ماذا لو كان هناك لوائح واضحة ومطبقة على الجميع؟.. هل سيكون سوق الاحتراف وانتقالات اللاعبين السعوديين بهذه الصورة من السوء وغياب الشفافية.. ماذا لو كان هناك اتحاد قوي ولجنة تفرض كلمتها على الاندية وتعاط مع النظام وفق اللوائح الدولية ومنعت الازدواجية في المفاوضات وطبقت النظام العالمي على الصغير والكبير، هل سيجروء ناد على القفز وممارسة الفوضوية، ووضع نفسه اقوى من النظام والمسؤول؟، حتما ستنصاع الاندية صاغرة له وبالتالي التعامل والتفاوض وفق هذا النظام، لا حسب قوة الجاه والمكانة والاذرعة الاعلامية والجماهيرية وتسلل الى غرفة التفاوض المظلمة من الابواب الخلفية والطرق الملتوية. قضية تفاوض الهلال ثم النصر مع لاعب وسط الرائد عبدالعزيز الجبرين أحد الامثلة على فوضوية الاحتراف السعودي وعورته التي لم تستطع التصريحات والتطمينات من المسؤولين سترها بالقرارات الملزمة، بالنسبة للمحايدين ليس مهما اين يذهب اللاعب او يبقى في ناديه، المهم ان قضيته المتمثلة باتفاقه مع الهلاليين حسب رئيس الرائد عبدالعزيز المسلم كشفت ان الوضع بالنسبة لنظام الاحتراف لم يتغير منذ ان تم اقراره، المسلم صدح بالحقيقة المرة.. واتحاد الكرة يخفق في التصدي للتجاوزات يفترض سن لوائح ملزمة يفرض على ضوئها قرارات رادعة لكل من يريد تخطي هذه النظام، في ظل الاجواء الحالية والنظام (المتزعزع) من الممكن ان يتجاوز النصر ضد الشباب، والاهلي ضد الاتفاق، والهلال على حساب حقوق التعاون، وهكذا، لانظام يحكم، ولاقرارات تردع، ولوائح يلتزم بها الجميع، من رأى في نفسه القوة والقدرة على استعراض عضلاته خرج متباهيا في تحدي اللوائح، على طريقة (سنسجل وسنفعل مايحلو لنا)، هذا الانفلات لم يجد مسؤول قويا ورجل حكيما يضع الأمور في نصابها الصحيح ويعيد للرياضة هيبتها، هذا ليس نظاما يحمي حقوق الجميع ويعيد التوازن ويساوي الفرص بين القوي والضعيف، والصغير والكبير، ولكنه عمل يشجع على استمرار الفوضى. باختصار هو نظام جبر الخواطر والميلان مع الاقوى ضد الاضعف، الاداري واللاعب والمسؤولون في الاندية يقدمون على بعض التصرفات والتجاوزات وهم يدركون مسبقا ان لا أحد يجروء على ردعهم ويرد اعتبار المظلوم، تصوروا لو أن هناك مسؤول قوي ونظام ينص على (ان اي لاعب يرتكب ما فعله الجبرين) يوقف تلقائيا ويحسم من مرتبه طيلة الايقاف الى ان تحل مشكلته اما بالرحيل من ناديه الى اي ناد او البقاء فيه)، ربما يخرج مسؤول ويقول ان النظام الدولي لايمكن تعديله حتى نقر مثل هذه اللائحة.. جميل جدا ان لاتخرج عن هذا النظام وتتبنى من عندك انظمة اخرى، ولكن هل طبقت النظام الدولي كما يجب ام انه (حبر على ورق)؟. ما نشاهده حاليا اشبه بذلك الذي اضاع مشيته ولم يطبق مشية غيره، بمعنى اننا لم نطبق انظمة (الفيفا) فيما يتعلق بالاحتراف، ولا نحن الذين وضعنا لأنفسنا انظمة خاصة نطبقها ولانخرج عنها حتى لانتجاوز على حقوق بعضنا البعض، ما يحدث حاليا من فوضى لايعكس فقط غياب النظام وكلمة المسؤول وفق هذا النظام ولكنه يعكس الثفاقة المتدنية لدى اللاعبين وكيف