في هذا المكتب الصغير بأحد أحياء حيدر آباد، تقوم مجموعة من النساء بالتخطيط لعملية فيها الكثير من التحديات. وضعن كاميرات خفية على أمل الإيقاع بتاجر للبشر خلال محاولته بيع إحدى الفتيات. جميلة نيشاب: يجب أن تتحركن بسرعة كبيرة.. عندما تذهبن إلى الخلف تحركن بسرعة.. سيري إلى الأمام مباشرة.. لا تعطيهم أي انطباع بأنك جديدة في المنطقة. هؤلاء هن النساء في "شاهين"، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على مساعدة القاصرات وحمايتهن من البيع بهدف الزواج الإجباري. جميلة نيشاب تقود هذه المنظمة. جميلة نيشاب، حركة "شاهين" لدعم النساء: التحقت بهذه المجموعة لأني أردت تحقيق حلمي. - وما كان حلمكِ؟ جميلة نيشاب: أن تكون كل فتاة سعيدة ومساعدة الفتيات على الاستمتاع بحياتهن إلى أقصى حد والشعور بالحرية. بعد إنقاذ الفتيات تقوم منظمة"شاهين" بإعادة تأهيلهن وتعليمهن حرفاً مثل الخياطة أو الرسم بالحناء أو استخدام الكمبيوتر لمساعدتهن في الوصول إلى الاستقلالية المادية. غالبية النساء هنا عشن قصص عنف جسدي وجنسي معظمها حالات بيع لسياح أجانب. العائلات هنا بأمس الحاجة إلى المال لدرجة أن أفرادها مستعدون لبيع بناتهم. بعضهن أصبحن ضحايا للاغتصاب الجماعي وأدمنّ على المخدرات، في بعض الأحيان من قبل ذويهن ليصبحن بحالة تخدير، غير قادرات على إيقاف ما يحصل لهن. - هل هي مجرد تجارة ربحية بالنسبة لهم؟ جميلة نيشاب: إنها صفقة فحسب. اتجار شرعي بالجنس. هكذا أحب وصفه. تجارة اللحم. منيرة بيغم، ضحية اتجار بالبشر: بعد قدومي إلى "شاهين" أصبحت أقوى. منيرة بيغم هي إحدى الفتيات هنا اللواتي أنقذتهن "شاهين". تقول إنها كانت تبلغ من العمر 12 عاماً عندما بيعت لرجل من أصل عربي بعمر السبعين. تقول إنه كان يحتجزها ويستخدمها من أجل ممارسة الجنس فقط. وعندما حملت منه خلال أشهر أخبرها عبر الهاتف أنه مغادر دون عودة. منيرة بيغم: كنت بألم شديد. شعرت بأن حياتي لم تكن لها قيمة تذكر. وفي آخر مرة قمت بجرح معصمي. الكل يشارك بهذه العملية، السماسرة ومدراء المكاتب وحتى أهالي الفتيات. لكن الفتيات لا يملكن أي خيار. تجار البشر يفترسون العائلات المسلمة الفقيرة بحيدر آباد وهي مدينة هندية بأغلبية مسلمة. أما الزبائن فهم سياح أثرياء يأتون من الشرق الأوسط وأفريقيا.
مشاركة :