عمان - في الشوارع المُتربة لمخيم الزعتري للاجئين بالأردن تُشاهد سيارة-دراجة حمراء اللون تسير بينما يمشي خلفها في العادة مجموعة من الأطفال. هذه السيارة-الدراجة غريبة المظهر والجوهر صممها لاجئ سوري يقيم في المخيم وكان في حاجة ماسة لوسيلة انتقال آمنة وفعالة له ولأسرته لا تكلفه الكثير..أي أن ابتكارها جاء للحاجة التي غالبا ما تكون أم الاختراع. ونظرا لاتساع مساحة مخيم الزعتري فإن الدراجات أصبحت أكثر وسائل النقل التي يستخدمها سكانه. لكن السيارة-الدراجة التي صممها لاجئ من درعا يدعى يوسف إبراهيم المصري تتميز عن الدراجات العادية ذات العجلتين بأنها تسير على أربع عجلات وتحمي ركابها من التراب والرياح. وقال المصري الذي كان يعمل في مستشفى بدرعا قبل فراره إلى الأردن عام 2013 إن الإقامة في مخيم اللاجئين تدفع المرء لأن يفكر ويحاول الاستفادة من كل شيء ليعيش. وأضاف "إحنا أول ما جينا (أتينا) على المخيم كان خيام وما فيه وسائل تنقل فقررنا إنه نعمل هيك شغلة من شان الواحد يقضي حاجياته عليها وينقل أغراضه وأولاده وعياله ويروح وييجي ع السوق على المول. أي شغلة بده إياها بيجيبها." وهذه ليست أول سيارة-دراجة يصنعها المصري حيث سبق له أن صنع سيارة-دراجة أخرى من قبل وباعها للاجئ سوري آخر في ذات المخيم. وتستغرق عملية تصنيع السيارة الدراجة من المصري بين 15 و20 يوما ويستخدم في بنائها مواد من الخردة المُلقاة في الشارع والمخيم المترامي الأطراف. وعن ذلك قال لتلفزيون رويترز "المواد طبعاً مواسير خيمة قديمة..مواسير خيام إضافة لقطع بسكليتات (دراجات) يعني أو خُردة البسكليتات. بناخد البدنية (الهيكل) تبعت البسكليت بيكون طبعاً مكبوبة (مهملة). بناخد القطعة اللي بدنا إياها وبنطبقها على المواسير إضافة للصاج الرقيق تبع كمان الخيام أو كرفانات. وهذا البللور (الزجاج) تبعها عبارة عن شباك كرفانة." وأضاف متحدثا عن شكل سيارته "أشكال السيارات القديمة يعني الكلاسيكي. حبينا نسوي تقريباً نفس المظهر القديم بس على شكل بسكليت يعني." ويستضيف الأردن حاليا ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ يعيش معظمهم في مناطق حضرية بينما يعيش نحو 100 ألف لاجئ سوري في مخيمات. وفر نحو خمسة ملايين سوري من بلادهم ولجأوا للخارج بينما نزح نحو 6.5 مليون آخرين من بيوتهم لأماكن أخرى داخل البلاد منذ تفجر الحرب الضروس في سوريا قبل نحو ست سنوات.
مشاركة :