ترامب يقيل وزيرة العدل بالوكالة ويتهمها بـ «الخيانة» وغوتيريس ينتقد قرار المنع «الأعمى» - خارجيات

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - وكالات - بعد التظاهرات الحاشدة المنددة بقراراته، واثر حملة التنديد التي شملت العديد من العواصم العالمية، وصلت المعارضة لقرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مجال الهجرة الى قلب اجهزة الدولة، فقرر الاخير مواجهتها بمزيد من التشدد. وبعد ان اقال مساء الاثنين وزيرة العدل بالانابة، شن ترامب أمس، حملة شرسة على معارضيه الديموقراطيين في الكونغرس واتهمهم بالعمل على شل عمل الحكومة عبر تأخير تثبيت المسؤولين الذين اختارهم. وقال: «عليهم ان يشعروا بالعار! من غير المفاجىء الا تتمكن واشنطن من العمل»، في اشارة الى ادارته التي لم يكتمل عقدها بعد بانتظار موافقة الكونغرس على بعض المسؤولين فيها. وفي موقف نادر جدا خلال فترة تشكيل فريق حاكم جديد في البيت الابيض، امرت سالي ييتس وزيرة العدل بالوكالة، النواب العامين بعدم الدفاع عن مرسوم ترامب الاخير مشككة بشرعية هذا المرسوم. وفي بيان شديد اللهجة اعلن البيت الابيض اقالة هذه المسؤولة المعينة من قبل ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، واتهمها بانها «ضعيفة جدا في مجال الهجرة غير الشرعية» وبانها «خانت» وزارتها. وعلى الفور امرت خليفتها دانا بوينتي العاملين في وزارة العدل بـ «القيام بواجبهم والدفاع عن الاوامر الشرعية لرئيسنا». كما أقال ترامب المسؤول بالوكالة عن ادارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل الذي كان عين ايضاً في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وعين محله توماس هومان. وأعلن وزير الامن الداخلي جون كيلي في بيان لم يعلل فيه سبب الاقالة، ان هومان «سيعمل على تطبيق قوانيننا حول الهجرة على اراضي الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية». ويدافع البيت الابيض عن مرسومه بحجة منع «ارهابيين اسلاميين متطرفين» من دخول الولايات المتحدة. وقال ترامب في هذا الصدد «هذا الامر لا علاقة له بالديانة، له علاقة بالارهاب وبامن بلادنا». الا ان الرفض لقرارات ترامب لا يأتي فقط من صفوف الديموقراطيين. وفي رسالة مفتوحة، اعتبر عشرات المستشارين السابقين في ادارتي اوباما وجورج بوش ان هذا المرسوم يوجه «الرسالة الخطأ الى المجموعة المسلمة في البلاد وفي العالم» اي ان الحكومة الاميركية «هي في حالة حرب ضدهم على اساس ديني». واعرب الموقعون على هذه الرسالة عن قناعتهم بان هذا القرار سيكون له «تأثير سلبي على المدى الطويل» على الامن القومي للولايات المتحدة. من جهة ثانية احتج ديبلوماسيون اميركيون على قرار ترامب، مستخدمين قناة رسمية تتيح لهم الاحتجاج على قرارات يتخذها من هم اعلى منهم رتبة. الا ان رد البيت الابيض كان فجاً: «اما ان يوافقوا على البرنامج واما ان يرحلوا». وبينما تتصاعد التظاهرات والادانات، خرج الرئيس السابق باراك اوباما عن صمته بعد عشرة ايام على مغادرته السلطة، ليؤيد التظاهر دفاعا عن الديموقراطية، وليندد بالتمييز «بسبب العقيدة او الدين»، وذلك في بيان صدر عن الناطق باسمه كيفن لويس. وقال لويس ان الرئيس السابق «مسرور» بالاحتجاجات التي تجري في انحاء البلاد، وقال: «المواطنون يمارسون حقهم الدستوري في التجمع والتنظيم واسماع اصواتهم عبر مسؤوليهم المنتخبين، وهو ما نتوقع ان نراه بالضبط عندما تصبح القيم الاميركية في خطر». واوضح ان الرئيس اوباما «يختلف بشكل اساسي مع فكرة التمييز ضد الافراد بسبب العقيدة او الدين». وأعلن النائب العام لولاية واشنطن بوب فيرغسون، انه سيقاضي الرئيس ترامب على قراره حظر سفر مواطنين من سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة باعتباره «غير دستوري» و «غير قانوني». الى ذلك، قاطع اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون، أمس، التصويت على مرشحي الرئيس لمنصبي وزارة الخزانة ووزارة الصحة، ما ادى الى عرقلة التصويت. وقال السناتور الديموقراطي البارز في لجنة المالية في مجلس الشيوخ رون وايدن على تويتر «اليوم رفض الديموقراطيون اعضاء لجنة المالية في مجلس الشيوخ التحرك بشان ترشيح منوتشين وبرايس» في اشارة الى مرشح ترامب لوزارة الخزانة ستيفن منوتشين ووزارة الصحة توم برايس. وفي نيويورك، وجّه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، أمس، انتقادا شديدا الى قرار ترامب بمنع مواطني سبع دول مسلمة من السفر الى الولايات المتحدة، معتبرا ان «الاجراءات العمياء قد لا تكون فاعلة». وقال غوتيريس ان البلدان الساعية الى تعزيز مراقبة حدودها لا يمكنها اتخاذ تدابير «تقوم على اي شكل من اشكال التمييز على اساس الديانة او الاتنية او الجنسية».

مشاركة :