ساد هدوء حذر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، أمس، غداة محاولة فاشلة تعرض لها المستشار الأمني في سفارة فلسطين في لبنان، في حين تم تفكيك عبوة ناسفة في المخيم، مما يؤشر على تزايد التوترات الأمنية في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان. «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أفادت بتفكيك عبوة ناسفة معدة للتفجير في مخيم عين الحلوة، كانت مزروعة أمام متجر تعود ملكيته لفلسطيني ينتمي إلى التيار الإصلاحي في حركة «فتح»، وقدّرت زنة العبوة بنحو 300 غرام من المواد المتفجرة، وقامت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بنقلها من المكان بعد تفكيكها من قبل خبير متفجرات. وقال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة العميد خالد الشايب إنه «أثناء قيام القوة الأمنية بإحدى الدوريات، عثر على عبوة ناسفة في سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، بالقرب من محل عبد المجيد، وتم تفكيكها وإحضارها إلى مقر القوة الأمنية». واعتبر الشايب أن «الهدف من هذه الأعمال هو البلبلة، وتوتير الوضع الأمني في المخيم». في هذه الأثناء، تواصلت التحقيقات في محاولة اغتيال المستشار في السفارة الفلسطينية في لبنان العميد إسماعيل شروف، وذلك تحت إشراف النائب العام الاستئنافي في الجنوب، القاضي رهيف رمضان. وكانت محاولة الاغتيال قد وقعت الأحد، وأدت إلى إصابة شروف بجروح في يده ورأسه، وتبين بعد أخذ إفادة شروف أنه بينما كان يقوم بزيارة المسؤول في حركة فتح يوسف دياب، خلف فرع مصرف لبنان في مدينة صيدا، وعند صعوده المبنى، أقدم شخصان على إطلاق النار عليه، فأصابته رصاصة في يده، وأخرى لامست رأسه. وتم جمع الأدلة، وسحب أشرطة الكاميرات الموجودة في المكان، للتوصل إلى هوية الشخصين اللذين أطلقا النار. بدورها، أعلنت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وسفارة دولة فلسطين في لبنان، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة، أنهم «سيتابعون باهتمام بالغ هذه العملية الإجرامية للكشف عن منفذيها وكل من يقف خلفهم، وتقديمهم للعدالة للقصاص منهم». وإذ استنكرت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بشدة محاولة الاغتيال، رأت أنها «توضع في دائرة العمل المشبوه الذي يهدف إلى زرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، خصوصًا أنها وقعت في مدينة صيدا التي تشكل نموذجًا للتآخي والتعايش اللبناني – اللبناني والفلسطيني - اللبناني، وتعيش حالة متقدمة من الاستقرار الأمني».
مشاركة :