انتقل إلى رحمة الله تعالى العم عادل بن عبدالرحمن العوجان، الأسبوع الماضي، تاركاً خلفه مسيرة طويلة من العطاء للصناعة في المملكة العربية السعودية. وترجع بدايات أسرة العوجان في النشاط التجاري إلى عام 1905م، ومن خلال تناغم فريد بين الأجيال استطاعت الأسرة تطوير السير بنجاحاتها المتنامية نحو العالمية من خلال تطوير قاعدة عمل وبنية أساسية تحتية في عالم تصنيع وتعليب وتوزيع المرطبات. تميزت أعمال العم عادل - رحمه الله- وإخوانه كأحد الأجيال الناهضة، بمبادرات ريادية غير مسبوقة على مستوى قطاع صناعة المرطبات الإقليمي والمحلي. إذ استطاع - رحمه الله- منذ أربعين عاماً تطوير أول عصير معلب في العالم يحتوي على قطع الفواكه الطبيعية (عصير راني) كمنتج صحي ومميز بمستوى جودة عالمي. ومن جهة أخرى، استثمر - رحمه الله- علاقات الأسرة العريقة مع منتج الفيمتو من خلال تطويره وتسويقه بشكل جعله المشروب الأول المتربع على كافة الموائد الرمضانية في الدول العربية. كان للعم عادل -رحمه الله - مبادرات مستمرة لإدخال منتجات جديدة وناجحة إلى السوق الخليجي كمنتج شراب الشعير البربيكان الذي كان المنتج الأول الذي أنتج في المملكة والخليج من خلال الاستحواذ الكامل على ملكية علامته التجارية. هذه الامثلة أثبت من خلالها العم عادل - رحمه الله- للعالم مدى كفاءة المشاريع الوطنية ومنافستها، وذلك عندما تقدمت شركة كوكاكولا العالمية بشراء خمسين بالمئة من شركة العوجان لتثبت الشركة من خلال تجربتها؛ كفاءة المنتج السعودي ومزاحمته لمنتجات الشركات العالمية. إنسانيته التواقة دوماً للعمل الخيري جعلت إيمانه بدوره المجتمعي لا يقل أهمية عن دوره الريادي، فإضافة إلى كونه وإخوته أحد مؤسسي جامعة الأمير محمد بن فهد، فقد كان دعمه للعديد من المشاريع الخيرية و المبادرات المجتمعية؛ قد جعل منه انموذجا لرجل الأعمال المواطن. كان للعم عادل - رحمه الله- بالغ الأثر في نفسي أباً وموجهاً طوال سنوات عملي، رحل وبقيت بصماته محفورةً بداخلي اقتدي بها لما تبقي من عمر حياتي العملية والاجتماعية. ولعلي لا أنسى حماسه في التعاطي مع برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 في آخر لقاء جمعني به قبل أسبوع من رحيله. ختاماً لقد فقدت أسرة العوجان عميداً كرس حياته لخدمة الصناعة الوطنية وضرب أروع الأمثلة في التفاني للعمل الخيري والصناعي والتجاري، رحل - رحمه الله- وترك من خلفه رفيق دربه أخيه العم الفاضل عدنان وثمرة جهده ابنه عبدالله بن عادل وكافة أبناء اخوته مجتمعين ومتكاتفين لإكمال مسيرة العم عادل رحمه الله في العطاء. رحمك الله يا ابا عبدالله.. واسكنك فسيح جناته.
مشاركة :