التطرق خلالها إلى مسائل متنوعة «من التعاون الثنائي لدحر تنظيم داعش إلى جهود التعاون في سبيل أن يكون هناك سلام أكثر في العالم بما في ذلك في سورية». وخلص بيان البيت الإبيض إلى التشديد على أن «الرئيس ترامب والرئيس بوتين يأملان بأن يتمكن الطرفان بعد هذه المحادثة من التقدم سريعاً في مكافحة الإرهاب وفي مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك». وكان بوتين وترامب تحادثا للمرة الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد أيام على فوز ترامب بالرئاسة الأميركية واتفقا على العمل على «تطبيع» العلاقات بين البلدين. وكانت أميركا وروسيا اتفقتا على تنسيق العمليات الجوية ضمن اتفاق «قواعد الاشتباك» لتجنب التصعيد بينهما فوق أجواء سورية. ويعتقد أن الاتصال الهاتفي سيؤدي إلى توسيع التعاون، خصوصاً أن الطيران الروسي شن غارات ضد «داعش» شمال حلب وفصائل معارضة تؤيدها تركيا، بناء على معلومات وإحداثيات قدمها الجيش الأميركي. وأعلن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن إدارة ترامب، لا تدرس حالياً في شكل مكثف إقامة «مناطق آمنة» في سورية. وقال المسؤول، الذي لم يكشف اسمه، في حديث إلى وكالة «رويترز»، أن فكرة إنشاء هذه المناطق «ستتم دراستها في الوقت المناسب». وأكدت هذه التصريحات تقارير إعلامية على خلفية توقيع ترامب مرسومه في شأن الهجرة، عن تأجيل الرئيس الأيمركي تنفيذ المبادرة بإقامة مناطق آمنة في سورية التي يعصف بها نزاع مسلح منذ أكثر من 5 سنوات. وكان ترامب أعلن في 25 كانون الثاني (يناير)، أنه سيقيم مناطق آمنة في سورية لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك، حيث قال ترامب، في مقابلة تلفزيونية: «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سورية للأشخاص الفارين من العنف». لكن موسكو حذرت من عواقب ذلك. وكان مقرراً أن يوصي ترامب وزارتي الخارجية والدفاع في حكومته بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين في سورية والدول المجاورة في غضون 90 يوماً من تاريخ الأمر، يمكن فيها المواطنين السوريين النازحين انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم إلى بلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث. لكن ذلك لم يرد في قراره إزاء اللاجئين.
مشاركة :