ان (كلمة توديهم واخرى تجيبهم)، لايقرؤون مستقبلهم جيدا ولايحسبون خطواتهم، ينجرفون خلف الوعود، وربما يمضون على اوراق (لاتوكلهم عيشا)، انما يندفعون خلف الكلام تارة والتغرير بهم تارة اخرى الأمر الذي يجعلهم يجرون خلف الاحلام وفي نهاية الأمر ينكشف الأمر وأنهم لم يتسلموا شيئا، هذا هو النظام الاعرج واللوائح المختطفة التي تسيرها العواطف وتتحكم بها المجاملات وتقرها الاهواء وتفرضها حاجة الكبار على حساب الصغار. قضية الجبرين لابد من التوقف حولها جيدا وان تكون احداثها وسيناريوهاتها المرتبة من اطرف معينة منطلقا لوضع قانون صارم ينهي العبث، ويقضي على التجاوزات، فما يحدث لايخدم الاطراف المتخاصمة واللاعب معا ولكنه يسيء الى نظام احتراف ظننا بوجود الاتحاد الجديد انه سيطبق بطريقة تكفل للجميع حقوقهم، من غير المعقول ان يهرب لاعب فلا يدري أحد باستنثاء من هربه اين هو؟ برأيكم لو كان هناك نظام وعقوبات مغلظة عليه وعلى من هربه هل سيقدم على هذه الخطوة؟ ابدا لن يفعل ذلك، ولكنه هوان الاحتراف وضعف الاتحاد السعودي الذي لم يتحرر من مثل هذه المشاكل الكبيرة التي تؤثر عليه وتؤثر على كرة القدم بشكل عام. عبدالعزيز المسلم وحده من طمأن الجميع ان هناك نماذج تعمل في الاندية حفاظا على حقوق انديتها والتزاما بكلمتها امام الاخرين، لم تغريه (الملايين) والسباق بين الهلال والنصر على لاعب فريقه، انما ظهر متعقلا وملتزما بكلمته وواضحا في تصريحاته، سرد السيناريو كما هو من اول كلمة في المفاوضات الى اخر كلمة تم الاتفاق عليها، ويبدو انه خلال فترة قصيرة سيتحول من بطل واداري محنك ورياضي خبير في نظر البعض قبل خروجه الفضائي أول من أمس (الخميس) الى اداري ضعيف متردد، وهذا أمر طبيعي مادام ان الرجل قال حقائق لم تعجب البعض، مثل هذه النماذج هم من تحتاجهم الرياضة في الاتحادات واللجان والاندية التي تعاني من سوء الادارات والتعاطي مع الانظمة وغياب الشفافية، ولو كان ما قاله في صالح البعض خصوصا اولئك الذين تخصصوا في زرع الفوضى في مستطيل الرياضة لتحول في نظرهم الى بطل ووصفوه بالعبقري والرجل النزيه الملم جيدا بالنظام، ولكنه صدح باشياء ومعلومات خطيرة واسرار لم يقولها غيره فوصفوه بالرئيس المكلف وهم لايعلمون انهم بذلك لم يسيئوا اليه انما تطاولوا على مقام رعاية الشباب التي كلفته في وقت اعتذر الجميع عن تولي الكرسي، الرياضة بكل اسف اصبحت بيئة غير جاذبة للاكفاء انما طاردة لهم ومحفزة على تكاثر اولئك الذين لاتهمهم الا مصالحهم الخاصة والجري خلف مصالح انديتهم حتى لو كان ذلك بعيدا عن الانظمة. ختاما نهدي للاتحاد ولجانه بيت الشعر: لقد اسمعت لو ناديت حيا.. ولاكن لا حياة لمن تنادي فالتجارب السابقة والاحداث المتلاحقة تؤكد ان الوضع لن يتغير وسيتبع قضية الجبرين احداثا اخرى مادام ان القرارات الجريئة غائبة، وطبيعي جدا ان نشهد اسوأ موسم مر في تاريخ كرة القدم السعودية من حيث الفوضى والتطاول وضعف المنافسة والانحدار في العمل والنتائج، والتجاوز على المسؤول وعدم احترام قراراته وكلمته وكرسيه.
مشاركة :