(كونا) -- أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكويت لورانس سيلفرمان اليوم الثلاثاء أن مركز إيواء العمالة الوافدة يدعم وبقوة الموقف الكويتي في مجال حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر كما يعكس اسمها كدولة رائدة في هذا المجال. وقال سيلفرمان في تصريحات للصحافيين على هامش زيارته والوفد المرافق له مركز إيواء العمالة الوافدة بمنطقة جليب الشيوخ للاطلاع على طبيعة العمل والخدمات المقدمة للنزيلات إن انطباعه "إيجابي للغاية لاسيما أن دولة الكويت أنشأت هذا المركز الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لحل مشكلات العمالة الوافدة والقضاء على أي احتمالية للاتجار بالبشر". وأوضح أن هذا الأمر "ليس بغريب على دولة الكويت وأهلها ولطالما كانت متميزة في العمل الإنساني ومساعدة المحتاجين في شتى المجالات بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد العمل الإنساني". وشدد على ضرورة التعريف بدور المركز عالميا "لما له من أهمية كبيرى كعنصر فعال قادر على تغيير نظرة الدول لكيفية التعامل مع ضحايا الإتجار بالبشر وضحايا القضايا العمالية المشابهة". وأبدى سيلفرمان إعجابه بالخدمات المقدمة في المركز الذي تشرف عليه الهيئة العامة للقوى العاملة مشيدا بمستوى التعاون بين جهات الدولة التي افتتحت مكاتب لها بالمركز مثل وزارات الخارجية والداخلية والعدل والتي تعمل بتناغم وانسجام لحل مشكلات النزيلات واختصار الوقت والجهد المستغرق لذلك. وأفاد بأن النزيلات تتم العناية بهن بشكل ممتاز وعلى أعلى مستوى مؤكدا ثقته في قدرة الجهات الكويتية على حل أي مشكلات ذات صلة مشجعا الحكومة الكويتية ومجلس الأمة على اقرار والعمل بقانون العمالة المنزلية. من جانبه قال مدير المركز فلاح المطيري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن زيارة السفير الأمريكي والوفد المرافق تعد دعما كبيرا لجهود دولة الكويت في القضاء على جريمة الاتجار بالبشر وايجاد حلول لمشكلات العمالة الوافدة لاسيما النسائية منها. وأوضح المطيري أن المركز يشهد سنويا زيارات مشابهة من السفارة الأمريكية و غيرها من السفارات التي تهتم بالإطلاع على أوضاع العمالة الوافدة وملف حقوق الانسان في دولة الكويت تثمينا لجهودها في مكافحة هذه الجريمة الخطيرة. وأضاف أن الكويت تعد من الدول القليلة التي تحدث فيها جريمة الاتجار بالبشر وأن دورها في هذه الجريمة غالبا ما يكون اكتشافها والعمل على حلها بعد حدوثها في بلد العاملة من قبل بعض مكاتب التوظيف الوهمية. وأفاد بأن المركز يعد تجربة رائدة ومميزة في المنطقة حيث إنه الأكبر في منطقة الخليج العربي من حيث الطاقة الاستيعابية التي تصل إلى 500 نزيلة ويقدم خدمات عديدة للعمالة الوافدة أبرزها الخدمة الايوائية وهي الغرض الأساسي من انشاء هذا المركز ومايترتب عليها من خدمات غذائية وطبية متكاملة. وذكر أن المركز يوفر أيضا الدعم النفسي والاجتماعي من قبل متخصصين فضلا عن الحماية القانونية وتوفير المحامين للدفاع عن العاملات في حال تأخر الأجور أو الاخلال ببنود عقد العمل المبرم لافتا إلى استحداث قسم خاص للعاملات الأمهات اللواتي يلجأن إلى المركز بصحبة أطفالهن. وأشار إلى أن مركز الإيواء يعد مقرا للسكن والحماية لأكثر من 300 نزيلة من 23 جنسية مختلفة ممن يعانين مشكلات تدور أغلبها حول عقود العمل الوهمية ويحتجن مكانا للعيش الكريم لحين حل مشكلاتهن مع الجهات المختصة التي تستغرق نحو ثلاثة اسابيع تغادر بعدها العاملة إلى بلادها إلا في بعض الحالات التي قد تلجأ فيها العاملة للتقاضي لتمتد فتره البقاء لحين الفصل في القضية. وأوضح المطيري أن هناك حالات من الجاليات التي لا يوجد في الكويت تمثيل دبلوماسي لها مثل بعض الدول الإفريقية "حيث تستغرق معالجة مشكلاتهن وقتا أطول لحين استخراج وثائق السفر و غيرها من الأمور". وأنشئ مركز ايواء العمالة الوافدة في نوفمبر 2014 وفقا للمعايير والمقاييس الدولية ذات الصلة بقرار من مجلس الوزراء الكويتي بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية المعنية واشراف الهيئة العامة للقوى العاملة.
مشاركة :